قبو "نهاية العالم" يتلقى رقمًا قياسيًا من البذور

القبو ليس مفتوحاً للجمهور، ويخضع لقيود مشددة، وله خمسة أبواب بأقفال مشفرة على أي شخص أن يمر بها.
الخميس 2024/02/29
بنك الجينات العالمي لحماية النباتات

لندن - قال أحد القائمين على قبو متجمد في القطب الشمالي بُنى للحفاظ على المحاصيل الزراعية العالمية من الانقراض إن المنشأة النائية تلقت بذورا الثلاثاء من أكبر عدد من المساهمين الجدد حتى الآن.

وافتُتح قبو سفالبارد العالمي للبذور، الموجود في كهوف دائمة التجمد على جزيرة في منتصف الطريق بين البر الرئيسي لأوروبا والقطب الشمالي، في عام 2008 باعتباره النسخة الاحتياطية النهائية لبنك الجينات العالمي لحماية النباتات من الحروب والأمراض وتغير المناخ.

ويتلقى القبو عينات من أنحاء العالم ولعب دورا أساسيا في الفترة بين 2015 و2019 في إعادة بناء مجموعات البذور التي تضررت خلال الحرب في سوريا. وحمل المودعون أمس الثلاثاء صناديق البذور إلى مدخل القبو، وهو عبارة عن مبنى طويل وضيق يبرز من التلال المغطاة بالثلوج.

وشارك 23 بنكا للبذور، تسعة منهم للمرة الأولى، وهو أكبر عدد من المودعين الجدد الذين تم تقديمهم في مناسبة واحدة، وفقا لكروب تراست، وهي منظمة غير ربحية تدير المنشأة مع السلطات النرويجية.

وقالت منظمة كروب تراست إن من بين المودعين لأول مرة بنوك البذور في البوسنة والهرسك والكاميرون وإندونيسيا وقازاخستان وكينيا ومدغشقر ونيجيريا وزامبيا. وأضافت أن الصناديق التي وصلت أمس الثلاثاء تحتوي على محاصيل منها الفول والشعير واللوبياء والذرة الصفراء والأرز والذرة الرفيعة.

وقال ستيفان شميتز المدير التنفيذي لمنظمة كروب تراست “الحفاظ على التنوع الجيني محصنا في القطب الشمالي يضمن القدرة على التكيف والمرونة في محاصيلنا، ما يضمن الأمن الغذائي للأجيال القادمة”.

pp

وقالت المنظمة إن العديد من الودائع التي قُدمت أمس الثلاثاء كانت نتيجة لمشروع عالمي للتنوع البيولوجي مدته 10 أعوام يُعرف باسم بولد يهدف إلى تعزيز الغذاء العالمي والأمن الغذائي.

وقال وزير الزراعة والغذاء النرويجي إن مع الإيداعات الأخيرة، فإن 111 بنك بذور و77 دولة لديها احتياطي من نباتاتها في سفالبارد.

وتبلغ درجة حرارة الغرف، التي تُفتح ثلاث مرات في العام للحد من تعرض البذور للعالم الخارجي، حوالي -18 درجة مئوية.

ويقع قبو سفالبارد العالمي للبذور على عمق 122 متراً تقريباً داخل جبل في جزيرة نائية بين النرويج والقطب الشمالي، فيما يضم ما يربو عن 1.1 مليون نوع من البذور من كل بلاد العالم تقريباً، بعد أن استطاع علماء تحويله من “قبو نهاية العالم” إلى المكان الذي سيحمي المستقبل.

وعرف المشرف على قبو البذور أسموند أسدال المكان بالقول “هذا القبو ليس مخصصاً للمستقبل البعيد بعد أن ينتهي العالم، بل هو جزء حيوي من بنك الجينات العالمي”.

وهذا القبو ليس مفتوحاً للجمهور، ويخضع لقيود مشددة، وله خمسة أبواب بأقفال مشفرة على أي شخص أن يمر بها قبل الدخول إلى القبو.

يذكر أن سطح المبنى وجزءا من واجهته عبارة عن عمل فني يحمل تراكيب ضوئية من تنفيذ الفنان ديفيك سان، إذ أن القانون النرويجي يلزم جميع المباني الحكومية بإضافة عمل فني إليها.

18