قصف الأنفاق يعقّد جهود حماس في تحديد مكان بقية المحتجزين

حركة حماس تستخدم المحتجزين ورقة مساومة من أجل إطلاق سراح الفلسطينيين المحبوسين في السجون الإسرائيلية.
الخميس 2023/11/30
حماس لا تعلم أماكن جميع الأسرى

غزة - منذ احتجاز حركة حماس أكثر من 200 شخص في الهجوم الدامي على جنوب إسرائيل الذي أدى إلى اندلاع حرب غزة، تأمل الحركة في استخدام المحتجزين كورقة مساومة مع إسرائيل من أجل إطلاق سراح الفلسطينيين المحبوسين في السجون الإسرائيلية.

لكن مصادر أمنية فلسطينية ومصرية مطلعة على المحادثات قالت “بينما يسعى الوسطاء إلى ضمان تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس لإتاحة إطلاق سراح المزيد من المحتجزين، قد تجد الجماعة الفلسطينية المسلحة صعوبة في تحديد مكان المزيد منهم في ظل الفوضى الناجمة عن الصراع”.

وبينما خططت حماس لهجوم السابع من أكتوبر الماضي ونفذته، انضم مسلحون آخرون سريعا وتدفقوا على إسرائيل وأخذوا المزيد من الأشخاص. وتقول حماس إنها تعمل على تحديد موقعهم في قطاع غزة الذي دمره القصف الإسرائيلي الذي دام أسابيع.

وقالت المصادر إن حماس ربما تحجب المعلومات أيضا. وأشارت مصادر أمنية مصرية إلى أن الوسيط المصري يعتقد أن حماس تخفي بعض ما تعرفه، وتقول إنها بحاجة إلى فعل ذلك لأسباب أمنية وباعتباره إستراتيجية تفاوضية.

الضربات الإسرائيلية على غزة ربما تسببت في قطع الممرات بين الأنفاق، وهو ما صعّب على حماس العثور على محتجزين

وقالت حماس إن الرهائن يتلقون معاملة جيدة بما يتماشى مع تعاليم الإسلام. ويُعتقد أنهم موجودون في شبكة واسعة من الأنفاق التي بنتها حماس على مدار سنوات.

لكن الضربات الجوية الإسرائيلية التي سوت أحياء كاملة بالأرض ربما تسببت في قطع الممرات بين الأنفاق مما جعل من الصعب على حماس العثور على محتجزين.

وقال مصدر فلسطيني إن القصف عقّد الوضع الميداني. وانتشلت القوات الإسرائيلية جثتي رهينتين على الأقل في غزة وقالت حماس إن أكثر من 60 محتجزا فقدوا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي، وهي جماعة فلسطينية مسلحة أخرى مدعومة من إيران، إن لديها أكثر من 30 محتجزا، مما يشير إلى أنه قد يكون هناك 20 محتجزا لدى أعضاء في جماعات أصغر.

ومن بين المحتجزين رضع وأطفال وجدات وجنود أُخذ بعضهم من الكيبوتسات والبعض الآخر من مهرجان للموسيقى.

وشاركت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في عملية تبادل للمحتجزين الثلاثاء، مما يعني أن حماس ربما تجمع رهائن من جماعات أخرى.

وقال مصدر إسرائيلي مطلع على المسألة إن التقديرات تشير إلى أن حماس لديها 90 في المئة من المحتجزين. وأضاف المصدر “مسؤوليتهم العثور على 10 في المئة، وهي النسبة التي تمثل الآخرين المتبقين”.

وردا على سؤال عن قدرة حماس على تحديد مكان جميع المحتجزين الآخرين، قال المصدر “أعضاء الحركة قادرون على القيام بأي شيء داخل القطاع… والسؤال هو: هل حقا يريدون ذلك؟”.

وتابع “من المريح بالنسبة إليهم أن يقولوا إنهم لا يحتجزون جميع الرهائن حتى يتمكنوا من كسب الوقت”.

وقال خليل الحية المسؤول في حماس إن الحركة ستكون قادرة على تلبية الشروط لتمديد الهدنة إذا تمكنت من العثور على المزيد من المحتجزين.

وقال مصدر غربي في الخليج إنه حتى لو تمكنت حماس من العثور على جميع المحتجزين المتبقين فمن غير المرجح أن تسلم المعلومات لأن الرهائن يمنحون الجماعة المسلحة القوة.

والرهائن المفرج عنهم حتى الآن كانوا من بين نحو 240 شخصا اقتادهم المسلحون إلى غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص. وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة إن القصف الإسرائيلي للقطاع الذي تحكمه حماس ردا على الهجوم أودى بحياة ما يربو على 15 ألفا من سكان غزة.

أنفاق غزة.. أنفاق مفخخة

واجتمع رئيسا وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي. آي. أي) وجهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) مع رئيس الوزراء القطري في الدوحة الثلاثاء لبحث الهدنة بين إسرائيل وحماس.

وقال مصدر إن المسؤولين في الاجتماع تحدثوا عن مرحلة جديدة محتملة من اتفاق الهدنة تنطوي على إطلاق حماس سراح رهائن رجال أو عسكريين، وليس فقط النساء والأطفال.

وأضاف المصدر أن قطر تحدثت مع حماس قبل الاجتماع لاستطلاع ما قد توافق عليه. ومازال هناك نحو 159 محتجزا في غزة.

وقال مصدران فلسطينيان قريبان من جهود الهدنة إن المحادثات تركز حاليا على تبادل آخرين غير الجنود، أي المدنيين الإسرائيليين ومزدوجي الجنسية والأجانب، ولا توجد محادثات تتعلق بالإفراج عن الجنود.

وتقول حماس إن للجنود “أنواعا مختلفة من الثمن”. وأحد هذه الأثمان يتمثل في عمل إسرائيل على “إخلاء جميع السجون”، أي الإفراج عن جميع الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.

وقالت جمعية نادي الأسير الفلسطيني، التي توثق جميع المعتقلين الفلسطينيين وتتولى رعايتهم، إن إسرائيل كانت تحتجز نحو خمسة آلاف فلسطيني قبل السابع من أكتوبر، ثم اعتقلت نحو ثلاثة آلاف، جميعهم تقريبا من الضفة الغربية.

بينما خططت حماس لهجوم السابع من أكتوبر الماضي ونفذته، انضم مسلحون آخرون سريعا وتدفقوا على إسرائيل وأخذوا المزيد من الأشخاص

واحتُجز بعضهم دون محاكمة فيما تسميه إسرائيل “اعتقالا إداريا”. وبعضهم أطفال احتجزوا بسبب أفعال مثل الرشق بالحجارة، وواجه آخرون اتهامات بمحاولات طعن إسرائيليين.

وتدرك حماس جيدا أنها تمكنت في الماضي من إطلاق سراح أعداد كبيرة من السجناء مقابل جندي إسرائيلي واحد.

وفي عام 2011 أُفرج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد خمس سنوات من احتجازه مقابل إطلاق سراح 1027 من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية بسبب تنفيذهم هجمات ضد إسرائيليين.

وأسر فلسطينيون شاليط بتسللهم عبر نفق إلى إسرائيل واقتادوه عبر الحدود إلى غزة.

وقالت إسرائيل إنه من الممكن إطالة أمد الهدنة بشرط مواصلة حماس إطلاق سراح عشرة رهائن إسرائيليين على الأقل يوميا.

وقالت مصادر فلسطينية إن حماس تمكنت من جمع بعض الرهائن مع جماعات أصغر، لكن لم يتضح مدى استعداد حركة الجهاد الإسلامي لتنفيذ عمليات تبادل بنفسها أم أن حماس ستجريها نيابة عنها.

وقال إيلون ليفي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء إن الحكومة تحمل حماس المسؤولية الكاملة عن اقتياد جميع المحتجزين إلى غزة. وأضاف “نطالب حماس بإعادتهم وبذل كل ما في وسعها لإعادتهم”.

6