كساد الشوكولاتة لا يحبط نشوة القهوة

كل التوقعات والتحليلات كانت تجمع على أننا سنأكل أكثر في الحجر المنزلي كلما قلقنا من كورونا، لكن تلك الترجيحات لم تكن مريحة لسوق المأكولات والمشروبات برمتها، فثمة بضاعة ربحت أكثر مما كان متوقعا وأخرى كسدت تحت وطأة كورونا.
انتعشت سوق القهوة بشكل ملفت، وكأنها كانت نوعا من الحل لبقائنا في المنازل، من البديهي أن تكون سوق الخمور كذلك، ومتى كسدت عبر التاريخ!
الشوكولاتة كانت ضحية كبرى للفايروس لسوء حظ السعادة، ولم تعد كل النصائح العملية مفيدة بأن قطعة واحدة الشوكولاتة تجلب السعادة وتريح الذهن، ربما منسوب القلق كان أكثر مما بحوزة الشوكولاتة من تأثير. يكفي أن نذكر أن إنتاج الكاكاو لموسم 2018 – 2019، قد بلغ 4.8 مليون طن متري، وفقا للمنظمة الدولية للكاكاو، لكن من المستحيل أن يصل الإنتاج إلى نصف هذا الرقم في العام الحالي.
في شهر مايو الماضي تبرع نادي بايرن ميونخ الألماني لكرة القدم بالشوكولاتة لثمانين من دور الرعاية، تضامنا مع كبار السن خلال أزمة انتشار الوباء، في محاولة لاستعادة منسوب السعادة المتراجع، وليس دعما لسوق الحلوى الكاسدة.
عادة ما تكون التغيرات في أنماط التوريد هي سبب التقلبات في أسعار الكاكاو، لكن فايروس كورونا حوّل الانتباه إلى الطلب. عمليات الإغلاق الناشئة عن انتشار الوباء أدت إلى تعطيل مبيعات الشوكولاتة في المطارات والفنادق والمطاعم والمحال المتخصصة. حدث ذلك مع القهوة، لكن حاجة الناس جعلتهم يلاحقونها أينما يكونون.
أبلغت أكبر شركات الشوكولاتة في العالم عن انخفاض مبيعاتها، وتوقعت شركة صناعة الشوكولاتة السويسرية، ليندت، أن تنخفض المبيعات بنسبة 5 – 7 في المئة عام 2020 بأكمله.
يقول تجار إن الرهان ضد المحصول أمر محفوف بالمخاطر، على الرغم من التحديات التي تواجه السوق. وقال تنفيذي في شركة تجارية رائدة، متحدثا لصحيفة فايننشيال تايمز “الكاكاو ليس محصولا يرغب المستثمرون في أن تكون مراكزهم فيه على المكشوف لفترة طويلة فوق الحد. إنه محصول متقلب، هو محصول غير منظم بعض الشيء. ومخاطر العرض عادة أكبر بكثير من مخاطر الطلب”.
كنا نتقبل إخبار لصوص الشوكولاتة قبل كورونا، بأنها من السرقات المفضلة، كما حصل مع لص خدع مصنعا لتسليمه شاحنة ممتلئة بعشرين طنا من الشوكولاتة في النمسا قبل أسابيع فقط من انتشار الوباء. لكن مثل هذه السرقات لم تعد تحدث بينما تعاني السوق من كساد غير متوقع مع انتشار كورونا وتراجع منسوب السعادة، فحتى تلك الحلوى الثمينة لم تعد علاجا لما نصارعه في حياتنا تحت الوباء.