"كو فاديس، عايدة؟".. فيلم عن مذبحة سربرنيتشا يحصد كبرى جوائز الفيلم الأوروبي

برلين– فاز الفيلم الدرامي البوسني “كو فاديس، عايدة؟” في برلين مساء السبت بكبرى جوائز الفيلم الأوروبي، التي تعادل جوائز الأوسكار وتمنحها الأكاديمية الأوروبية للفيلم.
ويدور “كو فاديس، عايدة؟” للمخرجة ياسميلا زبانيك، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم، حول مذبحة مدينة سربرينتشا بالبوسنة والهرسك والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 8 آلاف رجل وصبي من المسلمين البوسنيين داخل مدينة سريبرينيتشا وحولها في يوليو 1995، خلال حرب البوسنة.
ويحكي “كو فاديس، عايدة؟” قصة عايدة، وهي مترجمة فورية كانت تعمل مع قوات حفظ السلام الهولندية يوم الـ11 من يوليو 1995 حين أعدمت قوات صرب البوسنة أكثر من ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم فيما يعرف بمذبحة سربرنيتشا. ويتناول الفيلم الدرامي التاريخي كيفية استغلال الصرب ضعف القوات الدولية حينها.

الفيلم الخامس للمخرجة البوسنية
ولا تزال مذبحة سربرنيتشا جرحا ينزف في قلوب شعب البوسنة والهرسك بصفة عامة وقلوب ذوي ضحايا المذبحة خاصة، رغم مرور 26 عاما على وقوعها في بلدة سربرنيتشا شرقي البلاد.
وتوصف المذبحة بأنها أكبر مأساة إنسانية شهدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وتنجح المخرجة في استعادة ذلك التاريخ المظلم والدموي بذكاء لتثير من جديد قضايا التعصب وآلام الحروب التي لا تفرّق بين كبير وصغير وتقودها الكراهية العمياء، في نقد صريح للصراعات التي لا تتوقف.
وحصلت كل من المخرجة البوسنية ياسميلا زبانيك والممثلة الصربية جاسنا دوريتش، والتي قامت بدور البطولة، على جائزتي أفضل مخرج وأفضل ممثلة على التوالي.
وخصصت زبانيك الفيلم من أجل نساء وأمهات سريبرينيتشا، وكذلك الأبناء والأزواج والآباء الذين قُتلوا. وقالت إن النساء وجدن طريقة لإحلال السلام في بلد مدمر.
وقالت زبانيك “يتعين على النساء دائماً إزالة الفوضى التي يخلفها الرجال وراءهم”.
وسبق للفيلم، والذي يعد الخامس للمخرجة البوسنية ياسميلا زبانيتش، أن فاز بجائزة “السهم الكريستال” في الدورة الثانية عشرة لمهرجان “فيستيفال يزارك” بفرنسا في ديسمبر 2020، وهو المهرجان المخصص منذ العام 2009 لتشجيع السينما الأوروبية المستقلة. كما حصل الفيلم على جائزة الجمهور في مهرجان البندقية السينمائي لعام 2020.

وفاز الممثل أنتوني هوبكنز بجائزة الفيلم الأوروبي لأفضل ممثل لدوره في دراما “الأب”، حيث يلعب الممثل الويلزي دور رجل يعاني من الخرف.
بهذا يخرج الممثل الألماني فرانتس روجوفسكي خالي الوفاض من المسابقة حيث لم يحصل على شيء من جوائز هذه الفئة.
وتعتبر جائزة الفيلم الأوروبي من أعرق الجوائز في مجال السينما. ويصوت أعضاء الأكاديمية الذين يزيد عددهم عن أربعة آلاف عضو لاختيار الفائزين بالجوائز، وعادة ما يجري تقديم الجوائز بالتناوب في برلين ومدينة أوروبية أخرى.
وتم ترشيح خمسة أفلام لجائزة أفضل فيلم روائي طويل هذا العام فعلاوة على “الأب” و”كو فاديس، عايدة؟” تنافس على الجائزة فيلم الرعب الخيالي “تيتان”، وفيلم “المقصورة رقم 6” ودراما “يد الرب” على الجائزة.
وبسبب الجائحة لم ينظم حفل كبير لتوزيع الجوائز، ولكن بدلاً من ذلك، كان هناك بث مباشر عبر الإنترنت مع وجود عدد قليل من الضيوف من برلين.