لبنانيون يقيمون صلة مع الطبيعة عبر أشجار معمرة

مدرب إسباني يقود ثمانية من محبي الطبيعة اللبنانية في ورشة عمل حول مبادئ "التاروت السحري للنبات" لإقامة صلات جديدة مع الطبيعة.
الجمعة 2019/06/28
إعادة التواصل مع الطبيعة تمثل قوة للتغيير الاجتماعي

بيروت – يؤمن بعض المغامرين من خلال معانقة أشجار يمتد عمرها إلى قرون ولمسها بالأيدي في غابات جبل الشوف بلبنان، بأن هذا النشاط مهم لإقامة صلات جديدة مع الطبيعة.

وقاد المدرب الإسباني، ميشيل أبرييله، نحو ثمانية من محبي الطبيعة اللبنانية، في ورشة عمل لثلاثة أيام حول مبادئ “التاروت السحري للنبات”.

واعتمدت ورشة العمل بشكل أساسي على كتاب دانييل ديدييه الذي يستكشف النباتات ويربطها بالطاقة والمشاعر والرمزية.

وتم تعريف المشاركين خلال الورشة ورحلة تلتها إلى غابة، بأنواع مختلفة من مملكة النبات التي تشكل سطح مجموعة أوراق التاروت التي تضم 26 ورقة.

وبالنسبة لأبرييله، ساعدته هذه الممارسة على فهم صلته بالطبيعة منذ نحو 20 عاما، لتصبح بمثابة تذكير بأن “لدينا مساهمة نقدمها، وأننا جزء من كل”.

وترى أنّا فرّا، وهي طبيبة لبنانية متخصصة في الأمراض المعدية ودارسة في السويد، أن إعادة التواصل مع الطبيعة تمثل قوة للتغيير الاجتماعي.

وأوضحت فرّا، وهي مشاركة في تنظيم ورشة العمل، “كنت أعتقد أن التاروت متعلق بالتبصير، إذ أن بعض رفيقاتي مصادفة يعملن بقراءة التاروت، وقد فهمت من تجربتي الأولى أن الأمر ليس تبصيرا، لأننا غير قادرين على التبصير بل على العمل بمفردنا حتى نكون ملهمين لمن حولنا حتى يعملوا أيضا، والطريقة الوحيدة لكي أغير شيئا بلبنان هي أن أغير من حالي وأغير نظرتي حتى يتغير الناس معي”.

وقالت الممثلة والمخرجة اللبنانية وفاء حلاوي “الأمر لا يرتبط فحسب بحمل كتاب وورق والالتقاء بهذه الأشجار عند الذهاب إلى الطبيعة، بل إن اللقاء فعلي، أنا تعرفت عليها، وأحب أشجار الزيتون من زمان، لكن عندما تكون بينها تدرك بالفعل هذا الحب، فطريقة التطلع إلى شجرة زيتون عمرها ألفا سنة تختلف، فهي تعطيك طاقة وتجعلك تتساءل حول ما يمكنها أن تعلمك.. أنا لم يسبق لي الوقوف أمام شيء عمره ألفا سنة إنه عائش”.

وكانت ورشة العمل والرحلة الجزء الثاني من النشاط الذي نُظم لأول مرة في العاصمة بيروت في وقت سابق من هذا الشهر. وفي الجزء الأول من ورشة العمل، تم تعريف المشاركين على أول 13 ورقة من أوراق اللعب.

ويأمل أبرييله، الذي يقول إنه قاد ورشة العمل لأول مرة في لبنان، في أن يعود في سبتمبر المقبل لإجراء المزيد من البحث المتعمق.

24