قطر تنفي إغلاق مكتب حماس بعد رفض تركيا استقبال قادة الحركة

الدوحة - أكدت قطر الثلاثاء أن قياديي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المكلفين مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مع إسرائيل، غير موجودين في الدوحة حاليا، نافية إغلاق مكتب الحركة في الدولة الخليجية.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحافي في الدوحة إن "قياديي حماس الذين هم ضمن فريق المفاوضات، ليسوا الآن في الدوحة، وكما تعلمون بتنقلون بين عواصم عدة".
وأضاف أن "مكتب حماس في الدوحة تأسس من أجل عملية الوساطة. ومن الواضح أنه عندما لا تكون هناك عملية وساطة فإن المكتب نفسه لا يكون له أي وظيفة"، مؤكدا أن "مكتب حماس اذا اتخذ قرار بأن يغلق بشكل نهائي، فستسمعونه من هذا المنبر أو في تصريح من وزارة الخارجية"، رافضا التعليق على ما إذا طلبت قطر من مسؤولي حماس مغادرة أراضيها.
وقادت قطر مع الولايات المتحدة ومصر وساطة بين الدولة العبرية وحماس منذ التوصل إلى هدنة وحيدة في الحرب في غزة في نوفمبر 2023، استمرت اسبوعا وأتاحت إطلاق رهائن كانوا محتجزين في القطاع مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
لكن الدولة الخليجية أعلنت في وقت سابق من نوفمبر الحالي أنها علّقت وساطتهاإلى حين "توافر الجدّية اللازمة" في المفاوضات.
وقال الأنصاري الثلاثاء إنه "في اللحظة التي يكون هناك فيه جدية (...) لن تتوانى قطر وستكون سباقة ليكون لها دور محوري في الوصول إلى اتفاق".
وتأتي تصريحات وزير الخارجية القطري بعد يوم واحد من نفي أنقرة احتمال لنقل مقر حركة حماس من قطر إلى تركيا، وسط تقارير صحافية تفيد بأن جزءا من قيادة الحركة الإسلامية الفلسطينية غادر الدوحة إلى تركيا.
وقال مصدر دبلوماسي تركي، الاثنين، لوكالة رويترز، إنّ ما يتردد عن انتقال المكتب السياسي لحركة حماس إلى تركيا "لا يعكس الحقيقة"، مضيفاً لوكالة الأناضول التركية، أنّ أعضاء في الحركة يزورون البلاد من وقت لآخر.
لكن الولايات المتحدة شككت في رواية أنقرة وحذرتها من استقبال قادة من حماس أو التعامل معهم، وهو ما يزيد الضغوط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر ردا على سؤال "لقد بلغتنا في الأيام الأخيرة هذه المعلومات التي تقول إنهم انتقلوا إلى تركيا. ونود أن نقول للحكومة التركية بوضوح، كما فعلنا مع جميع دول العالم، إنه لم يعد من الممكن التصرف مع حماس وكأن شيئًا لم يكن".
ولم يؤكد المسؤول الأميركي صراحة وجود مسؤولي حماس في تركيا، لكنه قال إنه لا يمكنه نفيه.
وأضاف ميلر "لا نعتقد أن قادة منظمة إرهابية شريرة يجب أن يعيشوا بشكل مريح في أي مكان"، ناهيك عن دولة عضو في الناتو، داعيا إلى تسليمهم إلى الولايات المتحدة.
وقال "تذكروا أن حماس هي منظمة إرهابية وحشية، قتلت عددا من الأميركيين وتواصل احتجاز سبعة مواطنين أميركيين كرهائن حتى يومنا هذا. لذا، في حال وجود أعضاء حماس في تركيا أو أي دولة أخرى، فإن عددا منهم يواجهون لائحة اتهام أميركية منذ بعض الوقت ونعتقد أنه ينبغي تسليمهم إلى الولايات المتحدة".
ويأتي النفي التركي لاستقبال مقر حماس عقب تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الاثنين نقلا عن مصدر دبلوماسي عربي أن كبار أعضاء قيادة حماس في الخارج غادروا قطر الأسبوع الماضي إلى تركيا، بعد أن أعلنت الدوحة انسحابها من جهود الوساطة لإنهاء الحرب في غزة.
وبحسب الدبلوماسي العربي، فإنّ الخطوة ليس لها تأثير كبير، مشدداً على أنّ قيادة حماس في الخارج تقضي بالفعل الكثير من وقتها في تركيا عندما لا تعقد اجتماعات في قطر.
ونفت حماس هذه التقارير ووصفتها بأنها "محض إشاعات يحاول الاحتلال (الإسرائيلي) ترويجها بين الحين والآخر".