"قسد" تواصل حملتها ضد داعش لوقف العنف في مخيم الهول

حملة "الإنسانية والأمن" تتمكن من اعتقال 48 شخصا يشتبه بانتمائهم إلى خلايا داعش النائمة ومن إزالة 54 خيمة تستخدم في تدريب الأطفال وكمحاكم لفرض العقوبات والأحكام.
الأحد 2022/08/28
حملة لفرض الأمن داخل المخيم

الهول (سوريا) - شنّت قوات الأمن الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة عملية جديدة تستهدف الخلايا النائمة لتنظيم داعش في مخيم الهول مترامي الأطراف في شمال شرق سوريا، حيث وصل العنف إلى مستويات قياسية.

وقُتل ما لا يقل عن 44 شخصا، من بينهم 14 امرأة، هذا العام في مخيم الهول الذي يأوي نازحين من داخل سوريا، وأسر من يشتبه في أنهم من مقاتلي تنظيم داعش.

وقال علي الحسن، المتحدث باسم قوات الأمن الداخلي العاملة في شمال شرق سوريا، إن قواته اضطرت إلى شن حملتها في هذا التوقيت بسبب التصعيد وزيادة حالات العنف من قبل خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في مخيم الهول.

وأضاف أن الضحايا بدت عليهم آثار تعذيب وحشي وأنهم قُتلوا على الأرجح بمسدسات كاتمة للصوت أو بنادق، وكانت جثثهم مخبأة في أنابيب الصرف الصحي.

وواصلت قوى الأمن الداخلي "أسايش" بمساندة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الأحد، تنفيذ حملة "الإنسانية والأمن" داخل مخيم "الهول" شرقي الحسكة لليوم الرابع على التوالي.

ووفقا لما نقلته وكالة "هاوار" المقربة من "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، بدأت القوات المشتركة فجر الأحد بتفتيش القطاع الثاني الخاص باللاجئين العراقيين، بعد الانتهاء من تفتيش القطاع الأول في المخيم.

وعثرت القوات المشتركة على خندق وغرف مبينة بالحجارة، وأزالت عددا من الخيم التي تستخدمها عناصر تنظيم داعش وخلاياه للتدريب، بحسب الوكالة.

وقال المركز الإعلامي العام لقوى الأمن الداخلي/ شمال وشرق سوريا، في بيان  نشره الأحد، "تمكنت قواتنا خلال اليوم الثالث من عملية الإنسانية والأمن في مرحلتها الثانية، وضمن عمليات التمشيط والتفتيش الدقيق، من توقيف 48 شخصا يُشتبه بانتمائهم إلى خلايا داعش النائمة".

وأشار البيان إلى وجود مطلوبين خطرين من بين الموقوفين الذين يخضعون حاليا للتحقيق.

وبحسب البيان، تم العثور أيضا خلال اليوم الثالث من الحملة على خندقين اثنين يتم استخدامهما من قبل عناصر التنظيم للاختباء والتخفي.

وذكرت القوات المشتركة أن عدد الخيم التي تمت إزالتها خلال الأيام الثلاثة منذ بداية الحملة بلغ 54 خيمة، لافتة إلى أن هذه الخيم كانت تستعمل كـ"أماكن تدريب للأطفال وإقامة الدورات الشرعية ومحاكم لفرض العقوبات والأحكام والتعذيب والقتل".

وفي الخامس والعشرين من أغسطس الحالي، أصدرت القوات المشتركة بيانا أكدت فيه أن الحملة الحالية في مخيم "الهول" تشكل المرحلة الثانية من عملية "الأمن والإنسانية"، وإن المخيم صار مصدر "خطورة دائمة" يستغله التنظيم في عمليات التجنيد ونشر "أفكاره التحريضية".

وخلال الفترة الماضية ازدادت عمليات ضد قاطني المخيّم ومتطوعي المنظمات الإنسانية وأفراد من قوى الأمن الداخلي "أسايش"، وكذلك محاولات الفرار المتكررة، وخطط الهجوم على المخيم من الخارج.

وكان المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا عمران رضا أعرب عن قلقه من تزايد مستويات العنف بين قاطني مخيم "الهول"، بعد زيارة أجراها إلى المنطقة في وقت سابق من الشهر الحالي.

ويعتبر الإجرام والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني، من الأمور شائعة في المخيم، رغم أن المجتمع الإنساني طوّر إستراتيجية لمواجهة هذه التحديات، لكنه يعاني حاليّا من نقص في التمويل يبلغ 45 مليون دولار أميركي، بحسب ما نشر موقع "أخبار الأمم المتحدة" في السابع عشر من أغسطس الحالي.

وأعلنت إدارة المخيم في السابع عشر من يوليو الماضي عن وقوع 28 جريمة قتل منذ مطلع العام الحالي، منها 12 لأشخاص من الجنسية السورية، و14 من اللاجئين العراقيين، واثنتان مجهولتا الهوية، إضافة إلى 15 محاولة قتل باءت بالفشل.

وكانت الأمم المتحدة قالت في يونيو الماضي إن أكثر من 100 جريمة قتل حصلت خلال عام ونصف العام في مخيم "الهول".