كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

احتمالات الوفاة جراء موجات الحرارة تزيد في الشريحة العمرية من 18 حتى 35 عاما مقارنة بمن هم فوق خمسين عاما.
الأربعاء 2024/12/11
أكثر تحمل لموجات الحرارة مقارنة بالشباب

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة مكسيكية أنه على عكس الاعتقاد السائد، فإن كبار السن أكثر قدرة على تحمل موجات الحرارة مقارنة بالشباب، بعدما تبين حسب إحصائيات أن موجات الطقس الحار في البلاد أودت بحياة أعداد أكبر من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما مقارنة بمن تزيد أعمارهم عن خمسين عاما.

ودائما ما يحذر خبراء الصحة والأرصاد من أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للأذى جراء موجات الحرارة، ولكن الدراسة التي أجريت في المكسيك ونشرتها الدورية العلمية “ساينس أدفنسز” وتناولت عدد الوفيات جراء موجات الحر في البلاد خلال الفترة من 1998 حتى 2019، أظهرت أنه عندما تصل الحرارة إلى مستويات غير مريحة مثل ثلاثين درجة مئوية وترتفع الرطوبة إلى 50 في المئة، ترتفع احتمالات وفيات الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما مقارنة بالأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن خمسين عاما.

وأكد الباحثون من جامعة كولومبيا بالعاصمة المكسيكية أن احتمالات الوفاة جراء موجات الحرارة تزيد في الشريحة العمرية من 18 حتى 35 عاما بواقع تسعة أمثال مقارنة بالشريحة العمرية فوق خمسين عاما.

وأرجع الباحثون أسباب هذه الظاهرة إلى نظريتين، أولا أن العمال الذي يعملون في أماكن مفتوحة لا يستطيعون تفادي التعرض للحرارة، وثانيا أن الشباب يبالغون في تقدير قدرتهم على تحمل الحرارة. وبحسب دراسات المحاكاة الحوسبية التي أجراها الفريق البحثي، من المتوقع أن تتزايد هذه الظاهرة مع ارتفاع درجة حرارة الأرض في ظل ظاهرة الاحترار العالمي.

◙ عبء الوفيات الناجمة عن الحرارة ينتقل نحو الأصغر سنا بعيدا عن كبار السن الذين يبدو أنهم يتضررون بشكل أكبر من برودة الطقس

ويؤكد الباحث جيفري شرادر، خبير الاقتصاد والمناخ بجامعة كولومبيا، “لقد وجدنا أن الأشخاص الأصغر سنا معرضون بصفة خاصة للحرارة والطقس المشبع بالرطوبة.” وأضاف في تصريحات للموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية “مع ارتفاع حرارة الطقس، نتوقع أن ينتقل عبء الوفيات الناجمة عن الحرارة نحو الأصغر سنا وبعيدا عن كبار السن الذين يبدو أنهم يتضررون بشكل أكبر من برودة الطقس.”

ومع تقدم الأشخاص في العمر، تصبح أجسامهم أكثر حساسية لدرجات الحرارة الباردة، ويرجع ذلك إلى انخفاض معدل الأيض، فالجسم المتقدم في السن يصبح أقل قدرة على توليد حرارة كافية للحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية وبالإضافة إلى ذلك، ترقق الجلد يلعب دورا في زيادة الشعور بالبرد لدى كبار السن، وقد يكون الشعور بالبرد المفرط مؤشرا على الإصابة بانخفاض حرارة الجسم.

انخفاض حرارة الجسم، حالة طبية تتميز بانخفاض شديد في درجة حرارة الجسم، عندما تنخفض درجة حرارة الجسم إلى أقل من 35 درجة مئوية، قد تبدأ أعراض انخفاض الحرارة، ما يجعل الشخص أكثر حساسية للبرد، ومع التقدم في العمر، يضعف الجسم ويصبح أقل كفاءة في تنظيم الحرارة.

وتعد حساسية البرد حالة تؤثر على بعض الأشخاص نتيجة تعرضهم لدرجات حرارة منخفضة، وقد تتفاقم هذه الحساسية لدى المصابين ببعض الأمراض مثل فقر الدم وضعف الدورة الدموية ومرض السكري، ومشاكل الغدة الدرقية.

وتشمل الأعراض الشائعة لحساسية البرد الشعور برعشة حتى في درجات حرارة الغرفة العادية وشحوب الجلد وبطء التنفس، وفقدان الذاكرة والنعاس. كما قد يعاني المصابون من ارتباك، وإرهاق وعدم وضوح في الكلام، ما يتطلب اهتماما طبيا لتجنب المضاعفات المحتملة.

ولحماية كبار السن من البرد، ينصح بالحرص على تدفئة الغرفة بشكل جيد، وتقديم مشروبات دافئة، ويُفضل استخدام بطانية كهربائية أو عدة بطانيات لتوفير الدفء اللازم، مع تجنب وضع أي مصدر حراري مباشر على الجلد. كما يجب التأكد من ارتداء ملابس جافة في حال تعرضها للبلل، لضمان الحفاظ على دفء الجسم ومنع التعرض لنوبات برد شديدة.

16