"كفرنبل" السورية تحتفل بالحرية والحياة متحدية البارود

الأربعاء 2014/04/02
العمل التركيبي لهبة الأنصاري"برزخ" لعب طفولي مع الموت

إدلب – (سوريا) - دارت الأرض للمرة الثالثة، ولا تزال مرارة الدم تتخلل الهواء في بيوت السوريين، وكأن الحرية حرام علينا، والقتل حلال عليهم. لكن الفن يهزم القمع، لذلك لا بدّ من الاحتفال بالثورة التي واجهت الدكتاتورية العسكرية، وتواجه اليوم التطرف الديني أيضا، لا بدّ من الاحتفال بحلم الحرية الذي تعاقب عليه مدننا بالبراميل المتفجرة والسيارات المفخخة.

أقيمت مؤخرا احتفالية الشارع السوري في دورتها الثالثة في كفرنبل- ريف إدلب، وافتتحت فعالياتها بعمل تركيبي، بعنوان “برزخ” للفنانة السورية هبة الأنصاري، حيث تتحرك الأرجل المسلوخة ببطء بفعل الريح الخفيفة التي تدخل شوارع كفرنبل، اللحم المسلوخ معلّق على أنقاض منزل دمره القصف قبل عام في سوق كفرنبل، فساتين لأطفال مع أرجل أغنام وعيون سكان المدينة التي ستصادف فجأة مجموعة القتلى المعلقين بينهم.

انقاض لبيت لم يبق من صاحبه غير ساقه، وجدوها ودفنوها، 30 فستانا لأشباح صغيرة من عالم البرزخ علقتها الفنانة هبة الأنصاري على الأنقاض، لتضع الناس الذين يلعبون يوميا مع الموت، أمام عالم الموتى بطريقتها.

وعرضت في فعالية “سينما الشارع” مجموعة أفلام وثائقية عن سوريا كان بعضها بمثابة العرض الأول للجمهور، إنتاجاتها تعود لمؤسسة الشارع للإعلام والتنمية خلال الثورة، أما العرض فكان في فضاء داخل كفرنبل. ومن قائمة الأفلام التي عرضت في الدورة الثالثة للمهرجان نذكر: “يا بيتي يا بويتاتي” و”لافتة” و”شوارعنا.. احتفال الحرية” و”سقط الكابوس هنا” .

كما تم التعاون مع “مهرجان سوريا لأفلام الموبايل”، وهو مهرجان يهدف إلى تشجيع المواهب السورية التي برزت خلال الثورة على مدى ثلاثة أعوام، فيما يتعلق بتسجيل المواد المصورة على الهاتف المحمول كوسيلة للنشر أو التوثيق. وستعرض الأفلام المرشحة للمسابقات والجوائز في الفترة الممتدة بين 6 سبتمبر وحتى العاشر منه 2014.

العرض سيكون في الأماكن المحررة شمال سوريا في الهواء الطلق، وكذلك عبر الأنترنت على موقع المهرجان، مع إمكانية نقل الفعاليات لاحقا لمهرجانات ومنابر أخرى في المنطقة والعالم. فضلا عن مسابقة “عين المشاهد” التي تتيح لكافة الأفلام المشاركة من مختلف الفئات الترشح لجائزة تعتمد على تصويت الجمهور عبر الموقع الألكتروني أو عبر صفحة المهرجان، ويحصل الفائز بهذه المسابقة على جهاز موبايل بدقة عالية، بالإضافة إلى معدات تصوير موبايل احترافية (عدسات، ترايبوت، ميكرفونات، إلخ..) على أن تكون المواد المشاركة في كافة فئات المسابقة قد تم تصويرها بكاميرات هواتف محمولة.

إضافة إلى حملة “الحرية.. لا بدّ منها” للسنة الثانية، بالتعاون مع مشروع “عيش” في كفرنبل، وهي حملة للرسم على الجدران وبه أعمال غرافتي، عملت هذا العام على عبارات من القرآن الكريم، كعبارة: “لا إكراه في الدين”.

16