كيف أصبح السوريون لاجئين بالوراثة

#أنا_لاجئ.. خطاب المظلومية الإلكتروني لم يعد يجلب تعاطفا.
الخميس 2021/12/02
اللجوء كان الحل الوحيد

ما يكتبه السوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول لجوئهم هي “حكايات الجحيم الذي دفعهم لخوض الأهوال” وفق بعضهم، لكن هذا الخطاب لم يعد مقنعا إذ يطالب مغردون سواء كانوا عربا أو أوروبيين بإعادتهم إلى ديارهم.

دمشق- تصدر هاشتاغ #أنا_لاجئ الترند على منصات التواصل الاجتماعي ضمن حملة رقمية يروي فيها اللاجئون معاناتهم في رحلة البحث عن حياة أفضل وأكثر أمنًا بعيدا عن بلدانهم الأصلية “المدمرة”.

وشهد الهاشتاغ مشاركة واسعة من اللاجئين السوريين الذين قالوا إن لجوءهم ليس جديدا بل هو قصة قديمة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. وقالت مغردة في هذا السياق:

lubaba_alhawari@

أنا_لاجئ أهلي طلعوا من حماة سنة 1982، عاشوا رحلة لجوء على مدار 40 سنة جربوا الجوع والفقر والترحيل والتنقل بين البلدان وفقد الأحباب بدون ما يشوفوهم، وجربوا تغير بيوت أكثر من عدد سنين الغربة، ولدت برا سوريا ما بعرفها غير بالصور، وولادي من بعدي هيك صاروا مثلي لاجئين بالوراثة!

واعتبر معلق:

وجاءت الحملة ردا على اللهجة التصعيدية من بلدان الجوار وبلدان أوروبية بدأ بعضها في إعادة اللاجئين إلى “سوريا الآمنة”.

وتستضيف بلدان الجوار السوري النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين والتي تقدر بـ80 بالمئة. وفي تركيا وعدة دول عربية تنشط بين الفترة والأخرى حملات عنصرية ضد السوريين على غرار #ترحيل_السوريين_مطلب.

كما باتت مواضيع الهجرة واللجوء والاندماج في المجتمعات الجديدة ضمن أكثر القضايا التي تشغل أوروبا، إلا أن بعض بلدان الاتحاد الأوروبي تتعامل مع ملف اللاجئين بعيدًا عن الضوابط القانونية، وهو ما يفسره بعضهم بأنه تمهيد لترحيلهم. وبدأت عدة دول بالفعل ترحيل اللاجئين إلى مناطق سيطرة النظام. وكتب معلق:

وشرحت معلقة:

وتناقل ناشطون سوريون على صفحات التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين مقطع فيديو يوثّق ترحيل عائلة سورية من الدنمارك إلى دمشق بمزاعم من السلطات الدنماركية على أنّها آمنة.

ويظهر في الفيديو المصوّر لاجئ سوري يجهش بالبكاء بعد صدور قرار بترحيله إلى سوريا، وسط بكاء جميع من حوله من المقربين. وظهرت في المقطع امرأة سورية كبيرة في السن أغمي عليها نتيجة الصدمة وعدم تحمل خبر قرار الترحيل.

وتمارس السلطات الدنماركية ضغطا على اللاجئين السوريين لإجبارهم في نهاية المطاف على مغادرة البلاد “طواعية”.

وشهد هذا العام حالة مأساوية عقب وفاة لاجئ سوري نتيجة تعرضه لأزمة قلبية بعد تلقيه قرارا من السلطات الدنماركية بسحب تصريح إقامته، وإبلاغه بمغادرة الدنمارك إلى دمشق.

وفي أبريل الماضي دشن دنماريكيون حملة بعنوان “سوريا مشمسة” عُلقت في اللوحات الطرقية بشوارع الدنمارك الرئيسة تطالب بإعادة السوريين إلى ديارهم. وقالت إعلامية:

وحلت سوريا في المرتبة الأولى من حيث أعداد اللاجئين في العالم للعام السابع على التوالي، بحسب أرقام ومعلومات حديثة نشرتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

وأفاد تقرير مصور صادر عن مفوضية اللاجئين نشرته على حسبها على توتير في الرابع عشر من أغسطس الماضي أن أكثر من 82.4 مليون شخص حول العالم فروا من ديارهم، منهم 26.4 مليون لاجئ نحو نصفهم دون الـ18 من العمر.

وحلت سوريا في المرتبة الأولى بـ6.7 مليون لاجئ، حيث كانت المصدر الرئيسي للاجئين منذ العام 2014. وقال التقرير إن ما يقارب من 80 في المئة من اللاجئين السوريين يعيشون في الدول المجاورة. وتفاعل كثير من السوريين مع الهاشتاغ بنشر صور لمنازلهم وأحيائهم المدمرة بفعل الحرب. وكتب معلق:

belalkh16@

أنا_لاجئ سوري، عمري مئات من الزنازين وآلاف من الجلّادين، كانت لي مدينة تحتضنها دمشق على خاصرتها الشرقية. إنها الغوطة، حاصرها بشار الأسد، قصفها ودمرها وخنقها، ثم أعطانا قوافل التهجير. أنا لاجئ، وشاهد، وبالأصل أريد إسقاط النظام!

وقالت ناشطة:

واعتبر إعلامي:

OmarEdlbi@

لا يسعى إنسان ليكون لاجئا.. والسوريون لم يختاروا ترك ديارهم وبلادهم إلا لأن قتلهم بالقصف والاعتقال والحصار كان قرار نظام عصابة الأسد رداً على سعيهم للحرية. هذه مشاهد من مديتني #حمص كي يفهم العاقلون كيف أجبر السوريون على اللجوء #أنا_لاجىء.

في المقابل انتقد مغردون اللاجئين ضمن الهاشتاغ، مؤكدين أنهم يقدمون نوعاً من المظلومية يلعب فيه السوريون دور الضحية، متسائلين عن سبب عدم عودتهم إلى سوريا رغم “انتهاء الحرب”. وفي سلسلة تغريدات شرح حساب:

وأضاف أن  اللاجئ في حال عودته إلى يواجه 3 تحديات رئيسية أولها خطر الاعتقال والاختفاء القسري، خاصة في ظل انتشار الفوضى الأمنية.

كما يعيش سكان مناطق النظام، إلى جانب انعدام الأمان، تحدي تأمين لقمة العيش وسط ظروف اقتصادية سيئة وانتشار البطالة وشح في المحروقات وانقطاع الكهرباء والماء لفترات طويلة واضطرار الناس إلى الوقوف في الطوابير لساعات للحصول على الخبز. كما مسحت أحياء وقرى كاملة بالقصف العشوائي ودمرت أكثر من 40 في المئة من البنية التحتية أين سيجبر العائدون على العيش في المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

16