فيلمان عربيان يعتليان منصات التتويج في كان السينمائي

كان (فرنسا) - أعلن مهرجان كان السينمائي عن بعض جوائز دورته السابعة والسبعين التي أسدل ستارها السبت، ليكشف عن حضور بارز للأفلام العربية، حيث حصل الفيلم السعودي "نورة" للمخرج توفيق الزايدي على تنويه خاص خلال توزيع جوائز "نظرة ما"، وحاز الوثائقي المصري "رفعت عيني للسما" للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير على جائزة “العين الذهبية” لأفضل فيلم تسجيلي.
ورغم أن الجائزة الكبرى لمهرجان كان خلت من الأفلام العربية، إلا أن بقية مسابقات فعاليات الدورة السابعة والسبعين شكلت فرصة لصعود بعض الأعمال العربية على منصات التتويج. وأعربت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي عبر حسابها على إنستغرام عن فخرها بدورها في دعم كلا الفيلمين من خلال صندوق البحر الأحمر. وسجل “نورة” المشاركة الرسمية الأولى للسينما السعودية في كان، حيث تم اختياره ضمن قائمة الأفلام المشاركة في مسابقة “نظرة ما” ثاني مسابقات المهرجان السينمائي الدولي أهمية.
وتدور أحداث الفيلم بين “نادر” الفنان الذي تخلى عن الرسم وانتقل لتعليم أطفال قرية في غرب السعودية، وبين “نورة” التي تعيش مع شقيقها الصغير “نايف” حياة مستقلة بعد أن تُوفي والداهما في حادث سير عندما كانت صغيرة، وتتناول أحداث الفيلم علاقة اكتشاف فني بين “نادر” و”نورة”. في حين أصبح “رفعت عيني للسما” أول فيلم مصري يحصد جائزة “العين الذهبية” لأفضل فيلم تسجيلي في كان.
وعُرض الفيلم ضمن أسبوع النقاد، ويتتبّع مجموعة مراهقات في منطقة ريفية قبطية بجنوب مصر على مدى أربع سنوات، خلال تدريباتهنّ على العروض المسرحية، عارضا للقرارات الصعبة التي يتعين عليهنّ اتخاذها لتحديد مسارهنّ. ووصف القائمون على الجائزة العمل المصري بأنه “فيلم بسيط ومشرق في الوقت نفسه، ويسمح لنا أن نرى في تعقيده المعركة التي تقودها الفتيات لصون حريتهنّ والاضطراب الذي تُسببه هذه المعركة من حولهن”.
وقالت المخرجة المشاركة في هذا الوثائقي ندى رياض لوكالة فرانس برس إن الفيلم يحمل طابعا “نسويا متعمدا بكل تفاصيله، لكنني أعتقد أنه أُملي أيضا بما كانت تفعله هذه المجموعة الملهمة من النساء بالفعل”. وأشارت رياض إلى أنها وشريكها في الإخراج أيمن الأمير باشرا الإعداد للفيلم الوثائقي بعدما تعرّفا على الفرقة لأول مرة في عام 2017.
وأوضح أيمن الأمير من جانبه أن التحدي الرئيسي تمثل في توليف 100 ساعة من اللقطات لسرد قصة الفتيات المراهقات خلال انتقالهنّ إلى مرحلة سنّ الرشد، ونقل جانب نادرا ما يُرى من مصر. وهنأت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني فريق العمل، قائلة وفق بيان نشرته وزارة الثقافة عبر صفحتها على فيسبوك إن هذا الفوز إنجاز هام للسينما المصرية، ويعكس موهبة المخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، وقدرتهما على تقديم عمل فني إبداعي يتناول قضايا إنسانية هامة بطريقة مؤثرة.
وشددت الوزيرة المصرية على أن هذا الفوز يعزز مكانة مصر على خارطة السينما العالمية، ويؤكد قدرة السينما المصرية على المنافسة بقوة في المحافل الدولية. وحصل الفيلم المصري على الجائزة مناصفة مع فيلم "إرنست كول، لوست أند فوند" للمخرج راؤول بيك من هايتي والذي يتتبع مسيرة المصور الجنوب أفريقي إرنست كول.
واهتمّ المخرج الهايتي بالمصور إرنست الذي وثّق أهوال الفصل العنصري، ما اضطره للعيش في المنفى في الولايات المتحدة وأوروبا. وقد توفي كول في سن 49 عاما، بعد ثمانية أيام من إطلاق سراح نيلسون مانديلا. وأكدت لجنة تحكيم جائزة “العين الذهبية”، التي تكافئ الأفلام الوثائقية كل عام في مهرجان كان، أن “هذا المصير المأساوي والطريقة التي رواها لنا من خلال الصور وكلماته الخاصة، صدمتنا”.
وأُطلقت جائزة العين الذهبية في عام 2015، وهي مرفقة بمكافأة مالية قدرها 5000 يورو. وتُوج “رفعت عيني للسما” و”إرنست كول، لوست أند فوند” من جانب لجنة تحكيم هذه الفئة الفرعية برئاسة المخرج الفرنسي نيكولا فيليبر، قبل 24 ساعة من إعلان الفائزين بالسعفة الذهبية وسائر جوائز المهرجان.
وتتوفر أمام لجنة تحكيم الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي الذي اختتم مساء السبت مروحة واسعة من الاحتمالات في ما يتعلق بمنح جائزة السعفة الذهبية، إذ طبعتها من جهة مشاركة مخرج إيراني غادر بلده سرا، وبرز فيها من جهة أخرى حضور نسائي قوي، إضافة إلى عودة عدد من عمالقة هوليوود إلى الساحة.