"كونيكو كور" كمبيوتر مصنوع من خلايا الفئران يشم رائحة المتفجرات

الأحد 2017/09/03
شم الخطر

دودوما (نيجيريا) - كشف النيجيري أوشي أغابي في مؤتمر تيدغلوبال في تنزانيا النقاب عن جهاز كمبيوتر لا يعتمد على السيليكون ولكن على الخلايا العصبية للفئران.

وقال أغابي إن هذا النظام دُرّب على التعرف على رائحة المتفجرات ويمكن استخدامه ليحلّ محل الأمن التقليدي في المطارات.

وأوضح أنه يمكن لهذا الجهاز، وهو بحجم المودم ويطلق عليه اسم “كونيكو كور”، أن يكون جزءا من “دماغ” الروبوتات في المستقبل.

وقال الخبراء إن تداول مثل هذه الأنظمة في سوق كبيرة وعلى نطاق واسع يمثل تحديا كبيرا. وتتسابق جميع شركات التكنولوجيا الكبيرة، بدءا من غوغل وحتى مايكروسوفت، من أجل تصميم ذكاء اصطناعي على غرار الدماغ البشري.

وفي حين تكون أجهزة الكمبيوتر أفضل من البشر في المعادلات الرياضية المعقدة هناك العديد من الوظائف المعرفية التي يكون فيها المخ البشري أفضل بكثير من أجهزة الكمبيوتر، فعلى سبيل المثال سيتطلب تدريب الكمبيوتر للتعرف على الروائح كميات هائلة من الطاقة الحسابية.

ويحاول أغابي أن يحاكي بشكل هندسي عمل علم الأحياء الذي ينجز هذه الوظيفة بالفعل بجزء صغير من الطاقة التي سوف يستهلكها المعالج القائم على السيليكون. وقال “البيولوجيا هي شكل من أشكال التكنولوجيا، وشبكات التعلم العميق لدينا كلها تحاكي وظيفة الدماغ”.

وكان أغابي أنشأ شركته التي تحمل اسم “كونيكو” قبل أكثر من عام ويزعم أنها تحقق أرباحا بقيمة 10 مليون دولار من صفقات مع صناعة الأجهزة المستخدمة للأمن.

ويعد حاسوب “كونيكو كور” مزيجا من الخلايا العصبية الحية والسيليكون، ويمتلك القدرة على الشم عن طريق أجهزة استشعار يمكنها الكشف عن الروائح والتعرف عليها. وقال أغابي “يمكنك إعطاء الخلايا العصبية تعليمات حول ما يجب القيام به، وفي حالتنا نطلب منها أن توفر مستقبلات يمكنها الكشف عن المتفجرات”.

ويضع أغابي تصورا للمستقبل بحيث يمكن استخدام هذه الأجهزة سرّا في نقاط مختلفة بالمطارات ما يلغي الحاجة إلى وقوف المسافرين في طوابير طويلة للخضوع لإجراءات التفتيش من قبل أمن المطارات.

وتابع أنه “فضلا عن استخدام تلك الأجهزة في الكشف عن القنابل يمكن استخدامها أيضا في الكشف عن المرض عن طريق استشعار علامات المرض في جزيئات الهواء في زفير المريض”.

وحسب أغابي فقد ساعد هذا النموذج الأوّلي للجهاز الذي عُرض في مؤتمر تيدغلوبال، مؤخرا، والذي لم تنشر صوره بعد، في إيجاد حل جزئي لأحد أكبر التحديات لتسخير النظم البيولوجية أو الحفاظ على الخلايا العصبية على قيد الحياة. وظهر أغابي في مقطع فيديو وهو يخرج الجهاز من المختبر. ووفقا لموقع “بي بي سي” البريطاني قال أغابي “هذا الجهاز يمكن أن يعمل على مكتب، ويمكن أن نبقيه على قيد الحياة لبضعة أشهر”. وأضاف “نعتقد أن قوة المعالجة التي ستعمل على تشغيل الروبوتات في المستقبل سوف تكون قائمة على علم الأحياء التركيبي ونحن نضع الأسس لذلك اليوم”.

وقد احتل الاندماج بين البيولوجيا والتكنولوجيا عناوين الصحف في الآونة الأخيرة عندما كشف إيلون موسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، عن أحدث مشروعاته والذي يحمل اسم “نيورالينك” والذي يهدف إلى دمج الدماغ البشري مع الذكاء الاصطناعي.

ويعني التقدم في علم الأعصاب والهندسة الحيوية وعلوم الكمبيوتر أننا سنعرف الكثير عن كيفية عمل الدماغ البشري.

ويساعد هذا على تطوير التكنولوجيا العصبية أو الأجهزة التي تهدف إلى محاكاة عمل الدماغ على أجهزة الكمبيوتر. ويهدف جزء كبير من العمل الحالي إلى تحسين وظيفة الدماغ، وخاصة بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون من إصابات أو أمراض تتعلق بالدماغ.

وكان جون دونو، الذي يرأس مركز ويس للهندسة الحيوية والعصبية في جنيف، في طليعة مشاريع العمل التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الشلل على تحريك أطرافهم باستخدام موجات الدماغ.

ويعتقد دونو أن هذا المجال يعدّ “نقطة تحوّل” حيث ستجتمع النظم البيولوجية والرقمية معا.

18