لبنانيون يسيئون لحيواناتهم الأليفة والشاردة خوفا من العدوى

ناشطون في الدفاع عن حقوق الحيوانات يضغطون من أجل فرض عقوبات أشد على من يقدم لحوم مسممة للحيوانات الأليفة.
الثلاثاء 2020/04/14
لا دليل علمي على نقل الحيوانات الأليفة الفايروس إلى البشر

بيروت -  أعرب عشاق الحيوانات والمدافعون عن حقوقها في لبنان، عن غضبهم بسبب ما حدث مؤخرا من وقائع تسميم للحيوانات الأليفة، بينما تم التخلي عن عدد آخر منها، بسبب تقارير غير مؤكدة علميا، تفيد بأنه من الممكن أن تتسبب الحيوانات الأليفة في نقل فايروس كورونا المستجد إلى البشر.

قالت الناشطة المدافعة عن حقوق الحيوانات غنى نحفاوي، إنه بعد ورود تقرير إخباري تلفزيوني جاء فيه أن الحيوانات يمكنها نقل الفايروس إلى البشر، مات العديد من الحيوانات الأليفة بعد تقديم لحوم مسممة لها في الشوارع.

وأضافت أنه تم العثور على نحو 50 من الحيوانات الأليفة تخلى عنها أصحابها. وفي إحدى الحالات، تم ترك قطة في قفص مغلق.

وقد دفعت هذه الوقائع جمعيات الرفق بالحيوانات في لبنان، مثل “جمعية بيروت للمعاملة الأخلاقية للحيوان” (بيتا)، و”حيوانات لبنان” وغيرهما، إلى العمل على إخبار الناس بأنه يجب حماية الحيوانات الأليفة تحت أي ظرف.

ولا يوجد دليل علمي حتى الآن، يدل على أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تنقل الفايروس إلى البشر.

ومن ناحية أخرى، قالت سيفين فاخوري، عضو مجلس إدارة “جمعية بيروت للمعاملة الأخلاقية للحيوان”، “منذ أن انتشر في لبنان نبأ بشأن قطة أصيبت بالفايروس في بلجيكا، بدأ الكثير من الأشخاص المرتبطين بحيواناتهم الأليفة يسألون الأطباء البيطريين إذا كان عليهم التخلص منها”.

وفي أواخر مارس، ذكرت وكالة سلامة الغذاء البلجيكية أن هناك حالة لقطة أصيبت بالفايروس انتقل إليها من إنسان. ومع ذلك، أكدت أنه لا توجد مؤشرات على انتقال العدوى من حيوان أليف إلى إنسان أو إلى حيوان آخر.

وقالت فاخوري إن الأمر المحزن هو أن الحيوانات الأليفة التي تركها أصحابها لا يمكنها أن تتدبر أمرها بعد أن اعتادت على حياة المنزل، مشيرة إلى أن هناك بعض الحيوانات التي صدمتها سيارات على الطريق.

وأشارت فاخوري إلى أنه لا توجد جماعة غير حكومية في لبنان مستعدة لرعاية الحيوانات التي تخلى عنها أصحابها، في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد.

وفي الوقت نفسه، قال جيسون مير، المدير التنفيذي لجمعية “حيوانات لبنان”، إن الحيوانات الضالة يتم تسميمها في لبنان منذ أكثر من عقد كامل، مشيرا إلى أن السلطات الحكومية تقوم بذلك أحيانا.

وأوضح أنه لا يعتقد أن حالات تسميم الحيوانات قد زادت بسبب فايروس كوفيد – 19، ولكن الفايروس هو مجرد حجة إضافية للقيام بذلك.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس اللبناني ميشال عون، كان قد وقع في عام 2017، أول مشروع قانون لرعاية الحيوانات في البلاد، والذي يحمي بصورة قانونية الحيوانات الأليفة والبرية من سوء المعاملة.

وبحسب القانون، فإن أي شخص تثبت إدانته بسوء معاملة الحيوانات، قد يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى عامين، ودفع غرامة لم يتم تحديد قيمتها.

من ناحية أخرى، قالت بيتينا محفوظ، الناشطة المعنية بالدفاع عن الحيوانات، في تعليق من جانبها على صور تم تداولها على الإنترنت يظهر بها كلبان على الأقل أثناء احتضارهما بعد تسميمهما، “هذه ليست دولة محبة للحيوانات بالتأكيد”.

في الوقت نفسه، اتهم ناشطون آخرون المجالس البلدية بأنها قاسية في تعاملها مع الحيوانات.

وقال مينا موخي، وهو يعمل في مجال المجوهرات بالإضافة إلى كونه من الرفقاء بالحيوانات، إن أكثر ما يزعجه هو أن بعض البلديات تقوم بهذا العمل “القبيح والفظيع”.

ولم يتسنّ الحصول على تعليق من جانب مسؤولي البلدية. ويضغط ناشطون آخرون من أجل فرض عقوبات أشد على المخالفين. وقالت داليا جنبلاط، الناشطة المعنية بالدفاع عن الحيوانات إنه من الضروري أن يتوقف سوء معاملة الحيوانات “بأي ثمن”، مضيفة أنه يجب اتخاذ إجراء قانوني أقوى تجاه المتهمين.

20