"قباطروس" أستوديو تصميم بالورق في الأردن

منتجات هندسية مستوحاة من فن الأوريغامي.
الأربعاء 2021/12/29
أنامل وخيال إبداعي

اعتاد مصممو الديكور الاعتماد على مواد ضارة بالبيئة في صناعة الديكورات للمحلات التجارية والمطاعم، لكن الشابة رنيم قبيطري وظفت عشقها لفن الأوريغامي ودراستها للتصميم الداخلي في ابتكار زخارف ومنتجات هندسية ووحدات إضاءة وأسقف بطي الورق.

عمان - تصنع رنيم قبيطري أشكالا وتكوينات بديعة باستخدام فن طي الورق المعروف باسم  الأوريغامي مع فريقها المؤلف من عضوين في أستوديو “قباطروس” الخاص بها في العاصمة الأردنية عمان.

وتعلمت مبادئ هذا الفن في سوريا باعتمادها على البحث والممارسة، ومن ثم انتقلت إلى الأردن وطورت احترافها فن طي الورق أثناء دراستها التصميم الداخلي في الجامعة، حيث تعلمت على يد صديقتها صناعة المزيد من الأشكال الورقية.

وعرّفت رنيم الأوريغامي بأنه فن طي الورق الذي يهدف إلى تحويل الورق التقليدي المسطح من خلال تقنيات الطي إلى أجسام ثلاثية الأبعاد لها شكل محدد وعادة ما تشبه كائنا ما أو حالة عامة.

وقالت المتخصصة في التصميم الداخلي وفنونه “كثيراً ما ينظر إلى الأوريغامي على أنه فن يقتصر على التعامل مع الورق، لكن كل شيء تقريبا قابل للطي”.

في أستوديو “قباطروس” للتصميم تتم صناعة منتجات هندسية، مستوحاة من الأوريغامي، ووحدات إضاءة، كما يحرص فريق الأستوديو على تطوير التصاميم الداخلية باستخدام تقنيات هذا الفن، من خلال تصميمات الجدران والأسقف، ووحدات العرض وواجهات المحلات التجارية، بالإضافة إلى تشكيل مجموعة كبيرة من المواد الورقية المستخدمة كهدية للمناسبات المختلفة، بحسب العضو في الأستوديو قدر فياض.

وتنتج رنيم وفريقها زخارف ورقية فريدة من نوعها وتقدمها إلى الزبائن وأصحاب المتاجر الراغبين فيها، وتُولي مسألة حماية البيئة أهمية قصوى.

وتحسب هذه الفنانة بدقة كمية الورق التي تستخدمها في كل مشروع تنفذه كي يتسنى لها التبرع بالمال لزراعة عدد من الأشجار يساوي تماما كمية الورق التي تستخدمها.

وتأمل في أن تخفف هذه المساهمة من أي أثر سلبي على البيئة قد يترتب على فنها المعتمد على الورق المصنوع من خشب الأشجار.

كما ترغب رنيم (32 عاما) في أن يعتمد الأردنيون وكل العرب على الورق أكثر من اعتمادهم على البلاستيك الذي تقول إنه أشد ضررا بالبيئة وأشد صعوبة في إعادة التدوير.

وتضيف “الديكورات الورقية تعيش كثيرا، حيث تتم معالجة الأوراق ودهنها ورشها بمواد تحميها من التلف، كما أنها قابلة للتنظيف بواسطة قطعة قماش جافة أو مبللة، ونحن قادرون على إعادة تدويرها بشكل غير ضار بالبيئة، خاصة وأن إعادة تدوير البلاستيك يكون ضارا بالبيئة”.

وتوضح رنيم، وهي تنجز عملا فنيا صغيرا يحتوي على رسالة توضح كيفية التعامل معه، أن هذا المنتج شيء له خصوصية بالنسبة إليها.

وأثناء تجهيز واجهة عرض لزبون تضع المصممة تركيبات ورقية ضخمة على هيئة طيور البطريق وتزين شجرة عيد الميلاد بزخارف دقيقة جميعها من الورق.

وتقول إن جهودها لزيادة الوعي بالقضايا البيئية تؤتي ثمارها ببطء ولكنها تمضي بخطى وثيقة.

وتوضح قائلة “أولا أنا أسوّق للفن نفسه بحد ذاته، وفي نفس الوقت بهذه الطريقة أجعل الناس يفكرون في البيئة”.

وتضيف “الناس بدأوا يَعُون أن المواد التي نستخدمها في ديكوراتنا لا بد أن تكون صديقة للبيئة ونستطيع أن نتعامل معها أو نعيدها إلى الطبيعة من جديد”.

يذكر أن رنيم قامت بتزيين مكان زفافها واستخدمت الورق في صنع مئات الأشكال من الورود والطيور، وغيرها من الأشكال التي ملأت قاعة الحفل، كما صنعت بطاقات الدعوة بنفسها أيضاً من الورق الذي تستخدمه في عملها، وتقول “أردت رؤية نتائج مهنتي وجمالياتها في أهم أيام حياتي”.

ولأن المدعوين انبهروا بالديكورات وانشغلوا بالتقاط صور السيلفي قررت الاهتمام بديكور حفلات الزفاف وتطويره، ولاحظت من خلال تجاربها في حفلات أعراس أخرى إقبال الناس على الديكور الورقي بشكل ملحوظ.

وتحلم رنيم بصناعة الأثاث القابل للطي من الورق، وهي الآن تفكر في حل مشكلة إمكانية التصنيع من خلال توفير مواد تكنيك خاصة لتطبيق أفكارها.

20