"لبؤات الأطلس" يشعن شعورا بالفخر في المغرب رغم الإقصاء

نتائج "لبؤات الأطلس" تظهر مدى الرعاية الملكية للرياضة ضمن مسار التطوير الشامل الذي يعيشه المغرب.
الأربعاء 2023/08/09
نتيجة المنتخب تدحض الأفكار المسبقة تجاه كرة القدم النسائية

الدار البيضاء (المغرب)- رغم خروجهن من ثمن نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم سيدات، بعد الهزيمة أمام فرنسا الثلاثاء في أديليد بأستراليا، أشاعت سيدات المنتخب المغربي الشعور بالفخر والاحترام خلال هذه المغامرة الأولى من نوعها عربيّا.

وبنتائج “لبؤات الأطلس” استعاد المغاربة أجواء الفرح التي عاشوها في نهاية العام الماضي إثر وصول “أسود الأطلس” إلى نصف نهائي مونديال قطر، في مرحلة لم يبلغها أي فريق عربي أو أفريقي في السابق.

وتظهر هذه النتائج مدى الرعاية الملكية للرياضة ضمن مسار التطوير الشامل الذي يعيشه المغرب.

وأحدثت “لبؤات الأطلس” المفاجأة بتأهلهن إلى ثمن النهائي خلال مشاركتهن الأولى في هذا المونديال، وهو ما غذى شغف وآمال الجماهير ووسائل الإعلام المحلية.

◙ سيدات المغرب نجحن في كسب قلوب الجماهير منذ تحقيقهن مفاجأة الوصول إلى نهائي بطولة أمم أفريقيا

ورغم الهزيمة الثلاثاء تقول ريم بن لغماري “إنه فخر لنا أن نصل إلى هذا المستوى من المنافسة، مسارهن (اللاعبات المغربيات) إنجاز في حد ذاته”.

وتضيف الطالبة (24 عاماً) لوكالة فرانس برس بُعيْد انتهاء المباراة في أحد مقاهي الدار البيضاء “إنها (كرة القدم) رياضة يسيطر عليها الرجال تقليديّا، لكنهن أثبتن أن للنساء أيضا مكانتهن فيها”.

وتعرب لغماري عن تفاؤلها قائلة إن “المنتخب النسائي صنع التاريخ، وهو أمر ليس هيّنا. الآن المستقبل أمامه، هذا ما يجب أن نستخلصه” من مغامرة مونديال السيدات.

وتجمّع مشجعون في هذا المقهى الواقع وسط العاصمة الاقتصادية للمغرب صباح يوم صيفي ساخن، على أمل تكرار لحظات الفرحة العارمة التي عاشتها الجماهير المغربية في أواخر العام الماضي مع ملحمة منتخب الرجال في مونديال قطر.

لكن الصدفة شاءت أن تنتهي مغامرة “لبؤات الأطلس” على يد فرنسا في ثمن النهائي، كما انتهت مغامرة “الأسود” في نصف النهائي بقطر على يد “الديوك” أنفسهم، ليتراجع التحمّس بتوالي أهداف الفرنسيات.

يقول المشجع يونس واشمي (37 عاما) “أشعر بالكثير من الاحترام إزاء ما استطعن إنجازه؛ لا يزال أمامهن الكثير من العمل، هذا مؤكد، لكنها أول مشاركة لهن في المونديال”.

واعتبر تأهل سيدات المغرب لثمن النهائي نجاحا فعليا في مشوارهن بالمسابقة؛ فهي أول نهائيات كأس عالم للسيدات يخضنها في تاريخهن.

عزيزة نايت سي بها الإقبال: بفضل اللبؤات فهم المغرب أن كرة القدم مثل كل الرياضات الأخرى لا جنس لها
عزيزة نايت سي بها: بفضل اللبؤات فهم المغرب أن كرة القدم مثل كل الرياضات الأخرى لا جنس لها

ورغم الهزيمة أمام سيدات ألمانيا في المقابلة الأولى استطاعت “لبؤات الأطلس” العودة إلى المنافسة بانتصارين على كوريا الجنوبية (1 – 0) وكولومبيا بالنتيجة ذاتها.

واكتست المواجهة أمام فرنسا طابعا خاصا، حيث أن مدرب المنتخب المغربي هو اللاعب الدولي الفرنسي سابقا رينالد بيدروس. بينما يقود المنتخب الفرنسي المدرب السابق لـ”أسود الأطلس” هيرفي رينارد.

وقد نجحت المغربيات في خطف قلوب الجماهير وإذكاء شغف المولعين بكرة القدم. وهو الشغف الذي بدأ منذ تحقيقهن مفاجأة الوصول إلى نهائي بطولة أمم أفريقيا التي أقيمت في المملكة العام الماضي، رغم الهزيمة أمام جنوب أفريقيا 1 – 2، في نهائي حطم رقما قياسيا من حيث إقبال الجماهير على مباراة في كرة القدم النسائية.

وتتذكر الصحافية المغربية عزيزة نايت سي بها الإقبال المكثف على مباريات المغرب في تلك البطولة قائلة “كان الملعب ممتلئا بنحو 50 ألف متفرج، وهو أمر غير مسبوق”.

وترى الصحافية، التي أسست موقعا متخصصا في الرياضة النسوية، أن هؤلاء اللاعبات “يغيرن العقليات في بلدهن، إنه أمر استثنائي”.

وتستطرد “بفضل اللبؤات فهم المغرب أن كرة القدم مثل كل الرياضات الأخرى لا جنس لها”.

فخارج رقعة الملاعب استطاع المنتخب المغربي دحض بعض الأفكار النمطية، التي لا تزال صامدة، إزاء مكانة المرأة في الفضاء العام.

وهو ما تؤكده الطالبة الشابة غيثة بدير (23 عاما) قائلة “لقد نجحن (اللاعبات المغربيات) في دحض الأفكار المسبقة تجاه كرة القدم النسائية”، معربة عن “تأثرها” بالنموذج الذي تمثله بالنسبة إليها لاعبات المنتخب.

وعمل الاتحاد المغربي لكرة القدم منذ ثلاثة أعوام على تطوير كرة القدم النسائية من خلال إستراتيجية طموحة لدعم الأندية والتكوين، إضافة إلى إنشاء بطولة احترافية من قسمين، يلتزم أعضاؤها، وهم 42 ناديا في المجموع، بتوفير فرق للفئات العمرية الصغرى (أقل من 15 و17 عاما).

1