قاعات السينما التونسية تستعين بالرعب لاستعادة جمهورها

افتتحت تونس مهرجان "أفلام الرعب" في أول دوراته بأحدث الأفلام أميركية في إطار تشجيع الشباب على ارتياد قاعات السينما التونسية والإقبال على مشاهدة الأفلام التي تعرضها.
الأحد 2017/09/17
برنامج حافل بالإثارة

تونس - انطلقت بتونس فعاليات الدورة الأولى لمهرجان "فيلم الرعب"، والتي تمتدّ من الـ15 من سبتمبر الحالي إلى غاية الـ20 منه، وافتتحت التظاهرة الفنية في قاعة سينما البالاص وسط العاصمة تونس.

واستهل مهرجان “فيلم الرعب” بعرض الفيلم الأميركي “الأم” للمخرج دارن آروتوفسكي، وهو من بطولة الثنائي جينفر لورنس وخافيير برادم.

وقال الأسعد القوبنطيني صاحب قاعة سينما البالاص، وهو منظم التظاهرة، إن “فكرة إحداث هذا المهرجان جاءت عقب رصد نسبة الإقبال الكبير للجمهور وخاصة من الفئة الشبابية على هذا النوع من الأفلام”.

وأضاف أنه “في ظل الركود الذي تعيشه قاعات السينما في تونس فإنه من الجيّد أن يخلق أصحاب هذه القاعات أفكارا لتشجيع الجمهور على ارتيادها والإقبال على مشاهدة الأفلام”.

وتابع أنه طيلة المهرجان، سيتم عرض 10 أفلام أميركية، بينها “ذي كونجورينغ 2” و”أنابيل” في جزأيه الأول والثاني، وفيلم “ويجا 2”، و”ذي رينغ”، وغيرها من أفلام الرعب الشهيرة والحديثة.

ووفق القوبنطيني، فإن الدورة المقبلة للمهرجان ستشهد عرض أفلام رعب تركية لما تحمله من جودة كبيرة على مستوى الصورة والصوت والمضمون والكمّ.

وأشار أنّه “متفائل بشأن مستقبل قاعات السينما في تونس بعد الحضور الكبير للجمهور، الذي شهدته القاعة يوم الافتتاح خلال هذه التظاهرة”.

وحظي عرض الافتتاح بمتابعة جمهور عريض من عشاق السينما في تونس وعدد من المثقفين في البلاد.

وأظهر الإقبال الجماهيري الغفير للعروض الأولى للمهرجان أن هذه المبادرة يمكن أن تحقق نجاحا كبيرا.

أما عرض الاختتام فمن المقرر أن يكون لفيلم “إيت” للمخرج ندي موشياتي، علما وأن الفيلم الجديد تصدّر إيرادات السينما في أميركا الشمالية لهذا الأسبوع، محققا 117.2 مليون دولار، ما يجعله أكثر أفلام الرعب تحقيقا للأرباح في أسبوعها الأوّل على الإطلاق.

وتدور أحداث هذا العمل الضخم الذي يؤدي بطولته بيل سكارسغارد وجيدين ليبرهير في مدينة ديري حيث الأطفال المحليون يختفون واحدا تلو الآخر تاركين خلفهم أجسادا ممزقة أو أشلاء.

ويأتي عرض فيلم الافتتاح بالتزامن مع عرضه الأوّل في الولايات المتحدة الأميركية.

وعرض فيلم الأم لأول مرة في الـ5 من سبتمبر الجاري، ضمن فعاليات مهرجان الأفلام بالبندقية في إيطاليا.

ويروي الفيلم قصة امرأة حامل تجسّد شخصيتها جنيفر لاورنس، تعيش برفقة زوجها (جافيي باردام) حياة هادئة في منزل بمنطقة زراعية معزولة بانتظار ولادة طفلهما الأول. إلا أنّ حياتهما انقلبت رأسا على عقب إثر قدوم زوجين غريبي الأطوار احتلاّ المنزل وغيّرا طريقة حياتهما، حتى أن صاحبة المنزل أصبحت ترى أشباحا وصورا دموية، قبل أن تتبدّل حياتها في نهاية الفيلم بإنجابها طفلا.

وتتضمن بعض المشاهد الأكثر إثارة اشتعال النيران في جسد لورانس وانجراف قلب بشري في مياه المرحاض.

وأثار الفيلم ردود فعل حادة تجاه أحداثه، حيث قوبل باستهجان وهتافات مع بدء عرضه الأسبوع الماضي. وتسبب في انقسام النقاد إلى معسكرين أحدهما لمحبّي الفيلم والآخر لكارهيه.

وعقب العرض العالمي الأول للفيلم بمهرجان البندقية السينمائي، قالت لورانس، التي سبق لها الحصول على جائزة أوسكار، للصحافيين لدى طرح الفيلم في لندن “الناس ما بين محبّ وكاره له وأعتقد أن هذا لطيف جدا.. وكأن أحدا لم يخرج منه مترددا في رأيه. وأنا أحب ذلك”.

ووصف أوين جليبرمان الناقد السينمائي بمجلة فاريتي الفيلم بأنه “كابوس باروكي لا يعبّر عن شيء إلا نفسه”، في إشارة إلى أسلوب الفن الباروكي الذي يتّسم بالغرابة.

أما ديفيد إدلستين الناقد السينمائي بمجلة نيويورك ماغازين فقد وصفه بأنه “عظيم وفيه مبالغة في تفخيم الذات” في نفس الوقت.

وأعطى بيتر برادشو الناقد السينمائي بصحيفة الغارديان البريطانية الفيلم خمس نجوم، مضيفا “كفيلم رعب فإنه سخيف. أما كفيلم كوميدي فإنه مذهل ومرح. وكآلة تخرجك عن المألوف فإنه عجيب”.

24