قصور الغدة الدرقية لدى الأطفال يصيبهم باضطرابات النمو

برلين - أوردت مجلة “إلتيرن” الألمانية أن قصور الغدة الدرقية قد يُصيب الطفل في أي مرحلة عمرية، مشيرة إلى أنه كلما كان الطفل صغيرا ولم يتم علاج قصور الغدة الدرقية لديه زادت خطورة العواقب التي يتعرض لها؛ حيث قد يصاب الرضيع مثلا باضطرابات في النمو وفي التطور الذهني.
وأوضحت المجلة المعنية بالأسرة والطفل أن أعراض الإصابة بقصور الغدة الدرقية تتمثل في التعب والخمول وانتفاخ الوجه وتورم العينين وبحة الصوت وبرودة الجلد وجفافه وسهولة تقشره، وعادة ما يزداد الوزن دون أسباب واضحة.
وتتمثل أعراض قصور الغدة الدرقية لدى المراهقين في تأخر البلوغ والشعور بالاكتئاب، بينما تظهر الأعراض لدى الفتيات في صورة تأخر الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.
وشددت المجلة على ضرورة المسارعة إلى عرض الطفل على طبيب مختص في حال تمت ملاحظة هذه الأعراض، موضحة أنه يمكن التحقق من الإصابة بقصور الغدة الدرقية من خلال تحليل عينة الدم، كما يمكن علاج القصور عبر تناول نوعيات معينة من الأدوية، مع العلم أنه عادة ما يضطر المريض إلى تناولها طوال حياته.
كلما كان الطفل صغيرا ولم يتم علاج قصور الغدة الدرقية لديه، زادت خطورة العواقب التي يتعرض لها
ويُعرف قصور الغدة الدرقية بأنه النقص في إنتاج الهرمون الدرقي، وقد يحدث عند حديثي الولادة في حال وجود مشكلة تشريحية في الغدة الدرقية. وقد تتضمن الأعراض تأخر النمو وتأخر تطور الأعضاء مع مرور الوقت.
ويستند التشخيص إلى اختبارات التحري عند حديثي الولادة، واختبارات فحص الغدة الدرقية، واختبارات التصوير الشعاعي.
وتقوم الغدة الدرقية بإفراز الهرمون الدرقي الذي يتحكم في معدل الاستقلاب في الجسم، بما في ذلك معدل ضربات القلب، وكيفية تنظيم الجسم لدرجة حرارته. وإذا لم تُنتج الغدة الدرقية كميات كافية من الهرمون الدرقي فقد يؤدي ذلك إلى تباطؤ تلك الوظائف.
ويُطلق على قصور الغدة الدرقية الموجود منذ الولادة اسم قصور الغدة الدرقية الخلقي الذي يحدث بمعدل 1 في كل ألفي أو ثلاثة آلاف حالة ولادة. وتحدث معظم الحالات بشكل عفوي، إلا أن حوالي 15 في المئة منها تكون موروثة.
والسبب الأكثر شيوعًا لقصور الغدة الدرقية عند حديثي الولادة هو الغياب الكامل للغدة الدرقية، أو عدم نموها، أو نموها في المكان الخاطئ.
وفي حالات أقل شيوعًا تكون الغدة الدرقية موجودة في مكانها الطبيعي ولكنها لا تُنتج كميات طبيعية من الهرمونات الدرقية. وقد يحدث قصور الغدة الدرقية في بعض البلدان النامية عندما تعاني الأم من عوز اليود. وفي حالات نادرة يمكن لأنواع محددة من الأجسام المضادة عند الأم، أو الأدوية التي تُسبب تضخم الغدة الدرقية، أو الأدوية المضادة للدرق التي تأخذها الأم، أن تعبر المشيمة وتُسبب قصورًا مؤقتًا في الغدة الدرقية عند المولود. وفي حالات نادرة أخرى قد يحدث خلل في تشكل الغدة النخامية وتفشل في تحفيز الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات الدرقية.