كورونا يحوّل يوم السعادة العالمي إلى احتفالات افتراضية

اعتبر الاحتفال باليوم العالمي للسعادة، هذا العام، اختبارا حقيقيا لمدى قدرة الناس من مختلف أنحاء العالم على التعبير عن سعادتهم وعن مدى صمود معنوياتهم الإيجابية أمام تصاعد المخاوف من تفشي فايروس كورونا المستجد.
لندن – احتفل العالم، الجمعة، باليوم العالمي للسعادة، الذي يصادف العشرين من مارس كل عام، في ظل ظروف عالمية تتسم بالاضطراب والقلق، من تفشي فايروس كورونا المستجد.
وهذا اليوم جاء على هامش انعقاد الدورة الـ66 للأمم المتحدة في العام 2012، اعترافا منها بأهمية السعي إلى السعادة.
وكانت الفكرة قد طرحت قبل ذلك بعام من قبل الناشط والفيلسوف والمستشار الخاص للأمم المتحدة جايمي ليان، بهدف إلهام الناس جميعا حول العالم للاحتفال بالسعادة في يوم مخصص لها. ودعوة الناس إلى تذكر الأسباب التي تجعلهم سعداء.
لكن تحقيق السعادة لا يبدو أمرا سهلا في ظل ما تعايشه أغلب الدول حول العالم في الوقت الراهن من مخاوف أجبرت جل السلطات على اتخاذ إجراءات احترازية تدعو مواطنيها إلى ملازمة بيوتهم، وهو ما يغذي الاعتقادات بأزمة اقتصادية عالمية في الأفق.
وتسأل عدد من نشطاء المواقع الاجتماعية في تغريداتهم: اليوم هو اليوم العالمي للسعادة.. فكيف ستحتفل به؟
ودعا عدد من المختصين إلى الاحتفال بالسعادة والبحث عن الأخبار التي من شأنها المساعدة على تحقيق ذلك وإدخال البهجة والفرح على النفوس من خلال تشارك منشورات إيجابية تحمل التفاؤل والحب عبر المنصات الاجتماعية، وعدم الاستسلام لقبضة الجائحة العالمية.
وقد أعرب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي عن آمالهم بأن يتخلص العالم قريبا من هذا الكابوس.
الإمارات تحافظ على مركزها بالمرتبة الأولى عربيا للعام السادس على التوالي في تقرير السعادة العالمي لعام 2020
كما ذكرت بعض المواقع الإلكترونية بأن اختيار ليان صاحب فكرة “السعادة حق للجميع” ليوم الاحتفال لم يكن اعتباطيا وإنما كان مدروسا، إذ يصادف هذا اليوم الاعتدال الربيعي.
ويعد الربيع من أكثر الفصول التي تمنح الناس الإحساس بالسعادة، فهذا الفصل يصبغ الطبيعة بألوان الفرح والبهجة.
ووفقا لصحيفة “إندبندت” البريطانية، قال ليان عن الاعتدال الربيعي بأنه “ظاهرة عالمية يشعر بها كل البشر”. كما وصف بداية الربيع بأنها “فترة تجديد وبدايات جديدة للجميع”، وهذا هو السبب في أنه من المناسب أن يأتي اليوم العالمي للسعادة في ذلك اليوم.
وعرضت هذا العام ضمن التقرير العالمي الذي يصدر سنويا عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، دراسة خاصة تحت عنوان “دور البيئة الطبيعية في رفع مستوى السعادة وجودة الحياة لدى الأفراد”.
وقدمت هذه الدراسة تحليلا لانطباعات الأفراد الذين تشملهم استطلاعات رأي السعادة، وأظهرت النتائج أهمية جودة وسلامة البيئة الطبيعية في دعم وتعزيز مستويات جودة الحياة في المدن والمجتمعات.
ورصدت عددا من العوامل الرئيسية المؤثرة على السعادة مثل حالة الجو والمساحات الخضراء كالحدائق والمسطحات المائية مثل الشواطئ أو القنوات المائية.
ووثقت ارتفاعا لنسب التعبير عن السعادة للأفراد الذين يقطنون بالقرب من مساحات خضراء أو الأشجار والطبيعة بشكل أكبر عن الذين يسكنون بعيدا عن أي مساحة خضراء.
وخلصت الدراسة إلى أن البيئة الطبيعية تلعب دورا في رفع مستويات السعادة وجودة الحياة من خلال تقديمها للعديد من الفرص والتجارب الباعثة على السعادة، مثل ممارسة الأنشطة الترفيهية مع العائلة والأصدقاء في الهواء الطلق وبالقرب من مساحات خضراء وزرقاء في أجواء مشمسة.
وبما أن أغلب الأشخاص حول العالم يلتزمون بحجر صحي ضمانا لسلامتهم وسلامة عائلاتهم، فإن البعض منهم اختار، هذه الفترة، كسر الوحدة بممارسة أنشطة رياضية وثقافية مشتركة مع جيرانه عبر النوافذ ما خلق أجواء احتفالية مبهجة أدخلت السعادة على القلوب وطردت الخوف ولو لبعض الوقت.
ويذكر أن الإمارات حافظت وفق شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة على مركزها بالمرتبة الأولى عربيا للعام السادس على التوالي، وتصدرت فنلندا للمرة الثالثة القائمة العالمية، في تقرير السعادة العالمي لعام 2020، الذي أطلق بالتزامن مع اليوم الدولي للسعادة.