"فوغ" تلم شمل عالم الموضة في باريس

اعتادت باريس على استقبال صناع الأزياء لكن هذا الحدث قد يخطف الأضواء شهرا على انطلاق الألعاب الأولمبية خاصة وأن القائمين على تنظيم الحدث حرصوا على الاحتفال بروائع الموضة الفرنسية في حفل استعراضي.
باريس - أقامت مجلة “فوغ” في باريس مساء الأحد أمسية ضخمة بعنوان “فوغ وورلد”، جمعت فيها البعض من أشهر النجوم في عالم الموضة قبل شهر على انطلاق الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية، في حدث سعى القائمون عليه للاحتفال بـ”روائع الموضة الفرنسية”.
وقالت منظمة الحدث آنا وينتور قبل العرض “نحن هنا للاحتفال بروائع الموضة الفرنسية. أنا ممتنة للغاية لدعم الجميع هنا في فرنسا وعالم الموضة ورئيسة البلدية”.
ولفتت وينتور، وهي من أشهر الأسماء في صحافة الموضة، رافعة نظارتها الداكنة نحو عمود ساحة فاندوم، بزيها متعدد الألوان، إلى أنها سعيدة “لأن السماء لم تكن تمطر” في الساحة، التي حُجزت بالكامل لهذه المناسبة.
وفي خضم الحركة التي لا تهدأ قبل شهر على انطلاق أولمبياد 2024، هتفت آن هيدالغو رئيسة بلدية باريس، التي تدعم هذا المشروع الطموح، بحماسة باللغة الإنجليزية “لقد فعلنا ذلك!”.
وأوضحت آن هيدالغو أن “التحدي كان يتمثل في تكريم الدُور الكبيرة وتخصيص هذه الأمسية لجميع المبدعين مع حدث استعراضي”.
أمام فندق ريتز الفاخر في باريس، الذي تزوره آنا وينتور بانتظام، بدت الأجواء وكأنها لمّ شمل لأسماء بارزة في عالم الموضة.
على السجادة الزرقاء، في صورة نادرة، تقاطعت أكبر الأسماء في عالم الموضة قبل العرض، بما في ذلك سيمون بورت جاكموس وماريا غراتسيا كيوري وأوليفييه روستينغ، وأيضا جون غاليانو في إحدى إطلالاته القليلة.
ومن بين النجوم الذين أخذوا مقاعدهم على الكراسي الزرقاء والذهبية الـ800 التي انتشرت في المكان، جاريد ليتو، وديان كروغر، وأليكسا تشونغ، وإيفا لونغوريا، والمؤثرة لينا سيتوايشنز.
وتحت سماء وردية شبيهة بأجواء إعلانات العطور، يبرز العمود الأخضر وسط ساحة فاندوم، “الأرض المقدسة” للموضة والرفاهية، بحسب مجلة “فوغ” المنظمة للحدث.
فجأة، ظهرت المغنية آية ناكامورا، بفستان بني ضيق مكشكش من أحدث مجموعة أزياء جان بول غوتييه، برفقة فرقة من النوادل الباريسيين الذين ارتدوا المعاطف الخاصة بمهنتهم وحملوا الصواني.
وأشعلت نجمة موسيقى “آر.أن.بي” الأجواء في الساحة الواقعة في وسط باريس، مع أوركسترا سيمفونية، بأغنيتها “فلاي”.
وأقيم العرض الذي جعل جزءا من الحاضرين في الصف الأول يبكي، في سياق من الضبابية السياسية في فرنسا، وشكّل ما يشبه الردّ على الجدل الذي أطلقه اليمين المتطرف بشأن هذه المغنية الفرنسية المالية حول أدائها المحتمل خلال حفلة افتتاح أولمبياد باريس في السادس والعشرين من يوليو.
لمدة ساعة تقريبا، استمر مرور ما يقرب من 500 عارض وراقص ورياضي في الساحة الباريسية وفق خطوات منسقة بدقة، وتحركوا في كل الاتجاهات ليرسموا لوحة مكونة من عشرة أجزاء، تعكس عشرة عقود من “الموضة والرياضة”.
وللتذكير بثلاثينات القرن العشرين، كان راكبو دراجات من المنتخب الوطني الفرنسي يدورون، بموازاة عرض فساتين من دار شانيل، ثلاثة منها عبارة عن نسخ جديدة لقطع من مجموعة غابرييل شانيل لعام 1924، والتي كانت لها بالفعل تكملة في ذاك العام في فندق ريتز.
وعن خمسينات القرن العشرين، جرت الاستعانة بخيول عليها أزياء من دار إيرميس، أمام رئيسة دار ديور دلفين أرنو، تكريما للأزياء التي حملت توقيع هذه الدار العريقة، فيما كانت المبارزة بالشيش هي العنوان للعرض المخصص للستينات وسنوات باكو رابان، والتسعينات مع تذكير بما حملته من أجواء حماسية خلال كأس العالم التي فازت بها فرنسا سنة 1998، مع الرياضيين جبريل سيسي وبليز ماتويدي وإيمانويل بوتي الذين تحوّلوا إلى عارضي أزياء خلال الأمسية، والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين مع بطلتي كرة المضرب الشقيقتين سيرينا وفينوس ويليامز اللتين شاركتا أيضا في العرض.
وانتهى العرض بوصول ماري جوزيه بيرك بفستان ضخم مع ذيل ثلاثي الألوان. وقد رقصت هذه البطلة الفرنسية الأولمبية في ألعاب القوى، والتي حملت أخيرا الشعلة عبر المحيط الأطلسي، بمحيط عمود ساحة فاندوم.
وتعهد القائمون على “فوغ وورلد” بتقديم تبرع كبير من عائدات الحدث، ودفع مليون يورو إلى هيئة الإغاثة الشعبية الفرنسية. وأقيم الحدث الذي يمكن تشبيهه بنسخة نقالة من حفلة “ميت غالا”، لأول مرة في عام 2022 في نيويورك ثم في عام 2023 في لندن.