قلوب الرجال والنساء تستجيب بصورة مختلفة لهرمون التوتر

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – كشفت دراسة أميركية أن قلوب الرجال والنساء تتجاوب بشكل مختلف مع هرمون التوتر نورادرينالين.
وابتكر فريق بحثي من كلية طب كاليفورنيا ديفيز الأميركية منظومة جديدة للتصوير الضوئي لقياس استجابة قلوب فئران التجارب للهرمونات والناقلات العصبية بشكل وقتي. وفي إطار البحث، تم حقن الفئران بهرمون نورادرينالين الذي يفرزه الجسم بشكل طبيعي في حالات التوتر والغضب والذعر.
وأثبتت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “ساينس أدفانسز” أن قلوب الفئران الذكور والإناث تتفاعل في البداية بشكل متسق لدى تعرضها لهرمون نورادرينالين، غير أن قلوب الفئران الإناث تعود إلى وضعها الطبيعي بشكل أسرع من قلوب الرجال، مما يؤدي إلى اختلاف في نسق النشاط الكهربائي لدى قلوب الجنسين.
أمراض القلب تعتبر من الأسباب الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة، حيث كانت السبب وراء وفاة 25 في المئة من الرجال و20 في المئة من النساء في عام 2020
ونقل الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية عن جيسيكا كالدويل رئيسة فريق الدراسة والباحثة بقسم علم الدواء في جامعة كاليفورنيا ديفيز قولها إن “الاختلاف الذي لاحظناه في النشاط الكهربائي للقلب بين الرجال والنساء يطلق عليه اسم ‘عودة الاستقطاب’، ويقصد به طريقة استعادة القلب لوضعه الطبيعي بين النبضة والأخرى، وتقترن هذه الظاهرة ببعض مشكلات عدم انتظام نبضات القلب”.
وأضافت كالدويل “نعرف أن هناك اختلافات بين الجنسين من حيث تبعات الإصابة بمشكلة عدم انتظام نبضات القلب، وقد كشفت هذه الدراسة عاملا جديدا يساعد في تفسير هذا الاختلاف”.
وتعتبر أمراض القلب من الأسباب الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة، حيث كانت السبب وراء وفاة 25 في المئة من الرجال و20 في المئة من النساء في عام 2020. ورغم أن أمراض القلب تصيب الجنسين، تركز معظم الأبحاث الخاصة بهذه المشكلة الصحية الخطيرة على نطاق أوسع على المرضى الرجال.
ويشير خبراء “مايو كلينيك “إلى أن نظام استجابة الجسم للتوتر عادةً ما يكون محدودًا ذاتيًا. وبمجرَّد اجتياز التهديد المحتمَل، تعود مستويات الهرمونات إلى طبيعتها. وبما أن مستويات الأدرينالين والكورتيزول تنخفض، فإن معدَّلي ضربات القلب وضغط الدم يعودان إلى مستوياتهما الأساسية، بجانب استئناف غيرهما من الأنظمة لنشاطها المعتاد.
نظام استجابة الجسم للتوتر عادةً ما يكون محدودًا ذاتيًا. وبمجرَّد اجتياز التهديد المحتمَل، تعود مستويات الهرمونات إلى طبيعتها
ولكن عند استمرار العوامل المسببة للتوتر مع الشعور الدائم بأن الشخص عرضة للخطر، فإن رد الفعل سيظل قائمًا.
كما أن التنشيط طويل المدى لنظام الاستجابة للتوتر والتعرُّض المفرط للكورتيزول وغيره من هرمونات التوتر الأخرى يمكن أن يسبب اضطرابًا لجميع عمليات الجسم تقريبًا. وهذا يجعل الشخص أكثر عرضةً للإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك القلق والاكتئاب ومشكلات الهضم والصداع.
ويزيد الأدرينالين من معدل ضربات القلب ويرفع ضغط الدم ويعزز من إمدادات الطاقة. ويرفع الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الأساسي، مستوى السكريات (الغلوكوز) في مجرى الدم ويعزِّز استخدام الدماغ للغلوكوز ويزيد من توفر المواد التي تعمل على إصلاح الأنسجة.
كما يحد الكورتيزول من الوظائف غير المهمة أو الضارة في مواقف الهروب أو المواجهة. فهو يعمل على تغيير تفاعلات جهاز المناعة ويثبط الجهاز الهضمي والجهاز التناسلي وعمليات النمو. ويتواصل نظام الإنذار الطبيعي المعقد هذا أيضًا مع مناطق الدماغ التي تتحكم في الحالة المزاجية والدوافع والخوف.