كيف تتجنب الزوجة الاختلافات الناجمة عن نقاش مع الزوج

لندن- يعتبر النقاش ضروريا لاستمرار العلاقة بين الزوجين، إلا أنه قد يتطور وتنجر عنه اختلافات يلقي فيها الزوج اللوم على الزوجة متهما إياها بارتكاب الخطأ وإفساد النقاش.
وأكد خبراء العلاقات الزوجية أن المرأة قد تقود النقاش إلى حافة الهاوية، دون أن تدرك ذلك، وتلجأ دون عمد إلى بعض الأشياء التي تثير غضب الزوج، ومن ثم تخسر النقاش.
وأشاروا إلى أنه حينما يتعلق الأمر بالمال، تحاول بعض الزوجات الضغط على الزوج معتقدات أنهن يحثنه على فعل المزيد، ربما لا يطمعن في أشياء كثيرة ويطلبن الضروريات فقط، وتستخدم بعضهن أسلوب المقارنة مع صديقاتها، إلا أن الضغط بذلك الأسلوب على الزوج لا يفيد في الكثير من الأحيان، خاصة إذا كانت الزوجة تعلم أنه يبذل قصارى جهده في ظل ظروف اقتصادية سيئة تعاني منها معظم الدول مؤخرا، بل على العكس يشعر الزوج بالفشل الدائم والتقصير، مما يحول دفة النقاش إلى خلاف كبير.
ونصح الخبراء الزوجين بالتفكير معا في كيفية زيادة الدخل أو تقليل النفقات قدر الإمكان لشراء الضروريات ووضع خطة للحصول على ما يصنف تحت بند الرفاهية.
ولفت الخبراء إلى أن الزوجة قد تستغل خطأ الزوج السابق، لتذكيره به دائما، ربما خوفا من تكراره وربما لتظهر له كيف تسامحت وتجاوزت ذلك، وقد يشعر الزوج بالحرج من الرد، لكنه يشعر بالإهانة إذا تمادت الزوجة في تذكيره بالخطأ الذي ارتكبه، مما يجعله يثور وينتهي النقاش بينهما بخلاف حاد.
ووفق موقع “كروس واك”، أكدت الكاتبة مولي باركر أن لا شيء يجعل الرجل يشعر وكأنه فاشل، أكثر من أن تضعه زوجته في فخ المقارنة مع آخرين، حتى ولو في الأشياء البسيطة، مثل كيف يعامل ذلك الزوج زوجته وكيف يساعدها.
وأوضحت “حينها قد يتحول الحديث بينهما إلى معركة كبيرة، وقد تجده ثائرا دون أن تستوعب السبب، لذلك لا داع للمقارنة وأطلبي منه بهدوء أن يعبر عن اهتمامه بك قدر
المستطاع”.
لا شيء يجعل الرجل يشعر وكأنه فاشل، أكثر من أن تضعه زوجته في فخ المقارنة مع آخرين
كما أفاد الخبراء أن بعض النساء يلجأن إلى الصوت العالي مع احتدام النقاش، ربما لأنهن أكثر عاطفية ويشعرن بالضغط المستمر أو الظلم في النقاش مع أزواجهن، لكنها للأسف طريقة تجعل الزوجة مخطئة حتى وإن كانت محقة في بداية النقاش. وأكد الدكتور إليوت كوهين مؤسس ورئيس تحرير المجلة الدولية للفلسفة التطبيقية والمجلة الدولية للممارسة الفلسفية في مقال على موقع “بسيكولوجي توداي”، أن الصراخ أو الصوت العالي
تعبير دفاعي عن النفس، وعندما تحتدم النقاشات الزوجية يضخ الأدرينالين وتزداد ضربات القلب ويتسارع التنفس ومن ثم يرتفع الصوت كاستجابة سلوكية دفاعية لفظية.
وأوضح أن المشكلة في مثل هذه الاستجابات العدوانية اللفظية تتمثل في أن الزوجة تميل إلى مواجهة ردود دفاعية مماثلة من الزوج الذي يرى في طريقة الزوجة هجوما شخصيا عليه.
ونصح الخبراء الزوجة بمحاولة السيطرة على انفعالاتها الداخلية، وربما قد تحتاج بعض الوقت للتدريب على ذلك، لكنه أمر ضروري يكلفها الخسارة في كل مرة تدخل فيها في نقاش مع زوجها.
وقد تلجأ بعض النساء إلى الصمت حين يشعرن أن الزوج يخطئ أو يتحامل عليهن ولا يعترف بخطئه، وبين موقع “فيري ويل ميند” أن الصمت والعبوس سمتان للعنف السلبي، يلجأ الشخص إليهما من أجل التعبير عن غضبه ورفضه التجاهل أو عدم الاهتمام، أو كآليات دفاعية لإشعار الآخرين بأخطائهم، ولكن الرجل لا يدرك ما الذي تعنيه المرأة بصمتها، لكنه يثور ويلقي باللوم عليها في إفسادالنقاش.
ولتجنب الخلافات الناجمة عن النقاشات مع الزوج نصح المختصون الزوجة بتحديد نقاط النقاش بدقة والتركيز على العاطفة في بعض الأحيان، والحقائق والحسابات في أحيان أخرى، وترك مساحة للزوج للحديث، وتجنب الصمت والكلام بصوت هادئ وعقل مرتب وأفكار متسلسلة.