كيف يمكن لغذاء الطفل حمايته من مرض الزهايمر مستقبلا

من المهم إنشاء أنماط غذائية صحية في وقت مبكر من الحياة من أجل دعم الصحة والحفاظ عليها طوال العمر.
الاثنين 2024/07/08
من المهم اختيار الغذاء الذي يناسب صحته

بوسطن (الولايات المتحدة) - يشعر الكثير من الآباء والأمهات بالقلق بشأن صحة أطفالهم، خاصة مع ارتفاع مستويات السمنة وكذلك السعال ونزلات البرد. والآن، وجد فريق من الباحثين أن ما يأكله الطفل يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياته في المستقبل.

وأوضح أن اتباع نظام غذائي صحي في بداية الحياة يمكن أن يعني انخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر المرتبط بالعمر. وفي حين أن معظم الأبحاث السابقة ركزت على عادات الأكل لدى الأشخاص في الستينات والسبعينات من العمر، فإن هذه الدراسة الجديدة تعد الأولى في مجال تتبع النظام الغذائي والقدرة المعرفية طوال العمر (من 4 إلى 70 عاما).

وحلل الباحثون بيانات 3059 شخصا بالغا في المملكة المتحدة، تم تسجيلهم كأطفال في دراسة تسمى المسح الوطني للصحة والتنمية. وقدم أعضاء المجموعة، التي تسمى مجموعة المواليد البريطانية عام 1946، بيانات عن المدخول الغذائي والنتائج المعرفية وعوامل أخرى عبر الاستبيانات والاختبارات على مدار 75 عاما تقريبا. ووجدوا أن جودة النظام الغذائي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاتجاهات العامة أو القدرة المعرفية الكلّية. كما يمكن أن تكون للقدرة الإدراكية تأثيرات مهمة على نوعية الحياة والاستقلالية مع تقدمنا في السن.

وقالت الدكتورة كيلي كارا، المختصة في علوم التغذية بجامعة تافتس، "تدعم هذه النتائج الأولية إرشادات الصحة العامة الحالية التي تقول إنه من المهم إنشاء أنماط غذائية صحية في وقت مبكر من الحياة من أجل الحفاظ على الصحة ودعمها طوال العمر". وتابعت "توفر النتائج أيضا أدلة جديدة تشير إلى أن التحسينات في الأنماط الغذائية حتى منتصف العمر قد تؤثر على الأداء المعرفي، وتساعد في تخفيف أو تقليل التدهور المعرفي في السنوات اللاحقة".

◙ عادات نمط الحياة الصحية، مثل اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة، يمكن أن تؤدي دورا في الحد من مخاطر الإصابة بداء الزهايمر

وقال الباحثون إن اتباع نظام غذائي صحي غني بالأطعمة النباتية، التي تحتوي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة والدهون الأحادية وغير المشبعة، يمكن أن يدعم صحة الدماغ عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ. وأضافت كارا "الأنماط الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من مجموعات الأغذية النباتية الكاملة أو الأقل معالجة، بما في ذلك الخضار الورقية والفاصوليا والفواكه الكاملة والحبوب الكاملة، قد توفر حماية أكبر لصحتنا.

ومن المرجح أن يؤدي تعديل المدخول الغذائي لأي شخص في أي عمر لدمج المزيد من هذه الأطعمة، إلى تحسين صحتنا بعدة طرق، بما في ذلك صحتنا المعرفية". وقد عُرضت النتائج في الاجتماع السنوي الرئيسي للجمعية الأميركية للتغذية في شيكاغو.

وداء الزهايمر هو اضطراب تدريجي يؤدي إلى ضمور وتلف وتدهور خلايا المخ والدماغ، وهو السبب الأكثر شيوعا للخرف، ويؤدي إلى انخفاض مستمر في التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية، مما يؤثر سلبا في الشخص وقدرته، ومن العلامات المبكرة للمرض هو نسيان الأحداث، وضعف شديد في الذاكرة، وفقد القدرة على أداء المهام اليومية الضرورية، وتراجع مستمر في الذاكرة والقدرات العقلية والذهنية.

وثمة أدلة قوية على أن عادات نمط الحياة الصحية، مثل اتباع نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية وتجنب التدخين، يمكن أن تؤدي دورا في الحد من مخاطر الإصابة بداء الزهايمر وغيره من أنواع الخرف. ورغم ذلك، لا يزال الأمر يتطلب إجراء المزيد من الأبحاث قبل اعتبار أي من هذه العوامل المتعلقة بنمط الحياة إستراتيجية ثبُت جدواها في الوقاية من داء الزهايمر.

أما على وجه التحديد، ثبُت ارتباط النظام الغذائي المتوسطي بانخفاض خطر الإصابة بداء الزهايمر والخرف. كما ثبت أيضا ارتباط النظام الغذائي المتوسطي بتحسين الإدراك المعرفي بين الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب وغيرها من أمراض الأوعية الدموية.

ويتميز النظام الغذائي المتوسطي بأنه غني بالفواكه والخضراوات والبقوليات والحبوب الكاملة والأسماك، ويعتمد على زيت الزيتون كمادة دهنية أساسية للطبخ. كما أن هذا النوع من النظم الغذائية مفيد لصحة القلب، حيث يقلل فرص الإصابة ببعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والنوع الثاني من داء السكري. وتندرج هذه الحالات المرضية ضمن عوامل الخطر المسببة للخرف.

16