قوافل الإبل تقطع صحراء الربع الخالي لسباق المزاينة

الظفرة تنظم سنويا أكبر كرنفال للجمال في العالم.
الخميس 2021/12/16
سفينة الصحراء تعرف الرحلات الطويلة

للإبل تاريخ عريق مع سكان منطقة الخليج، تساعدهم في تنقلهم واقتصادهم حتى سموها سفينة الصحراء، لذلك يحافظون على تراثهم معها اليوم ويقيمون لها المهرجانات والمسابقات والجوائز، ويجتمع الخليجيون سنويا في منطقة الظفرة في أبوظبي قاطعين صحراء الربع الخالي للمشاركة في أكبر كرنفال للجمال بالعالم. 

أبوظبي ـ في صحراء أبوظبي تتجمع الآلاف من الإبل في شهر ديسمبر من كل عام من مختلف السلالات لتتنافس في سباقات كبرى ومسابقات ملكات الجمال أو المزاينة كما يطلق عليها بدول الخليج.

الآلاف من الخليجيين من ملاك الإبل وعشاق تربيتها والمهتمين بسباقاتها يلتقون على أرض أبوظبي في أكبر كرنفال للجمال بالعالم، ليتنافسوا في مسابقات عدة ويحصدون جوائز بالملايين من الدراهم.

المهرجان الذي يحمل اسم “مهرجان الظفرة” يستقبل قوافل الإبل التي تقطع صحراء الربع الخالي والآلاف من الكيلومترات قادمة من المدن الخليجية لتستقر في منطقة الظفرة، ويقضي ملاكها عدة أسابيع وسط أجواء تراثية على وقع الأغاني والأهازيج الشعبية والتراثية.

وينظم المهرجان مسابقات متنوعة للإبل يصل مجموع جوائزها إلى2937 جائزة، ويبلغ إجمالي قيمتها 110 ملايين درهم (الدولار يعادل 3.67 درهم).

وتدفع هذه الجوائز ملاك الإبل في الخليج للاستعداد للحدث قبل موعده بعدة أشهر، من خلال عمليات البيع والشراء حرصا منهم على تعزيز الإبل المملوكة لهم وتأهيل الأجمل منها للدفع بها إلى المنافسات والجميع يطمح في تحقيق المراكز الأولى واعتلاء منصات التتويج والفوز بالجوائز الكبرى.

ويحول المهرجان الذي تقام دورته الـ15 هذا العام، ليالي الصحراء إلى ملتقى لأبناء الخليج والزوار من مختلف الجنسيات في أمسيات تحيي التراث الخليجي، وتعلو فيها أصوات الشعراء ومقدمي الأغاني الشعبية، وسط أجواء الشتاء الباردة.

وتنتمي الإبل المشاركة في مسابقات الجمال لنوع “الأصايل”، وأصولها منحدرة من الإمارات وسلطنة عمان، ونوع “المجاهيم” التي تنحدر أصولها من نجد.

ويتولى التحكيم في المسابقة خبراء في تربية الإبل من منطقة الخليج العربي، وتشمل المعايير كافة أجزاء الجسم مثل جمال الرأس والرقبة، الشارب، شكل الأنف، كبر الرأس، انتصاب الأذنين، طول الرقبة وارتفاعها لأعلى، إضافة إلى طول الغارب، شكل السنام وموقعه، طول الظهر وحجم الخف.

معايير جمال الإبل تستند على الرشاقة وجمال العرض وطول الشفة وكبر الجسم، إضافة إلى صحة الناقة ولمعان الشعر
معايير جمال الإبل تستند على الرشاقة وجمال العرض وطول الشفة وكبر الجسم، إضافة إلى صحة الناقة ولمعان الشعر

كما يتم تقييم الشكل العام والرشاقة وجمال العرض وطول الشفة وكبر الجسم، إضافة إلى صحة الناقة ولمعان الشعر.

ويتضمن المهرجان إلى جانب مسابقات جمال وزينة الإبل، سباقات للخيول العربية الأصيلة وسباقا للصقور وسباقا لكلاب الصيد (السلوقي) ومسابقة ملكة جمال الصقور ومسابقة الرماية ومسابقة جمال الغنم.

ويقول عيسى المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات “يمثل مهرجان الظفرة منذ انطلاقته في العام 2007 الملتقى الأبرز لملاك الإبل، في إطار رؤية إمارة أبوظبي للحفاظ على التراث وما يرتبط به من عادات”.

وأضاف “يسعى المهرجان للمساهمة في تطوير السياحة التراثية والثقافية، واستقطاب الزائرين من جميع أنحاء العالم لحضور الفعاليات والتعرف والاطلاع على التراث الخليجي”.

وتابع “يهدف المهرجان إلى الحفاظ على سلالات الإبل الأصيلة، وزيادة عدد ملاك الإبل المشاركين في مسابقات المزاينة والمسابقات التراثية المرتبطة بثقافة وتقاليد أهل المنطقة، والحفاظ على الموروث الشعبي، وتشجيع أبناء المجتمع الإماراتي والخليجي على ممارسته بمختلف أشكاله، وتقوية الروابط الإنسانية والاجتماعية”.

وتتولى التحكيم في مسابقات جمال الإبل لجان متخصصة تضع ضوابط ومعايير دقيقة تطبقها لاختيار النوق الجميلة.

ولا تقوم لجان التحكيم بمهامها قبل أن تؤدي القسم على كتاب الله أمام الجمهور، وتتولى تحديد عمر الناقة ومعرفة الإبل المهجنة واستبعادها، كما تتولى الفرز لتحديد الهجن المرشحة للمراحل النهائية.

وعلى جميع المشاركين في المسابقة إلقاء القسم قبل خوض المنافسة بجمالهم، للتأكيد على أنهم ملاكها.

ومن المسابقات الكبرى التي يتضمنها المهرجان، “مسابقة الحلاب” التي يتم من خلالها اختيار النوق الاكثر إدرارا للحليب.

وتعد هذه المسابقة ركنا أساسيا من المهرجان لما يمثله حلب النوق من عادات وتقاليد الصحراء كجزء مهم من تراث الإبل وعلاقة أهل المنطقة بها.

وتهدف المسابقة إلى تشجيع ملاك الإبل على اقتناء النوق الأكثر إدرارا للحليب، وتشمل أنواعا مختلفة من الإبل مثل الأصايل والمجاهيم والإبل المهجنة.

وتخضع المسابقة للعديد من الشروط التي تضمن دقة النتائج وعدم التدخل في كمية الحليب الذي تدره الناقة ومنها السماح لكل شخص بالمشاركة بناقة واحدة فقط وأن يكون الحلب عن طريق المالك أو الشخص الذي يراه مناسبا، ويتم تخصيص وعاء الحليب من قبل لجنة التحكيم.

ويشترط أن تكون الإبل المشاركة خالية من جميع الأمراض المعدية، وأن تكون خالية من أي مواد تدر الحليب، ويتم فحص الإبل من خلال مختبرات متخصصة للكشف عن أي مواد مدرة للحليب.

وتستحوذ المسابقة على اهتمام عدد كبير من ملاك الإبل من داخل الإمارات، وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي وبقية دول العالم، وتتميز بإن أعداد المشاركين في المسابقة في تزايد مستمر.

ويقول فرج العامري أحد ملاك الإبل “أحرص سنويا على المشاركة في فعاليات مهرجان الظفرة كونه أكبر حدث بالمنطقة يجمع الإبل وملاكها على أرض واحدة، ومن خلاله نتبادل الخبرات في كيفية تربية الإبل وإكثارها والحفاظ عليها، بما يسهم في تحسين سلالاتها والحفاظ على تراثنا الذي نتناقله جيلا بعد جيل”.

وأضاف “يتنافس مربو الإبل في مسابقات الجمال، وهي مسابقات تسهم شروطها في الحفاظ على صحة الإبل وحمايتها من الأمراض، وفي الوقت نفسه يحصل أصحاب النوق الجميلة على جوائز كبرى تسهم في دعم تربيتهم للإبل”.

ويعتبر سعيد المنصوري أحد المشاركين بالمهرجان أن هذه المناسبة تسهم في صون التراث الخليجي والمحافظة عليه، وتسهم أيضا في انتعاش سوق الإبل من خلال عمليات البيع والشراء التي تنشط قبل انطلاق كل دورة.

وأضاف “يشكل المهرجان حافزا كبيرا للملاك للاهتمام بالإبل والحفاظ على صحتها وتزيينها أملا في المشاركة بالمسابقات والفوز بالجوائز المالية الكبرى”.

18