كوريا الشمالية تستغل معركة الأميركيين ضد كورونا لاستعراض قوتها

كوريا الجنوبية تتهم جارتها الشمالية بإطلاق صواريخ "كروز" قصيرة المدى حلقت فوق بحر اليابان قبل أن تسقط في المياه.
الأربعاء 2020/04/15
كوريا الشمالية تستعرض ترسانتها

سيول – تواصل كوريا الشمالية استعراض قوتها بعد تعثر مباحثاتها مع واشنطن حيث أعلنت جارتها كوريا الجنوبية الثلاثاء أن بيونغ يانغ أطلقت صواريخ جديدة باتجاه بحر اليابان أو بحر الشرق.

وأكد محللون أن تحركات الكوريين الشماليين تهدف لإظهار مدى تنوع ترسانتها في وقت تنشغل فيه الولايات المتحدة بمكافحة وباء كورونا ما يجعلها تتجاهل تجارب بيونغ يانغ الصاروخية.

وتجاوز عدد الوفيات بكورونا في الولايات المتحدة عتبة الـ23 ألف حالة الثلاثاء.

وأعلنت هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة في بيان “أطلقت كوريا الشمالية عدة مقذوفات نشتبه أنها صواريخ كروز قصيرة المدى”.

وتأتي هذه التجارب الكورية الشمالية قبل يوم من الذكرى الـ108 لولادة مؤسس الجمهورية الشعبية كيم إيل سونغ، جدّ الزعيم الحالي للبلاد كيم جونغ أون.

وجاءت كذلك قبل يوم من الانتخابات البرلمانية في كوريا الجنوبية، في وقت تتركز فيه أنظار العالم على مكافحة وباء كوفيد - 19 الذي لا تزال كوريا الشمالية بمنأى عن تفشيه حتى الآن.

تحركات الكوريين الشماليين تهدف لإظهار تنوع ترسانتهم في وقت تنشغل فيه الولايات المتحدة بمكافحة كورونا

وفي السنوات الماضية قامت كوريا الشمالية، التي تمتلك السلاح النووي، بعدة تجارب لصواريخ بالستية تطلق على ارتفاعات عالية قبل أن تسقط بسرعة فائقة على هدفها مدفوعة بقوة الجاذبية.

وتتضمن الترسانة الكورية الشمالية الحالية صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على أن تصل إلى الأراضي الأميركية القارية.

وخلافاً للصواريخ البالستية، فإن صواريخ كروز تبقى على علو منخفض وفي بعض الأحيان على ارتفاع عدة أمتار فقط عن الأرض وهو ما يجعل من الصعب رصدها.

ويمكن التحكم بهذه الصواريخ لدرجة عالية، ويحتاج ذلك إلى أنظمة توجيه متطورة جدا توجه تلك الصواريخ نحو هدفها.

وأكدت هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة أن الصواريخ التي أطلقت الثلاثاء حلقت فوق بحر اليابان قبل أن تسقط في المياه.

وأضاف متحدث باسم هيئة الأركان أن الشمال أمر أيضا بتحليق طائرات حربية من نوع سوخوي وميغ فوق الساحل الشرقي لمدينة وونسان، أطلقت عدة صواريخ جو أرض.

وقال الجيش الكوري الجنوبي في بيان إن “كوريا الجنوبية وأجهزة الاستخبارات الأميركية تحلل عن كثب المسائل المتعلقة” بإطلاق هذه المقذوفات.

واعتبر شا دو هيونغ الباحث في معهد “أسان” للدراسات السياسية أن بيونغ يانغ كانت تظهر امتلاكها “لخيارات عدة” في ما يتعلق بأنظمة الإطلاق.

وأضاف “الصواريخ البالستية إظهار للقوة التدميرية، أما صواريخ كروز فهي إثبات للدقة”، موضحاً “حتى الآن، أظهرت كوريا الشمالية قوتها، وهي تثبت الآن تمتعها بالدقة لضرب الأهداف”.

انشغال واشنطن بمحاربة الوباء جعلها تتجاهل تجارب بيونغ يانغ الصاروخية
انشغال واشنطن بمحاربة الوباء جعلها تتجاهل تجارب بيونغ يانغ الصاروخية

وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، تهدف لإرغامها على وقف برامجها النووية والبالستية المحظورة.

وأجرت بيونغ يانغ سلسلة تجارب في الأشهر الماضية، قالت إنها شملت أنظمة إطلاق صواريخ متعددة المنصات، في حين قالت جهات أخرى إنها عبارة عن تجارب لصواريخ بالستية. وقامت بيونغ يانغ بتجارب على صواريخ بالستية في الماضي.

وفي يونيو 2017، أشادت بنجاح بشأن تجربتها على نوع جديد من صواريخ كروز أرض بحر مصممة لضرب “سفن أي عدو” يهدد كوريا الشمالية.

وحلقت تلك الصواريخ لمسافة 200 كلم تقريباً، وهو ما يقول خبراء إنه تقدّم عن اختبار سابق في عام 2015، حلقت فيه الصواريخ الكورية الشمالية لمسافة 100 كلم فقط.

وتبادل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب الإهانات والتهديدات بالحرب في عام 2017، ما أسهم في زيادة التوتر بين الطرفين.

واستفاد الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن من ألعاب بيونغ تشانغ الأولمبية الشتوية لتحقيق تقارب دبلوماسي سريع مع كوريا الشمالية، تلاه عدة قمم جمعت واشنطن وبيونغ يانغ.

ولكن المحادثات الأميركية الكورية الشمالية متعثرة منذ قمة هانوي في فبراير الماضي، التي انتهت دون تحقيق تقدم، وسط خلاف بشأن رفع العقوبات عن بيونغ يانغ والتنازلات التي ستقدمها كوريا الشمالية بالمقابل.

5