قتلى في صفوف الحشد الشعبي بضربة أميركية على العراق

بغداد - شنّ الجيش الأميركي ضربة جوّية "دفاعيّة" الثلاثاء ضدّ "مقاتلين" في العراق حاولوا إطلاق مُسيّرات تهدّد القوّات الأميركيّة والقوّات المتحالفة معها في المنطقة، وفق ما أعلن مسؤول دفاعي أميركي، مع تصاعد التوتر بالمنطقة بعد غارة جوية إسرائيلية في بيروت قالت إسرائيل إنها قتلت أكبر قائد في حزب الله.
وهذه الضربة التي ذكرت مصادر عراقيّة أنّها أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقلّ، هي الأولى التي تشنّها القوّات الأميركيّة في العراق منذ فبراير وأكّد الجيش الأميركي وقتذاك أنّه قتل قائدًا مواليًا لإيران.
وقال المسؤول الدفاعي الأميركي الذي طلب عدم كشف هويّته إنّ "القوّات الأميركيّة في العراق نفّذت مساء الثلاثاء ضربة جوّية دفاعيّة في محافظة بابل استهدفت مُقاتلين كانوا يحاولون إطلاق طائرات مسيّرة هجوميّة".
وأشار إلى أنّ القيادة المركزيّة اعتبرت أنّ المُسيّرات "تشكّل تهديدًا للقوّات الأميركيّة وقوّات التحالف"، مضيفًا "نحتفظ بالحقّ في الدفاع عن النفس ولن نتردّد في اتّخاذ الإجراء المناسب".
وكان الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلّحة باتت منضوية في القوّات الرسميّة، قال في وقت سابق إنّ ضربات صاروخيّة على ما يبدو قد أسفرت عن أربعة قتلى في قاعدة في بابل، لكنّه لم يأتِ على ذكر أيّ محاولة لإطلاق مُسيّرات.
وقال الحشد في بيان إنّ "المعلومات المتوافرة تشير إلى أنّ استهداف الدوريّتَين التابعتَين للّواء 47 بالحشد الشعبيّ شمال محافظة بابل تمّت بواسطة صواريخ" أطلقتها طائرات.
وقد "قُتِل أربعة من عناصر الحشد الشعبي"، حسبما قال مسؤول في الحشد لم يرغب في كشف هويّته. ولفت إلى أنّ الانفجارات "ناتجة عن غارات جوّية" استهدفت المقرّ بـ"4 إلى 5 صواريخ".
وأكّد مصدر أمني حصيلة القتلى، مشيرًا إلى أنّها مرشّحة للارتفاع.
وأفاد الناطق العسكري باسم رئيس الحكومة العراقية يحي رسول بأن قوات التحالف أقدمت على "جريمة نكراء واعتداءٍ سافر" شمال بابل، متعهداً باتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية مناسبة "لحفظ الحقوق".
والأسبوع الماضي، أطلِقت صواريخ باتّجاه قاعدتَين تضمّان قوّات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن لمكافحة تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق وسوريا، وفق ما أفاد مسؤولون عراقيّون وأميركيّون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي 16 يوليو المنصرم، استُهدفت قاعدة عين الأسد بطائرتَين مُسيّرتين، دون وقوع إصابات أو أضرار. ورجّح مسؤول أمني عراقي أن يكون الهجوم بهدف "إحراج" الحكومة العراقيّة و"الضغط" من أجل رحيل قوّات التحالف الدولي المناهض للجهاديّين، وهو المطلب الذي تكرّره الفصائل الموالية لإيران.
وفي أبريل، أسفر "انفجار وحريق" داخل قاعدة كالسو التي تؤوي قوّات الجيش والشرطة وعناصر الحشد الشعبي في محافظة بابل في وسط العراق، عن سقوط قتيل وثمانية جرحى.
وفي نهاية يناير، أدّى هجوم بطائرة مسيّرة إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيّين في منطقة صحراويّة على المثلّث الحدودي العراقي الأردني السوري.
والحشد الشعبي جزء من القوّات الأمنيّة العراقيّة الخاضعة لسلطة القائد العام للقوّات المسلّحة رئيس الوزراء.
وتضم قوات الحشد الشعبي التي يبلغ قوامها 150 ألفا عددا من الجماعات المسلحة العراقية شبه العسكرية المعتمدة من الدولة، وتهيمن عليها جماعات شديدة التسليح ومتمرسة في المعارك وموالية لإيران وترتبط بعلاقات وثيقة مع الحرس الثوري.
ويشهد العراق زيادة في الهجمات المتبادلة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر. وهو حليف نادر لكل من طهران وواشنطن ويستضيف 2500 جندي أميركي ولديه جماعات مسلحة مدعومة من إيران على صلة بقواته الأمنية.
وقالت مصادر عراقية إن العراق يريد أن تبدأ قوات التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة الانسحاب في سبتمبر أيلول وإنهاء عمل التحالف رسميا بحلول سبتمبر 2025، مع احتمال بقاء بعض القوات الأميركية بصفة استشارية تم التفاوض بشأنها في الآونة الأخيرة.
وتتشابك القضية بشكل كبير مع الشأن السياسي، إذ تسعى فصائل سياسية عراقية متحالفة مع إيران بشكل أساسي إلى إظهار أنها تطرد مرة أخرى المحتل السابق للبلاد، بينما يريد مسؤولون أميركيون تجنب منح إيران وحلفائها الفوز.
وغزت قوات تقودها الولايات المتحدة العراق في 2003، وأطاحت بالرئيس السابق صدام حسين ثم انسحبت في 2011، لتعود في 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية على رأس تحالف.