قطبا الكرة المصرية يدخلان تاريخ المسابقات الأفريقية

الأهلي والزمالك يعيدان لقب دوري الأبطال إلى القاهرة بعد سبعة أعوام من الغياب.
الأحد 2020/11/08
لقاء تاريخي بنكهة عربية

أضحت مسابقة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم على موعد مع نهائي تاريخي بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، يوم الـ27 من نوفمبر الحالي بملعب برج العرب بالإسكندرية. وتأهل الأهلي للنهائي الثالث عشر في مسيرته في دوري الأبطال ليعزز رقمه القياسي كأكثر الفرق المتأهلة لهذا الدور عقب اجتيازه عقبة الوداد البيضاوي المغربي في الدور قبل النهائي للبطولة. ثم التحق به الزمالك منافسه العتيد، بعدما تغلب على فريق مغربي آخر في المربع الذهبي للمسابقة هو الرجاء البيضاوي، ليصعد الأبيض إلى النهائي الثامن في تاريخه في البطولة القارية.

القاهرة – يصطدم الأهلي بالزمالك في نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا، بعد تخطي الأبيض عقبة الرجاء، ليتأهل الأبيض إلى جانب الأهلي في النهائي الأفريقي الذي سيقام يوم 27 نوفمبر الجاري المقرر بملعب برج العرب بالإسكندرية وهو النهائي الأول في تاريخ دوري الأبطال لفريقين من بلد واحد. وتأهل الأهلي للمباراة النهائية من بطولة دوري أبطال أفريقيا بعد فوزه على الوداد المغربي، حيث انتهى لقاء الذهاب الذي أقيم بين الفريقين على ملعب محمد الخامس بالمغرب، بفوز الأحمر بهدفين دون رد، قبل أن يؤكد تفوقه في لقاء الإياب بالقاهرة، ويفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليعبر دور نصف النهائي.

وجاء صعود القطبين المصريين عن جدارة واستحقاق، بعدما فازا على منافسيهما في الذهاب والإياب. وقد واصلت الأندية المصرية تفوقها على نظيراتها المغربية في المواجهات الأفريقية، ففي 53 مباراة جرت بين فرق من البلدين، حقق ممثلو الكرة المصرية 28 انتصارا، مقابل 11 فوزا فقط للفرق المغربية، وحسم التعادل نتيجة 14 لقاء.

وأصبحت النسخة الحالية لدوري الأبطال استثنائية بالفعل من وجوه كثيرة، فبعدما تقررت إقامة النهائي من مباراة واحدة للمرة الأولى في تاريخ البطولة بنظامها الحديث الذي بدأ في عام 1997، بدلا من لقائي ذهاب وعودة كما كان متبعا في النسخ السابقة، امتدت فعاليات المسابقة لعام وثلاثة أشهر، لأول مرة، وذلك عقب توقفها لمدة 7 أشهر بسبب تداعيات تفشي فايروس كورونا، لتصبح النسخة الأطول في تاريخ البطولة، كما جاء طرفا النهائي من بلد واحد، للمرة الأولى أيضا في تاريخ المسابقة.

إنجاز تاريخي

منذ انطلاق النسخة الأولى لدوري أبطال أفريقيا في عام 1964، لم يسبق أن كان فريقان من بلد واحد طرفين في النهائي، لكن الأهلي والزمالك تمكنا أخيرا من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، ليؤكدا ريادتهما للكرة الأفريقية. وبتأهل الأهلي والزمالك للنهائي، ضمنت الكرة المصرية تتويجها الخامس عشر بالبطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في القارة السمراء، لتعزز مصر صدارتها في قائمة أكثر الدول حصولا على دوري الأبطال. وهذا هو النهائي الثالث والعشرون للمسابقة، الذي يوجد به طرف مصري.

وجاءت الألقاب المصرية في البطولة بتوقيع ثلاثة فرق، فقد حصل الأهلي على البطولة ثماني مرات، وهو الأكثر تتويجا بالبطولة عبر تاريخها، فيما حصل غريمه التقليدي الزمالك على خمسة ألقاب، وحصل الإسماعيلي، الذي كان أول فريق عربي يفوز بالبطولة، على الكأس مرة واحدة. ومنذ حصول الأهلي على لقبه الأخير في دوري الأبطال عام 2013، لم يتمكن أي فريق مصري من معانقة اللقب، حيث خسر الزمالك نهائي نسخة 2016 أمام صن داونز الجنوب أفريقي، وأخفق الأهلي في نهائي المسابقة عامي 2017 و2018، أمام الوداد البيضاوي والترجي التونسي على الترتيب.

منذ انطلاق النسخة الأولى لدوري أبطال أفريقيا في عام 1964، لم يسبق أن كان فريقان من بلد واحد طرفين في النهائي، لكن الأهلي والزمالك تمكنا أخيرا من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي

وفي هذا السياق أبدى حمادة أنور، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، سعادته بالمستوى الفني الذي ظهر عليه الفريق في لقاء الإياب أمام الرجاء المغربي والوصول إلى المباراة النهائية. وقال حمادة أنور في تصريحات صحافية “الزمالك يمتلك لاعبين لهم شخصية من نوعية مختلفة، وقدم الفريق أداء رائعا أمام الرجاء المغربي ليستحق عن جدارة الوصول إلى النهائي”.

وأضاف “الجيل الحالي من اللاعبين لديه شخصية البطل، ولم يتأثر الفريق بعد تقدم الرجاء بالهدف الأول”. وتابع حمادة “باتشيكو خاض مواجهة الإياب بنفس الطريقة التي خاض بها لقاء الذهاب في المغرب، وهو مدرب مميز يمتلك العديد من السيناريوهات الفنية، وتعامل بشكل رائع وعدل طريقة اللعب ليحقق الزمالك الفوز. وزاد “أصبحنا نعلم كيف نتعامل مع أندية شمال أفريقيا من الناحية المعنوية والنفسية، لذلك تفوقنا عليهم”. واختتم عضو مجلس الزمالك “سعيد بالمستوى الذي يقدمه الثلاثي محمود علاء وبن شرقي وفرجاني ساسي مع الفريق، والأبيض قادر على التتويج باللقب”.

تأكدت عودة لقب دوري أبطال أفريقيا إلى أحضان الكرة المصرية مجددا بعد غياب طويل دام 7 أعوام كاملة منذ آخر تتويج مصري باللقب. وبغض النظر عن هوية الفريق الفائز سواء الأهلي أو الزمالك فإن مصر ضمنت التتويج باللقب رقم 14 في دوري الأبطال والذي سيتحقق بعد غياب 7 أعوام كاملة منذ تتويج الأهلي بلقب 2013.

حكاية الأندية المصرية مع لقب دوري الأبطال بدأت عام 1969 بعد أن حقق الإسماعيلي اللقب على حساب إنجلبير الكونغولي (مازيمبي حاليا) بجيل ذهبي للدراويش يقوده القناص علي أبوجريشة. 4 ألقاب عرفتها حقبة الثمانينات من القرن الماضي بدأت بتفوق الأهلي في نسخة 1982 بقيادة جيل الموهوب محمود الخطيب أسطورة الكرة المصرية والذي حقق اللقب على حساب كوتوكو الغاني في عقر داره.

الزمالك حقق اللقب الأول في تاريخه والثالث لمصر بدوري الأبطال في نسخة 1984 على حساب شوتنج ستارز النيجيري بجيل رائع للأبيض بقيادة فاروق جعفر وجمال عبدالحميد والغاني كوارشي. وعاد الفريق الأبيض لحصد لقبه الثاني بدوري الأبطال عام 1986 متفوقا على أفريكا سبورتس الإيفواري في النهائي بعد ظهور ملامح جيل رائع بصعود نجم أشرف قاسم وأحمد رمزي ومجدي طلبة مع طارق يحيى وأيمن يونس وخبرات جمال عبدالحميد.

وشهدت نسخة 1987 عودة اللقب لأحضان الأهلي من جديد في إنجاز ختامي للأسطورة محمود الخطيب رئيس النادي حالياً مع جيل جديد وقتها بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن وأحمد شوبير وربيع ياسين وأسامة عرابي، وفاز الفريق على حساب الهلال السوداني في النهائي.

وقاطع الأهلي البطولات الأفريقية في حقبة التسعينات بسبب صدام بين إدارة القلعة الحمراء والاتحاد الإفريقي ولكن هذه الحقبة شهدت تتويج الزمالك بلقبين الأول عام 1993 متفوقاً على كوتوكو الغاني بقيادة الراحل محمود الجوهري وبجيل رائع بقيادة إسماعيل يوسف وأشرف قاسم وأيمن منصور. وكرر هذا الجيل تفوقه ولكن مع المدرب الألماني فارنر عام 1996 واقتنص اللقب من أنياب شوتنغ ستارز النيجيري وكان بطل النسختين نادر السيد حارس المرمى الذي قاد الأبيض للتتويج بتألقه في ضربات الترجيح.

الألفية الثالثة عرفت سيطرة أهلاوية بطلها المدرب البرتغالي مانويل جوزيه الذي قاد الأهلي للتتويج باللقب القاري للمرة الثالثة عام 2001 بجيل من اللاعبين الواعدين على رأسهم حسام غالي ووائل جمعة وتفوق على صن داونز الجنوب أفريقي في النهائي.

وعاد الزمالك مجدداً لسيادة القارة عام 2002 بقيادة مدربه البرازيلي كارلوس كابرال وبجيل حازم إمام والتوأم حسام وإبراهيم حسن بالتفوق على الرجاء المغربي في اللقاء النهائي. ونجح جوزيه في قيادة الأهلي لدوري الأبطال مجدداً عام 2005 بعدما صنع جيلاً متميزاً بقيادة محمد أبوتريكة ومحمد بركات وفاز بالبطولة على حساب النجم الساحلي التونسي ثم توج باللقب عام 2006 على حساب الصفاقسي التونسي ثم حصد لقب 2008 على حساب القطن الكاميروني. واقتنص الأهلي البطولة مع مدربه الأسبق حسام البدري عام 2012 على حساب الترجي التونسي ثم فاز بالبطولة مع مدربه الأسبق محمد يوسف عام 2013 على حساب أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي.

لأول مرة

بتأهل الأهلي والزمالك للنهائي، ضمنت الكرة المصرية تتويجها الخامس عشر بالبطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في القارة السمراء

لأول مرة في تاريخ دوري أبطال أفريقيا، يتأهل فريقان من نفس الدولة لنهائي البطولة بعد أن صعد الأهلي والزمالك عملاقا الكرة المصرية إلى اللقاء النهائي. نهائي فرق البلد الواحد يظهر لأول مرة في أفريقيا ولكن ماذا عن باقي قارات العالم؟

عرف دوري أبطال أوروبا 7 نهائيات بين فريقين من نفس البلد بدأت في نسخة 1999-2000 التي شهدت تأهل ريال مدريد وفالنسيا الإسبانيين للدور النهائي وتفوق الريال بثلاثية نظيفة. وفي نهائي نسخة 2002-2003، تأهل ميلان ويوفنتوس عملاقا الكرة الإيطالية وانتهى اللقاء بالتعادل دون أهداف ثم توج ميلان باللقب بضربات الترجيح بنتيجة 3-2.

وتأهل مانشستر يونايتد وتشيلسي في نهائي إنجليزي خالص لنسخة 2007-2008 وتعادلا بهدف لكل منهما وفاز مانشستر بضربات الترجيح بنتيجة 6-5 بينما ظهر النهائي الألماني لأول مرة في موسم 2012-2013 بصعود بايرن ميونخ ضد بوروسيا دورتموند وفاز البايرن بنتيجة 2-1.

ديربي مدريد بين الريال وأتلتيكو رسم ملامح نهائي إسباني خالص لدوري الأبطال مرتين الأول في موسم 2013-2014 وفاز الريال بنتيجة 4-1 ثم موسم 2015-2016 وفاز الملكي بركلات الترجيح بنتيجة 5-3 بعد التعادل بهدف لكل منهما. وعاد النهائي الإنجليزي للصورة في موسم  2018-2019 بفوز ليفربول على توتنهام بنتيجة 2-0.

وشهدت بطولة كأس الليبرتادوريس لأندية أميركا الجنوبية 3 نهائيات لفريقين من بلد واحد بدأت عام 2005 بنهائي برازيلي بين ساو باولو وأتلتيكو بارانينسي وتعادلا بهدف لكل منهما ذهابا ثم فاز ساو باولو برباعية نظيفة. وتكرر النهائي البرازيلي عام 2006 بعد صعود إنترناسيونال وساو باولو وفاز إنتر بنتيجة 2-1 ثم تعادلا بهدفين لكل منهما إلا أن النهائي التاريخي كان بين عملاقي الكرة الأرجنتينية ريفر بليت وبوكا جونيورز عام 2018 وتعادلا بهدفين لكل منهما ثم فاز ريفر بليت بنتيجة 3-1 بعد مباراة تم نقلها إلى إسبانيا بسبب شغب الجماهير.

كما شهد دوري أبطال آسيا نسختين فقط تم حسمهما بنهائي لفريقين من نفس البلد الأول عام 1996 بين عملاقي كوريا الجنوبية بوهانج وشيونان وفاز الأول بنتيجة 2-1، ثم فاز سيون سامسونغ على أنايانغ أل جي بنتيجة 4-2 بركلات الترجيح بعد التعادل دون أهداف في نسخة 2002.

كان دوري أبطال الكونكاكاف لأندية أميركا الشمالية الأكثر ظهورا لنهائيات فرق البلد الواحد برصيد 13 مرة كلها بين فرق المكسيك والتي بدأت بتتويج باتشوكا على موريلا عام 2002 بنتيجة 1-0 ثم تتويج توليكا على موريلا عام 2003 وتتويج كلوب أميركا على توليكا عام 2006.

وفاز باتشوكا على غوادا لاخارا في نسخة 2007 كما اقتنص أتلانتي لقب 2009 على حساب كروز أزول الذي خسر أيضا لقب 2010 لصالح مواطنه باتشوكا. وتفوق مونتيري في النهائي على سانتوس لاجونا في نهائي نسختي 2012 و2013 وفاز كروز أزول على توليكا بنسخة 2014 كما فاز كلوب أميركا على أونال في نهائي نسختي 2016 و2017 كما خسر أونال على يد مونتيري في نهائي نسخة 2019. دوري أبطال دول أوقيانوسيا شهد 4 نهائيات لفريقين من نفس البلد وهي نيوزيلاند وكانت البداية عام 2013 وفاز أوكلاند على وايت كير يونايتد بنتيجة 2-1 ثم فاز أوكلاند على ويلنجتون في 3 نهائيات متتالية أعوام 2015 و2016 و2017.

22