لا أعذار للهروب من الأعمال المنزلية أثناء الحجر الصحي

يقبع جميع أفراد العائلة في البيت في فترة الحجر، لم يعد هناك أيّ عذر لعدم المشاركة في الأعمال المنزلية والتنظيف! ويمكن للجميع المشاركة دون استثناء الزوجين والأبناء، أولا للحصول على منزل نظيف وسعيد، ولتخفيف العبء على فرد واحد – وهو عادة ربة البيت – وأيضا لملء الوقت بأشياء مفيدة ولتعويد الأطفال على المساعدة والتعاون وعلى النظافة بالأخص، إذن فلكل شخص دور يلعبه.
باريس – يجعل البقاء في البيت الكثير من النساء يتفطن إلى أنه حان الوقت لإعادة ترتيب المنزل والأدوار أيضا وللتنظيف الجيد لكل شيء: الغبار والمكنسة الكهربائية وتنظيف الأثاث والمطبخ والرفوف وإعادة ترتيب المساحة ربما للعمل عن بعد. الفرصة متاحة وتمكن الاستفادة من جهود جميع أفراد الأسرة.
في البداية توضع قائمة لتوزيع الأعمال المنزلية بشكل جماعي ويتعين تكليف الأطفال بالمهام البسيطة والأقل احتمالا للتسبب في الضرر، ومن المهم استغلال الفرصة لتعليمهم كيفية ترتيب غرفهم وألعابهم وطرق جمع الغسيل وطويه ووضعه في السلة، وبحسب عمر الأبناء يتم توزيع المهام ويكون مناسبا للفتيات فوق عشر سنوات تعليمهم غسل الأطباق مثلا أو التنظيف بالمكنسة الكهربائية والمساعدة في الطبخ.
ويمكن توزيع الأعمال التي تستغرق وقتا وتتطلّب جهدا على أيام متباعدة لتجنّب الإرهاق والأهم من ذلك جعل غالبية الأعمال المنزلية في شكل عمل فريق لتكون أكثر ديناميكية وأكثر مرحا ويمكن أيضا توزيع المهام بالتناوب لتجنّب الملل مثلا يوم يطهو الأب وفي الغد الأم بينما توزع بقية المهام على الأطفال كل حسب عمره ورغباته.
للأطفال يمكن ابتكار وجه آخر لمتعة التنظيف بتأليف حكايات عن الفايروسات لتوعيتهم بأهمية النظافة، هذا النشاط يبقيهم مشغولين ويجعلهم على دراية بالأعمال المنزلية
ويجب جعل تنظيف المنزل مصدرا للمتعة أولا من خلال التخلص من الروتينية وهو ما يفرض استعداد الجميع للمشاركة والعمل بالتناوب، ويمكن أن تغسل الأطباق وأنت تردد أغنية مع الأطفال أو ترتب الغرف والرفوف والجميع يردد نفس الأغنية ولمَ لا يرقصون ليظل الجميع في مزاج جيد.
وبالنسبة إلى الأطفال يمكن ابتكار وجه آخر لمتعة التنظيف من خلال تأليف حكايات وقصص عن البكتيريا والفايروسات مثلا لتثقيفهم وتوعيتهم بأهمية النظافة الشخصية والمنزلية. هذا النشاط يمكن أن يبقيهم مشغولين ويجعلهم على دراية بالأعمال المنزلية وفوائدها.
وعقب الجهد تأتي الراحة لمكافأة جهود الأسرة بأكملها، يجب أن يحاول كل من موقعه قضاء أمسية ممتعة؛ فليضع الجميع المكنسة والإسفنجة بعيدا ويجلسون لتناول وجبة جيدة بعد أن تشاركوا طهيها معًا. ثم يمكن الاتفاق على اختيار برنامج تلفزيوني عائلي أو المشاركة في لعبة جماعية.
المهم هو خلق روح معنوية عالية لدى كل أفراد الأسرة للحفاظ على توازن لطيف في الحياة في بيئة صحية، ولتفادي القلق والتوتر المترتب عن الحجر المنزلي وتجاوز الفترة بمعنويات مرتفعة من دون الوقوع في متاعب صحية ونفسية. ويدعم خبراء الأسرة والتربية هذا الاتجاه كما يدعو له علماء النفس ويجمعون على أن مشاركة الأعمال المنزلية بين أفراد الأسرة دون استثناء وتشريك الأطفال خصوصا تعد وسيلة لتقوية الترابط بين أفرادها وخلق أجواء التعاون والمتعة الجماعية سواء بمناسبة الحجر المنزلي أو دونه.
الاختلاف في الوضع الجديد يكمن في أن جل أفراد الأسرة في حاجة إلى الحركة وإلى تمضية الوقت والتخلص من الضغط لأنهم يجدون أنفسهم مجبرين على البقاء في المنزل وهو ما يدفعهم للبحث عن طريقة تجعل هذا التجمع الأسري مرحا ومفيدا.
ويوصي مختصون في علم نفس الطفل الآباء بمحاولة الترويح عن الصغار وعدم إشعارهم بالتوتر وتجنيبهم مشاعر الضغط والخوف بسبب انتشار الوباء العالمي الجديد والذي يقف وراء إيقاف دروسهم وإيداعهم المنازل لحمايتهم، وهو ما يجعلهم يتجاوزن هذه الفترة الصعبة بأخف الأضرار الصحية والنفسية.
وفي هذا السياق تتنزل وجاهة تشريكهم في الأعمال المنزلية حيث تعد فرصة يتعلم فيها الأطفال وحتى المراهقون تحمّل مسؤولياتهم فيتعلمون القيام بشؤون المنزل وترتيب أغراضهم ويدركون أهمية مساعدة والديهم وإخوتهم والآخرين.