فيلم لرشيد مشهراوي بكاميرا هاتف

باريس - أصبح المخرج السينمائي الفلسطيني رشيد مشهراوي عندما اجتاح فايروس كورونا العالم حبيس باريس لعدة أشهر صنع خلالها فيلما وثائقيا يفيض بالإنسانية والذكريات عن وطنه.
ينطلق “يوميات شارع جبريئيل” من بداية فرض حظر التجول في باريس حيث كان مشهراوي يستعد لتصوير فيلمه الروائي التالي، لكن الظروف الجديدة أبقته رهين شقته وحيدا فلم يجد سوى كاميرا هاتفه المحمول التي استغلها في توثيق ورصد القلق والملل ثم التكيف مع الأمر الواقع.
وعلى مدى 62 دقيقة يقدم مشهراوي للمشاهد شركاءه في العزل وهم جيرانه في الشارع الذين ينتمون إلى ثقافات ودول مختلفة، فهناك الجار الذي جاء من المغرب للبحث عن عمل، وجار آخر من اليونان يعيش مع صديقته الإسبانية، وجار آخر من رومانيا، وجميعهم تطورت شخصياتهم وتغيرت حياتهم خلال أشهر قليلة.
وبمرور الوقت تنتقل أحداث الفيلم من حيز ضيق في باحة المنزل التي يلتقي فيها السكان يوميا إلى فضاء أرحب يمتد من الشارع إلى الحي إلى شوارع باريس لاحقا عندما تخفف السلطات قيود العزل.
لكن يبقى الشجن هو الشعور المهيمن على الفيلم والمتدفق عبر سرد ذاتي، فالعزل المنزلي استدعى من مشهراوي ذكريات حظر التجول في فلسطين حتى وإن كانت المقارنة ظالمة وفق ما وصفها في جملة ساخرة “حظر تجول باريس خمس نجوم مقارنة بحظر التجول في فلسطين”.
ولاحقا يبدأ تطبيق نظام للتجول بالشوارع وهو أيضا ما يستدعي من ذاكرة مشهراوي معاناة أخرى للفلسطينيين مع تصاريح المرور عبر الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش.
أما فرض استخدام الكمامات فربطه مشهراوي أيضا بالكوفية الفلسطينية التي يستخدمها أبناء بلده في أمرين، الأول للوقاية من قنابل الغاز المسيل للدموع والثاني لإخفاء هويتهم تجنبا للاعتقال لاحقا.
وفي مناقشة مع المخرج رشيد مشهراوي بعد العرض العالمي الأول للفيلم الجمعة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قال إنه لم يملك سيناريو محددا في البداية لأنه لم يكن يعلم القادم، لكنه سار وراء الأحداث وبالتالي صنع الفيلم نفسه بنفسه.
وعن التصوير بكاميرا الهاتف المحمول قال مشهراوي إنه من قام بالتصوير والإخراج والمونتاج وكان استخدام الهاتف المحمول اختياره لأنه عندما بدأ الفيلم لم يكن يملك سوى هذه الكاميرا، وعندما سمحت الظروف بكاميرا أخرى فضل هو مواصلة العمل بنفس الكاميرا.