قرار 242: 50 عاما من المماطلة للتسوية في الشرق الأوسط

الأربعاء 2017/11/22
قرار الانسحاب بقي على الورق

باريس- سعياً إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في الشرق الأوسط تبنت الامم المتحدة قبل خمسين عاما القرار 242 الذي تضمن صيغاً تدعو لتأويلات عدة وهو إن كان لا يزال يشكل مرجعاً، فإنه لم يوضع قط موضع التطبيق.

وتبنى مجلس الأمن القرار في 22 نوفمبر 1967 بعد خمسة أشهر من حرب يونيو التي احتلت خلالها إسرائيل 70 ألف كليومتر مربعة من الأراضي العربية.

وفي حين أرسى القرار الأسس للتفاوض لاحقاً عبر مبدأ "الأرض مقابل السلام" فإن اللغط الذي أثارته الاختلافات في صياغة النصين الفرنسي والانكليزي خلفت الكثير من الجدل واستمرت في تسميم العلاقات العربية الإسرائيلية.

حرب خاطفة

واحتل الجيش الإسرائيلي خلال حرب يونيو 1967 الخاطفة القدس الشرقية والضفة الغربية التي باتت تابعة للاردن في سنة 1950، وقطاع غزة الخاضع للإدارة المصرية منذ 1949، وشبه جزيرة سيناء التي استعادتها مصر في سنة 1982، وهضبة الجولان السورية. كانت تلك الهزيمة الثانية التي تمنى بها الدول العربية بعد نكبة 1948.

وفي نهاية اغسطس، وفي قمة الخرطوم، أعلنت الدول العربية لاءاتها الثلاث الشهيرة: لا للتفاوض، لا للمصالحة ولا للاعتراف بإسرائيل.

نسخة فرنسية وإنكليزية من قرار الانسحاب

من جانبها، سعت إسرائيل للاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها وعدتها ضرورية لأمنها، وهو ما أيدته الولايات المتحدة التي اعتبرت أن هجوم إسرائيل على الدول العربية كان هدفه الدفاع عن نفسها.

وابتداء من سبتمبر، انتقل النزاع إلى الأمم المتحدة وعرضت عدة مشاريع قرار على مجلس الأمن لا سيما من واشنطن وموسكو.

أراض أم الأراضي

وفي 22 نوفمبر 1967، تبنى مجلس الأمن بالاجماع القرار 242 الذي أعدته بريطانيا. ويؤكد القرار على "عدم القبول بالاستيلاء على أراض بواسطة الحرب. والحاجة إلى العمل من أجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة أن تعيش فيه بأمن".

ويدعو القرار إلى "الاحترام والاعتراف بسيادة ووحدة أراضي كل دولة في المنطقة واستقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها وحرة من التهديد وأعمال القوة".

ولكن الاختلاف بين النصين الفرنسي والانكليزي، وكلاهما يعد نسخة رسمية، ترك مجالاً واسعاً للتأويل.

فالنص الانكليزي تحدث عن انسحاب إسرائيلي من "أراض محتلة" دون أن يحدد ما هي هذه الاراضي، في حين نصت النسخة الفرنسية على "انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلت في النزاع الأخير".

اغفال مقصود

والحقيقة أن هذا الغموض هو الذي أتاح تبني النص بالاجماع. إذ ان واضع النص وزير الخارجية البريطاني وخليفته مايكل ستيوارت دعما الرأي القائل بأن إسرائيل غير ملزمة بالضرورة بالانسحاب من "كل" الأراضي التي احتلتها في يونيو 1967.

وفي ديسمبر 1969، أعلن مايكل ستيوارت في غرفة العموم البريطانية أن اغفال كلمة "كل" في النص الانكليزي كانت متعمدة. واكد أن القرار لم ينص فقط عل انسحاب القوات الإسرائيلية وإنما كذلك على توفير حدود "آمنة ومعترف بها".

قضية لاجئين

وقبِل الأردن ومصر ولبنان بالقرار ولكن مع معارضة أي تفاوض مع إسرائيل طالما لم تسحب جيشها من الأراضي المحتلة، لكن الفلسطينيين رفضوه وظلوا يرفضونه لفترة طويلة لأنه اختزل "القضية الفلسطينية إلى قضية لاجئين".

وفي 1988، وافق الفلسطينيون على التفاوض على أساس القرارين 242 و338 الذي اقر بعد حرب اكتوبر 1973، وأقروا ضمنا لأول مرة بتقسيم فلسطين وبحل الدولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب.

وبعد انسحابها في قرار منفرد من قطاع غزة في سنة 2005، لا تزال إسرائيل تحتل منذ خمسين عاما الضفة الغربية والقدس الشرقية التي ضمتها وكذلك هضبة الجولان.

1