كثرة النسيان لا تعني الخرف دائما

ماينتس (ألمانيا) - يرى الباحثون أن النسيان لا يعني دائما الإصابة بالخرف، وإنما قد يرجع لأسباب أخرى، مثل التوتر النفسي والإجهاد الجسدي والذهني ونقص السوائل.
ويقول البروفيسور أندرياس فيلجيبل، المدير العلمي لعيادة الذاكرة التابعة لجامعة الطب بمدينة ماينتس الألمانية، إن كل هذه الأسباب تؤدي إلى النسيان من وقت إلى آخر، وهو أمر طبيعي لا يستدعي القلق.
وفي تقرير نقله الموقع الألماني دويتشه فيله عن مجلة “أبوتيكه أومشاو”، قال العلماء إن الذاكرة ليست جهازا يمكنه العمل وقتما نشاء، كما أن العلاقات بين الوحدات المخزونة في الذاكرة تتغير باستمرار وحين تُضاف إليها معلومات جديدة، تُعدل المعلومات القديمة أو توضع جانبا.
وأضافوا أن ارتباطات جديدة تنشأ داخل الدماغ، فقط حين محاولتنا استرجاع ذكرى قديمة. عن ذلك يقول البروفيسور هانس فورستل، مدير مستشفى الطب والعلاج النفسي في مدينة ميونيخ الألمانية “في الأساس لا نتذكر الشيء نفسه بالتحديد مرتين”.
فقد يميل الإنسان إلى تذكر اسم شريك الأعمال في إطار حياتنا المحلية، لكنه قد يغيب عنّا عندما نلتقيه بالصدفة في مطعم أو حمام السباحة. ورغم ذلك يمكن أن يستخدم الطلاب هذه الميزة من الذاكرة إيجابيا في مسيرتهم الدراسية، إذ يمكنهم تذكر المعلومات بشكل أفضل حين يؤدون الامتحان في القاعة نفسها التي سبق لهم حضور المحاضرات فيها.
ويؤكد البروفيسور الألماني فورستل أن التعب يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستوى الذاكرة. وينطبق هذا الأمر على الإرهاق بنوعيه الذهني والبدني، إذ يؤثر على القدرات المعرفية لفترة محدودة فقط، أما إذا اختفى التعب، فالذاكرة تعود أيضا إلى العمل بكفاءة أكبر مرة أخرى.
ويعد الجفاف هو الآخر من الأسباب المحتملة لمشاكل الذاكرة، فكبار السن غالبا ما يشربون كميات قليلة من الماء، وبالتالي تتأثر ذاكرتهم بشكل خاص. ومن السهل تجاوز هذا الأمر بوصفة بسيطة: اشرب من لتر ونصف اللتر إلى لترين يوميا، ما لم تكن هناك أسباب طبية ضد هذه القاعدة. كما تؤثر بعض الأمراض مثل الاكتئاب والسكري والحمى والالتهابات وأمراض الخرف مثل مرض الزهايمر وكذلك اضطرابات الدورة الدموية في الدماغ على الذاكرة. وهذا الأمر ينسحب على الأدوية، حيث تتسبب العديد منها في الحد من القدرات الذهنية والمعرفية وقد تنطوي على مخاطر غير متوقعة.
ويوضح العلماء أن اضطرابات الذاكرة قد تشير، في بعض الأحيان، إلى الخرف كعارض، ولكن قد يكون سببها أيضا أحد مصادر التداخل والأمراض الأخرى. وعلينا ألا نجزع لمجرد نسيان شيء ما بين الحين والآخر. ومع ذلك يفسر البروفيسور فورستل “يجب أن يعتريك الشك حين تتزايد حالات النسيان أو عدم قدرتك على ملاحظة أشياء لم تكن صعبة عليك في الماضي”.
ويمكن الوقاية من اضطرابات الذاكرة باتباع أسلوب حياة صحي يقوم على التغذية الصحية والمتوازنة والمواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية في الهواء الطلق، إلى جانب ممارسة الهوايات والعلاقات الاجتماعية.