قمة تونس تحيي التضامن العربي لمواجهة التحديات الإقليمية

إعلان تونس يرفض قرارات ترامب بشأن الجولان والقدس، واستنكار عربي واسع لمطامع إيران وتركيا في المنطقة.
الاثنين 2019/04/01
قمة تنقية الأجواء وتفعيل العمل العربي المشترك

أسدل الستار على الدورة العادية الثلاثين للقمة العربية التي احتضنتها تونس أمس الأحد بحضور نحو نصف القادة العرب، وغياب 8 زعماء فضلا عن تجميد مقعد سوريا. وأجمع القادة العرب في بيانهم الختامي على  رفض قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الجولان والقدس، فيما تكشف بقية نقاط البيان الختامي التي تناولت أزمات المنطقة الحارقة والحروب المفتوحة على أكثر من جبهة عن دخول العلاقات العربية مرحلة جديدة من التضامن العربي تفرضه التحديات والتطورات الإقليمية.

تونس – اتفق الزعماء العرب على رفض القرار الأميركي اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان في اختتام أشغال القمة العربية في دورتها العادية الثلاثين في تونس أمس الأحد. وأكد إعلان تونس (البيان الختامي) على رفض إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة الصادر الأسبوع الماضي، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قبل أشهر.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقع إعلانا الأسبوع الماضي يعترف بأن هضبة الجولان إسرائيلية، وذلك بعد أقل من أربعة أشهر على اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتعرضت أغلب نقاط البيان الختامي لمعظم الأزمات العربية في ليبيا وسوريا واليمن، فضلا عن رفض التدخلات الإيرانية في المنطقة.

واقترح الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي تسلم رئاسة الدورة الـ30 للقمة العربية من العاهل السعودي الملك سلمان أن تدار القمة العربية تحت شعار “قمة العزم والتضامن”، داعيا إلى تنقية الأجواء العربية وتجاوز الخلافات من أجل التصدي للتحديات التي تواجهها المنطقة العربية. ورأى قائدالسبسي أنه “من غير المقبول أن تدار قضايانا العربية خارج أطر العمل العربي المشترك، وأن تتحول منطقتنا لساحات صراع دولي وإقليمي”.

الملف الفلسطيني

مركزية القضية الفلسطينية
مركزية القضية الفلسطينية

أكد البيان الختامي مجدداً على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين. وشدد على أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت في العام 2002 ودعمتها منظمة التعاون الإسلامي التي لا تزال تشكل الخطة الأكثر شمولية لمعالجة جميع قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها قضية اللاجئين التي توفر الأمن والقبول والسلام لإسرائيل مع جميع الدول العربية، وأكد على الالتزام بالمبادرة وعلى التمسك بجميع بنودها.

قضية الجولان

تواجه المنطقة العربية تحديا جديدا منذ أن وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلانا الأسبوع الماضي يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.

وأكد القادة العرب أن إعلان أميركا الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، يعتبر إعلانا باطلا شكلا وموضوعا، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي، مؤكدين أن الجولان أرض سورية محتلة ولا يحق لأحد أن يتجاوز ذلك.

وشدد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على رفض بلاده القاطع لاعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي احتلتها من سوريا في حرب عام 1967.

الزعماء العرب يجددون في بيانهم الختامي في قمة تونس رفضهم للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية

وقال العاهل السعودي في كلمته خلال افتتاح القمة العربية “نجدد التأكيد على رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان”.

وشدد البيان الختامي على ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية، بما يحقق طموحات الشعب السوري الذي يئن تحت وطأة العدوان، وبما يحفظ وحدة سوريا، ويحمي سيادتها واستقلالها، وينهي وجود جميع القوات الخارجية والجماعات الإرهابية الطائفية فيها، استنادا إلى مخرجات جنيف (1) وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبخاصة القرار رقم 2254.

وهيمن الملف الليبي بدوره على أشغال القمة العربية وشدد الزعماء العرب في بيانهم الختامي على أهمية دعم المؤسسات الشرعية الليبية، وتأييد الحوار الرباعي الذي استضافته جامعة الدول العربية بمشاركة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وكذلك دعم جهود التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة من خلال مصالحة وطنية وفقا لاتفاق “الصخيرات”، ويحفظ وحدة ليبيا الترابية وتماسك نسيجها المجتمعي.

وكانت اللجنة الرباعية حول ليبيا أعلنت السبت في تونس عن الإعداد لمؤتمر وطني بين الفرقاء الليبيين بعد أسبوعين في مدينة غدامس الليبية.

وبدورهم أكد الزعماء العرب على وقوفهم إلى جانب دولة ليبيا في جهودهم لدحر العصابات الإرهابية واستئصال الخطر الذي تمثله بؤرها وفلولها على ليبيا وعلى جوارها.

الخطر الإيراني

ضرورة التصدي للتهديدات الإيرانية
ضرورة التصدي للتهديدات الإيرانية

جدد الزعماء العرب في بيانهم الختامي رفضهم للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وإدانتهم المحاولات العدوانية الرامية إلى زعزعة الأمن وما تقوم به إيران من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في عدد من الدول العربية، لما تمثله من انتهاك لمبادئ حسن الجوار ولقواعد العلاقات الدولية ولمبادئ القانون الدولي ولميثاق منظمة الأمم المتحدة. وطالبو إيران بسحب ميليشياتها وعناصرها المسلحة التابعة لها من كافة الدول العربية.

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في افتتاح قمة تونس أنّ الأمن القومي العربي تعرّض إلى أخطر التحديات وأشرس التهديدات في تاريخه المعاصر حتى صارت جروح الدول العربية النازفة تغري بعض الدول بالتدخل في الشؤون العربية وتدفع كل طامع للانقضاض على الشعوب التي تعاني عدة مشاكل.

وأعلن أمين عام جامعة الدول العربية رفض الجامعة لما وصفه بأطماع تركيا وإيران وتدخلاتهما في بعض الدول العربية بما تحمله من مخططات، قائلا “بعبارة واحدة نقول إن أزمة الدول العربية عابرة لأنها أزمة مؤقتة لكن التعدي على التكامل الإقليمي للدول العربية ووحدتها الترابية أمر مرفوض عربيا”.

ومن بين النقاط المشتركة التي حضرت بكثرة في أغلب الخطابات العربية المطالبة بإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، ووجوب إنهاء الأزمة اليمنية بحل سياسي سريع وفعال.

وفيما يتعلق بالملف اللبناني جدد القادة العرب تضامنهم مع لبنان وحرصهم على استقراره، كما جددوا تضامنهم مع العراق وبقية دول المنطقة التي تعاني أزمات.

7