كورونا يقسم مهرجان هافانا السينمائي إلى مرحلتين

هافانا – دفعت جائحة كوفيد – 19 إلى تجزئة مهرجان هافانا للسينما الأميركية اللاتينية إلى قسمين هذه السنة، إذ افتُتِحَت، مساء الخميس، المرحلة الأولى من دورته الثانية والأربعين، فيما أرجئ إلى مارس المقبل الجزء الأكبر الذي يضم الأفلام المدرجة ضمن المسابقة.
واستوحى الملصق الرسمي للمهرجان زمن الجائحة، إذ صُمّم في شكل وصفة طبية تؤكّد أن السينما هي “ما وَصَفه الطبيب”، وينبغي تناولها “كل أربع ساعات ولمدة عشرة أيام”. وحُدِّد موعد “الجرعة الأولى” حتى 13 ديسمبر الجاري، وتمتدّ الثانية من 11 إلى 21 مارس القادم.
وشملت ليلة الافتتاح عرض نسخة مرمّمة بالكامل وملونة من فيلم “لا أولتيما سينا” (1976) للمخرج الكوبي الشهير توماس غوتييريز أليا (1928 – 1996).
ودرج مهرجان هافانا السينمائي منذ تأسيسه على اجتذاب 300 ألف متفرج خلال الأيام العشرة التي يقام فيها سنويا، علما أن سعر تذكرة الدخول زهيد جدا ولا يتعدى 2 بيزو (8 سنتات).
وعلى الرغم من الوباء، لم يشأ المنظمون إلغاء المهرجان، وقال رئيس المهرجان إيفان جيرو “كان الأمر واضحا جدا بالنسبة إلينا منذ البداية، وكان من المقرّر إقامة المهرجان حضوريا. البدائل الافتراضية التي تم اللجوء إليها في أنشطة أخرى لا تتطابق مع السمات المميزة لحدثنا، حيث الجمهور هو الممثل الرئيسي، وهو محور كل شيء”.
وأدّت الجائحة إلى إلغاء عدد من المهرجانات السينمائية في مختلف أنحاء العالم، فيما أرجأت أخرى دوراتها لسنة 2020، بينها مهرجانات كان وبكين وإسطنبول.
إلاّ أن كوبا تستطيع أن تتباهى بأنها سيطرت على الوباء على أراضيها ، إذ اقتصر عدد الإصابات على 8456 من بينها 136 حالة وفاة، من أصل 11.2 مليون نسمة، وهي أرقام منخفضة للغاية مقارنة بجيرانها.
ويشمل برنامج الجزء الأول من المهرجان 92 فيلما كلها من خارج المسابقة، وتقام العروض في ظل تدابير وقائية صارمة، إذ تقتصر نسبة الحضور المسموح بها على 30 في المئة من القدرة الاستيعابية للصالات، وسيكون وضع الأقنعة إلزاميا، وكذلك تعقيم الأحذية والأيدي عند المداخل، وتعقيم الصالات بعد كل عرض، وتباع التذاكر سلفا لتجنب الازدحام أمام شبابيك التذاكر.
أما الجزء الثاني من المهرجان فيشمل الأفلام الـ102 المدرجة ضمن المسابقة، ومنها 18 في الفئة الأولى من الأفلام الروائية.