قائد سلاح البحرية الأسبق: صفقات الأسلحة رسائل للدول المعادية لمصر

تبذل الحكومة المصرية جهودا كبيرة لتأمين حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وفي هذا الغرض تسلمت القوات البحرية المصرية، الأسبوع الماضي، زورقين سريعين أميركيين وفرقاطة فرنسية من نوع “فريم”، لتعزيز الإجراءات الأمنية للخروج بهذا المشروع العملاق إلى النور.
وتحدّث الفريق أشرف رفعت قائد القوات البحرية المصرية الأسبق، لـ”العرب” عن هذه الاستعدادات، مؤكّدا أن الفرقاطة “فريم” التي دخلت الخدمة في القوات البحرية المصرية، الأسبوع الماضي، تعتبر من أقوى القطع البحرية السطحية في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن عملية تأمين المجرى المائي لقناة السويس سوف تدخل معها وحدات قتالية متطورة، منها الفرقاطة “فريم” وزوارق بحرية أميركية متقدمة بما يشكّل ضربات استباقية للتهديدات الإرهابية المحتملة، في احتفالية قناة السويس المتوقعة في أغسطس المقبل.
وتابع الفريق رفعت أن مصر تسلمت وبشكل رسمي الفرقاطة الفرنسية متعددة المهام، من طراز “فريم”، بعد احتفال أقيم في مدينة لوريو الفرنسية لتسليمها، في إطار صفقة عقدتها مصر في فبراير الماضي، لتسلم 24 طائرة رافال وفرقاطة، مشيرا إلى أن الفرقاطة تعد قطعة بحرية مضادة للغواصات والسفن والطائرات، وتضم مهبطا للمروحيات وصواريخ أرض جو، وأخرى مضادة للسفن، إضافة إلى 19 طوربيدا وأربعة رشاشات.
|
وحول مميزات الفرقاطة قال قائد القوات البحرية الأسبق، إن طولها يبلغ 142 مترا، وتزن 6 آلاف طن، وتم تسليمها رسميا إلى وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي، في حضور نظيره الفرنسي جان آيف لودريا، في مقر شركة بناء السفن في لوريو بفرنسا.
حماية الحدود البحرية
شدد الفريق أشرف رفعت على أن السبب الرئيسي في امتلاك الفرقاطة يتمثل في حماية الحدود البحرية لمصر، خاصة بعد تنامي التهديدات الإرهابية، كما أن الفرقاطة “فريم” هي مشروع مشترك بين فرنسا وإيطاليا، ومن الجيل الجديد من الفرقاطات الفرنسية متعددة المهام والقادرة على القيام بمهام ساحلية وبحرية، ومحاربة القرصنة وعمليات السيطرة البحرية، نظرا لما تمتلكه من منظومات شاملة لإدارة المهام القتالية ذات مصادر التهديد المتعددة، بما في ذلك المهام القتالية المضادة للغواصات.
وأوضح الفريق رفعت أن البحرية المصرية تعاقدت على 6 فرقاطات من هذا النوع، والثمن المقدر للفرقاطة الواحدة يبلغ نحو مليار يورو، يما يعنى أن مصر متعاقدة على صفقة تسليح بحرية بقيمة 6 مليار يورو.
وحول مميزات الفرقاطة، كشف الفريق رفعت أنها تتمتع باستقلالية كبيرة في قطع المسافات، فضلا عن كونها متعددة المهام، حيث يمكنها قتال الغواصات والقطع أسفل مياه البحر، كما يمكنها قتال السفن والقطع على السطح.
وتعد الفرقاطة أقوى قطعة بحرية في الشرق الأوسط، وتتولى حماية حركة الملاحة في البحر الأحمر، بدءا من مضيق باب المندب وحتى قناة السويس.
وأعلن أن هذه الفرقاطة ستبحر من المياه الفرنسية إلى المياه المصرية منتصف الشهر المقبل، وستدخل المياه الإقليمية التابعة لمصر بعد خمسة أيام فقط، وسيتم إرجاء العمل بها لحين الانتهاء من استعداد الدولة لافتتاح قناة السويس، المقرر أن يتم في 6 أغسطس المقبل، بما يبعث برسالة أن مصر قادرة على تأمين حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
|
حول جدوى تواجد الفرقاطة لتأمين المجرى المائي لقناة السويس، قال الفريق أشرف رفعت إنها ستعمل على صد كل الاعتداءات التي يمكن أن تواجه القناة الجديدة أولا، والأهم أنها تبعث بالعديد من الرسائل لدول المنطقة المعادية لمصر، والتي ترغب في إفشال مشروع قناة السويس الجديدة، وهي تؤكد أن مصر قادرة على حماية أراضيها ومياها ومشاريعها القومية والاستثمارات الدولية.
وأشار قائد القوات البحرية الأسبق أنه خلال الفترة الماضية، كانت هناك بعثات مصرية من البحرية المصرية في فرنسا للتدريب على استخدام الفرقاطة والتدريب الجيد على كل تقنياتها.
تنويع المصادر
بشأن تعاون مصر مع فرنسا في مجال التسلح، أكد الفريق رفعت أن القوات المسلحة المصرية لديها إستراتيجية في التسليح، وهي ألا تعتمد على دولة واحدة كمصدر للسلاح، بل تقوم بشراء أسلحتها من كل المعسكرات الشرقية والغربية والأوروبية، وذلك لتعزيز أسطول التسليح، منوها إلى أن عقيدة القوات المسلحة الحفاظ على مصر أرضا وشعبا تحت أي ظرف، ورغم كل التهديدات والمعوقات والمخاطر.
وقال الفريق أشرف رفعت إن القوات البحرية المصرية حصلت على أحدث صائدات الألغام وعلى المدمرات طراز نوكس والفرقاطات طراز بيري المزودة بأحدث الأسلحة والمعدات الفنية في البحريات المتقدمة وعلى أحدث لنشات للمسح الهيدروجرافي، كذلك اللنشات السريعة للدفاع الساحلي، وتمّ تطوير الغواصات المصرية بتزويدها بصواريخ حديثة وتطوير المنظومات القتالية بها، بالإضافة إلى استلام القوات البحرية لنشات الصواريخ ألمانية الصنع، وروسية الصنع، كما أن التحديث المستمر في ورش الصيانة والإصلاح بكل ما هو جديد ساعد علي المحافظة علي الحالة الفنية للوحدات البحرية.
وتمتلك القوات البحرية وحدات قادرة علي النقل والإمداد لتلبية مطالب القوات البحرية بصورة عملياتية، والمعاونة في أعمال الاستغاثة والمهام الإنسانية الأخرى لقطاعات الدولة أو الدول الصديقة.
وأضاف أن هناك وحدات بحرية مصرية حديثة مزودة بأحدث تكنولوجيا العصر في المجال البحري ستكون إضافة قوية للقوات البحرية لتحقيق مهامها بكفاءة في حماية الشواطئ المصرية الممتدة على البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، وحماية المصالح والأهداف الحيوية والاقتصادية داخل المياه المصرية الإقليمية، وتأمين الموانئ وخطوط المواصلات البحرية.
وأشار إلى أن هناك مستجدات على مهام القوات البحرية، مثل عمليات الإرهاب البحري والقرصنة، وهناك خطة متكاملة ضد هذه الأخطار التي تهدد السفن وأرواح الطاقم.
وشدد على أن تنوع مصادر الحصول على السلاح سياسة إستراتيجية للقوات البحرية المصرية، حيث تحصل مصر على وحدات بحرية من كل من الولايات المتحدة الأميركية وإنكلترا وأسبانيا والصين وفرنسا، واستطاعت القوات البحرية أن تصنع من ذلك منظومة متكاملة قادرة على العمل جنبا إلى جنب مع السلاح الروسي.