زمن بليد ومترهل انتقلت فيه العنصرية القومية التي أرغمت المواطن العراقي اليهودي شكر على ترك بلاده، إلى العنصرية الإسلامية التي أجازت للقرضاوي والعرعور إرهاب التكفير والقتل.

فتن التاريخ التي تسلقت عليها إيران لإثارة النعرات الطائفية لا تلغي إصرار الشيعة العرب على التمسك بهويتهم الوطنية والقومية، أسوة بالشعب الإيراني وباقي شعوب المنطقة

لو كانت العلاقة بين المفكر والحاكم قائمة على منفعة غايتها الصالح العام لتجنبت الشعوب العربية خراب الانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية.

الغرب ليس المكان المثالي للمنغلقين على ثقافتهم، أو الذين يمارسون خدعة الازدواجية بين ثقافتين مختلفتين. هو المكان المثالي للصادقين مع أنفسهم قبل الآخرين، هؤلاء الذين بإمكانهم خلق علاقة توافق بين الثقافة الغربية وثقافتهم الأم.

ما ستتخذه الحكومة العراقية من إجراءات بخصوص تصريحات وزير الدفاع، سيكون المؤشر على حجم التدخل الإيراني في الشأن العراقي بعد تحرير الأنبار، ومقياسا لما أنجزه حيدر العبادي وحوزة النجف لأجل منع استمرار ذوبان العراق في مشروع ولاية الفقيه.

ما شهده الغرب من عنف الإسلام السياسي يحتم عليه مواجهة أي مشروع سياسي ينقل الحكم من القصور وأروقة السياسة إلى المساجد وهيمنة رجال الدين، وإن كان في تركيا حليفه الاستراتيجي في المنطقة.

رغم ضحايا الكرادة وغصة الأمهات، ورغم ضحايا مخيمات النازحين واستكلاب ظالميهم، ورغم العيد الملطخ بالدماء، العراق ينهض بوعي شعبه ويرفض أن يكون الضحية للمشاريع الإسلامية في المنطقة.

التحولات والاضطرابات السياسية في المنطقة فتحت شهية الدول المستفيدة من رحيل بشار الأسد أو بقائه في السلطة، وحولت القضية السورية من صراع بين الحاكم والمحكوم، إلى حرب إقليمية بالوكالة.

لماذا ترفض إيران الاعتراف رسميا باحتلالها للعراق، وبأن ليست هناك قوة حكومية أو شعبية قادرة على منع تغلغلها في مفاصل الدولة، دون أن تتعرض لإبادة الميليشيات التابعة لها.

قرار الإنتربول المتأخر ببراءة الهاشمي لا يكفي لتحقيق العدالة التي حرم منها العراقيون الذين قتلوا بسبب التعذيب أو توقيع خضير الخزاعي على قرارات إعدامهم.

نهج مبهر تتبعه السياسة السعودية الجديدة في مواجهة الضغوط الأميركية والإجراءات التي تنتقل من خلالها بعلاقاتها مع الولايات المتحدة من مرحلة المسايرة والمهادنة، إلى مرحلة الدبلوماسية والتعاون القائم على تبادل المصالح المشتركة بين البلدين.

قبل أن يشحذ العراقي سكينه لذبح الغرباء الذين استباحوا أرضه وعرضه، عليه أن يقطع رأس الأفعى الملتفة حول عنقه، الطائفية والمحاصصة.

الثورة المعلوماتية جعلت العالم قرية صغيرة ولا يمكن، بسهولة، إقناع المسلم بأن داعش والقاعدة لا يمثلان الإسلام، أو أن الولاية المطلقة للفقيه التي تصدرها دولة قوية كإيران إلى المنطقة لا تمثل الشيعة.

لأن الجعفري اتخذ من المعايير الأخلاقية وسيلة لدفاعه عن حزب الله والحشد الشعبي، لا بأس من أن تكون ذات المعايير وسيلة لإدانة الكيانات المسلحة التي تتخذ منها إيران معبرا لمشروعها في الوطن العربي.

العراق بحاجة للحفاظ على الدولة المدنية ومغادرة رجال الدين، أمثال السيد مقتدى الصدر، أروقة السياسة والعودة إلى أماكنهم في دور العبادة.

مشروع ولاية الفقيه الطائفي وجد في الشعب العراقي ضالته كما وجدها فيه المشروع السلفي التكفيري لداعش.