لا تنسوا تطعيم الزبالين، إنهم منظفو العالم

الزبالون في دول العالم يجدون صعوبة في الحصول على لقاحات كورونا في ظل غياب معدات الحماية الخاصة بهم أو حتى المياه النظيفة لغسل أيديهم.
الأربعاء 2021/03/31
كم من كورونا مرت من هنا

يتطلع الزبالون في الهند للحصول على اللقاح المضاد لفايروس كورونا، لاسيما وأن الوباء فاقم المخاطر التي يواجهها هؤلاء العمال غير الرسميين الذين يلعبون دورا محوريا في الحفاظ على نظافة المدن.

نيودلهي- انتظر الزبالون بصبر قلب شاحنة للقمامة على قمة مكب النفايات خارج نيودلهي. كانوا مسلحين بأكياس بلاستيكية، ووضعوا أيديهم العارية في القمامة وبدأوا في فرزها.

ويتلقّى المكب، الذي يغطي مساحة أكبر من 50 ملعبا لكرة القدم، كل يوم، أكثر من 2300 طن من القمامة لتزيد من كومته الأطول من مبنى مكون من 17 طابقا. ويتسلق الآلاف من هؤلاء العمال غير الرسميين يوميا المنحدرات غير المستقرة لاختيار ما يمكن إنقاذه.

ويعد هؤلاء العمال غير الرسميين من بين 20 مليون شخص حول العالم (في الدول الغنية والفقيرة) الذين يلعبون دورا محوريا في الحفاظ على نظافة المدن، إلى جانب موظفي الصرف الصحي بأجر.

ومع ذلك يبقى هؤلاء غير مؤهلين للحصول على لقاح فايروس كورونا. ويجدون صعوبة في الحصول على اللقاحات على عكس عمال البلدية، وقد ضاعف الوباء المخاطر التي يواجهها العمال غير الرسميين.

وقالت شيترا موخيرجي من شينتان، وهي مجموعة أبحاث بيئية غير ربحية في نيودلهي، “ليس للكثيرين معدات الحماية الخاصة بهم أو حتى المياه النظيفة لغسل أيديهم. وإذا لم يتم تطعيمهم، فإن المدن ستعاني”.

المكب يتلقى كل يوم أكثر من 2300 طن من القمامة

وتعيش مانوارا بيغوم، 46 عاما، في كوخ من الكرتون خلف فندق خمس نجوم في قلب نيودلهي وتشعر بعدم المساواة.

وتقدر شيترا أنه في كل عام، يوفر أمثالها للحكومة المحلية أكثر من 50 مليون دولار ويزيلون أكثر من 900 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون عن طريق تحويل النفايات بعيدا عن المكبات. ومع ذلك، فهم لا يعتبرون من “العاملين الأساسيين” وبالتالي فهم غير مؤهلين للتلقيح.

وبدأت بيغوم عريضة على الإنترنت تطالب فيها باللقاحات وتسأل “ألسنا بشرا”؟

ومن المرجح أن يكون عمال الصرف الصحي الذين توظفهم الحكومات المحلية في جنوب أفريقيا وزيمبابوي في طابور اللقاح بعد العاملين الصحيين، على عكس الزبالين.

في مكب نفايات داندورا في العاصمة الكينية نيروبي، يرتدي البعض من غير المؤهلين للحصول على لقاح معدات طبية تتخلص منها المستشفيات والعيادات الصحية، قائلين إنها تحميهم بشكل خاص من الطقس خلال موسم الأمطار.

لا شك في أن هؤلاء الأشخاص يقدمون خدمة أساسية، كما تقول لويز جيببرون، الباحثة في جامعة المكسيك الوطنية المستقلة التي درست هذه القضية.

وفي المكسيك، يساعد القائمون على جمع القمامة عمال البلدية في الشاحنات وغالبا ما يجمعون القمامة من الأحياء التي لا تخدمها السلطات.

وأشارت جيببرون إلى أن العمل خطير والإصابات شائعة، لذا فإن لدى الحكومات بعض الحوافز لعدم الاعتراف، بهم أو تقديم مزايا مثل الرعاية الصحية.

الوباء ضاعف المخاطر التي يواجهها العمال غير الرسميين

وأكد روبن جيفري، الأستاذ بمعهد دراسات جنوب آسيا في جامعة سنغافورة الوطنية، أنهم غالبا ما يكونون فقراء بالفعل، وينتقلون إلى مدن غير مألوفة لكسب لقمة العيش عن طريق فرز القمامة.

وأضاف أن العديد من هؤلاء العمال في الهند ينتمون إلى مجتمعات فقيرة من المسلمين أو الداليت، الذين كانوا يُعرفون سابقا باسم “المنبوذين” في قاع نظام الطبقات في البلاد، ما يضيف طبقة من التحيز.

وتابع جيفري، الذي شارك في تأليف كتاب عن النفايات في الهند في عام 2018، “اللقاح هو مجرد مثال آخر، ودراماتيكي للغاية، للاستبعاد الذي ساد قبل ظهور الوباء في الأفق”.

وكشفت الهند أنها ستقدم اللقاحات لكل شخص يزيد عمره عن 45 عاما اعتبارا من الأول من أبريل المقبل. وفي المستشفيات الخاصة، تباع كل جرعة مقابل 3.45 دولار، لكنها مجانية في المستشفيات الحكومية.

ونظرا لأن الوباء أدى إلى انهيار أسعار النفط، فقد أصبح صنع بلاستيك جديد أرخص من إعادة تدويره. وفي العديد من البلدان، أدى غلق الحدود إلى توقف أسواق إعادة التدوير، مما قلل من الطلب على المواد المعاد استخدامها التي يجمعها هؤلاء العمال. وفي نيودلهي، يُباع رطل من الزجاجات البلاستيكية بما يعادل 11 سنتا أميركيا، أي نصف ثمنها قبل الوباء.

وتعيش ساهرا بانو، البالغة من العمر 37 عاما، بالقرب من مكب النفايات في بهلسوا وتبيع ما يمكنها البحث عنه، وتقول إنها كانت تكسب حوالي 5 دولارات يوميا. الآن، يبقى الحصول على نصف هذا المبلغ أمرا صعبا.

في المكسيك يساعد القائمون على جمع القمامة عمال البلدية في الشاحنات وغالبا ما يجمعون القمامة من الأحياء التي لا تخدمها السلطات

وتتسرب المواد السامة من المكب إلى المياه الجوفية. لذلك، يجب أن تنفق 5 سنتات يوميا على المياه المعبأة ويذهب باقي ما تكسبه لشراء الطعام. ولكسب ما يكفي للحصول على جرعة واحدة من اللقاح، قالت إنها ستضطر إلى جمع 31 رطلا إضافيا من الزجاجات البلاستيكية وبيعها.

وتابعت “نحن نكافح من أجل إطعام عائلتنا. كيف يمكننا شراء اللقاحات”؟ وكان على بانو للحصول على اللقاح المجاني من مستشفى عام مثقل بالأعباء، أن تنتظر هناك لعدة أيام.

وكل يوم بعيدا عن العمل يعني شخصا دون طعام. علاوة على ذلك، فإن وصمة العار المرتبطة بالزبالين في الهند تعني أنهم غالبا ما يتم إبعادهم عن مثل هذه المرافق.

وتقول بانو “إنهم لا يعاملوننا بشكل جيد”. ويعني أي مرض زيارة الصيدلية، وليس الطبيب، للحصول على دواء. وأكدت “إذا كان الشخص محظوظا، فإنه سيتعافى. وإذا لم يكن ذلك، فماذا يمكننا أن نفعل”؟

24