لا مفاجآت في الانتخابات الإيرانية بتصدر المحافظين للنتائج

مصادر تؤكد أن نحو 40 في المائة من الناخبين توجهوا لصناديق الاقتراع وهي نسبة اقبال متدنية تاريخيا تمثل رسالة قوية للسلطة.
السبت 2024/03/02
انتخابات وسط مقاطعة الاصلاحيين

طهران - أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التي جرت في إيران، أمس الجمعة تصدر ائتلاف المرشحين المحافظين المتشددين في العاصمة طهران وسط تشكيك دولي في نزاهة الاستحقاق الانتخابي.
وأعلنت الإذاعة الرسمية اليوم السبت، فوز ائتلاف المحافظين برئاسة المتشدد حامد رسائي بـ17 مقعدا من أصل 30 مقعدا في طهران. كما حقق رئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف، الذي خاض الانتخابات ممثلا للكتلة المحافظة، الفوز مجددا.
وأفادت وكالة أنباء مهر الإيرانية، نقلا عن مصادر غير رسمية، بأن نسبة إقبال الناخبين في طهران بلغت 24 % فقط. وعلى مستوى البلاد توجه 41 % من الناخبين إلى مراكز الاقتراع- وهي نسبة إقبال متدنية تاريخيا. ولم يتسن التحقق من البيان بشكل مستقل.
وأجريت أمس الجمعة الانتخابات على مقاعد مجلس الشورى الإسلامي، ومجلس خبراء القيادة. ويصل عدد المسجلين في الجداول الانتخابية في إيران 61 مليون شخص . 
وعدد مقاعد البرلمان 290 مقعدا، خمسة منها مخصصة للأقليات الدينية، وتجرى الانتخابات البرلمانية كل أربع سنوات. ويقرر مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة رقابية محافظة، مدى الجدارة الأيديولوجية للسياسيين.
ونتيجة لذلك، لا يستطيع المواطنون عادة الاختيار إلا من بين مجموعة من المرشحين الموالين للنظام الحالي. ومع ذلك، فإن عددا قياسيا، بلغ 15 ألفا، ترشح لخوض الانتخابات.
ولا يخوض المرشحون السباق الانتخابي ضمن أحزاب، بل ينظمون أنفسهم عبر قوائم. وفي طهران، على سبيل المثال، هناك 30 مقعدا متاحة للانتخابات البرلمانية، وتتقدم هذه التحالفات الانتخابية بـ 30 مرشحا لكل منها.
من ناحية أخرى، يتألف مجلس الخبراء من 88 من رجال الدين الشيعة الذين يتم انتخابهم لمدة ثماني سنوات. ويتمتع المجلس بسلطة اختيار الخليفة للزعيم الديني للبلاد، خامنئي حاليا.
ولكن هناك 144 مرشحا فقط هم المؤهلون لخوض الانتخابات لاختيار أعضاء المجلس، وذلك بسبب الشروط الدينية الصارمة.
وفي ظل غياب منافسة فعلية من الإصلاحيين والمعتدلين، يرى خبراء أن معسكر الأغلبية المكّون من جماعات محافظة ومحافظة متشدّدة، سيستمر في السيطرة إلى حدّ كبير على مجلس الشورى.
وبعد إبطال ترشيح العديد من مرشحيها، نددت جبهة الإصلاح، الائتلاف الرئيسي للأحزاب الإصلاحية، بانتخابات "مجردة من أي معنى وغير مجدية في إدارة البلاد"، رافضة المشاركة فيها.
وللمرة الأولى، لم يدل زعيم التيار الاصلاحي الرئيس السابق محمد خاتمي (1997-2005) بصوته، وفق ما أفاد مسؤولون إصلاحيون. وكان صرح قبل الانتخابات أن إيران "بعيدة جداً عن انتخابات حرة وتنافسية"، لكنه لم يدع إلى المقاطعة، خلافا لمعارضين في المنفى.
وتم تهميش الأحزاب الوسطية والإصلاحية والمعتدلة التي لا تأمل بالفوز سوى بعدد ضئيل من المقاعد بعد رفض العديد من مرشحيها.