فنان يقلب منزله إلى متحف للجماجم والعظام

بروس ماهالسكي فنان نيوزيلندي يحول الجماجم والعظام إلى منحوتات معقدة ليصنع أعمالا فنية فريدة من نوعها.
السبت 2020/03/21
معرض لعشاق الاستطلاع

ويلينغتون – أراد الفنان النيوزيلندي بروس ماهالسكي، دائما العمل في متحف، وعندما لم يتحقق مبتغاه، قام هو بإقامة متحف.

وقال ماهالسكي “أعتقد أنه يتعين على كل شخص أن ينشئ متحفا في منزله.. كل ما يتعين عليك أن تفعله هو وضع بعض الملصقات على أشياء وفتح الباب أمام الناس”.

وكان “متحف الغموض الطبيعي”، الذي تحتضنه فيلته في مدينة دنيدن جنوب نيوزيلندا، معرضا لعشاق الاستطلاع، ويرجع ذلك إلى شغفه طيلة حياته بجمع مواد حيوانية وبيولوجية وعرقية.

ويمكن للأشخاص الذين لا يستطيعون التجول بشكل كاف في المتحف خلال الساعات التي يفتح فيها للجمهور، الإقامة طوال الليل في غرفة في المنطقة الخلفية منه.

وجرى الحصول على الجماجم والعظام في المتحف من أكثر من 300 نوع، وقام ماهالسكي بتحويل الكثير منها إلى منحوتات معقدة.

ويحصل الفنان النيوزيلندي على معظم المواد المستخدمة في الأعمال الفنية التي يبدعها من خلال رحلات يقوم بها لهذا الغرض، حيث قصد الشواطئ والغابات والمراعي. ويأتي البعض الآخر من حيوانات تعرضت للدهس، حيث تُترك الجيف على جانب الطريق.

ماهالسكي: الجماجم بديعة للغاية في خلقها
ماهالسكي: الجماجم بديعة للغاية في خلقها

وخاض الفنان، الحاصل على درجة علمية والذي يملك قدرة التعرف على معظم نوعية العظام من الوهلة الأولى، تجربة في فن نحت العظام في عام 2005، عندما صنع “مسدسا من العظم” لطرحه في معرض مناهض للحرب. كما غطى المدافع الرشاشة البلاستيكية الرخيصة بمئات من قطع عظام الحيوانات الصغيرة تعبيرا عن الاحتجاج على ألعاب الأطفال عن الحرب، وتصعيد ما يسمى بالحرب على الإرهاب.

وتخصص ماهالسكي، منذ ذلك الحين، في العمل بالعظام، ونظرا لأنه يستوحي أفكاره من المعروضات القديمة للعصر الفيكتوري، فهو يقوم بتنسيق عظام الحيوانات، وبينها الأرانب والبوسوم والدجاج والفقمات (عجل البحر) وزعانف الأسماك، لإنتاج مخلوقات مذهلة أو أسطح عظمية تركيبية.

ومن بين المعروضات البارزة في المتحف الذي يضم أربع غرف، فك دب كهفي منقرض، ولوحة قديمة رسمها قاتل نيوزيلندي شهير بمستشفى محلي للأمراض العقلية خلال حقبة العشرينات.

ويرى ماهالسكي الجماجم “جميلة ونقية للغاية”، قائلا “لا يمكنك إدخال تحسينات على جمجمة.. إن الجماجم بديعة للغاية في خلقها”، فبالنسبة له، ليست العظام رمزا للموت بل هي تذكير دائم بالحياة.

وترتبط الكثير من أعمال ماهالسكي بفكرة مفادها أن البشر جزء لا يتجزأ من عالم الطبيعة وليس لهم الحق في المطالبة بوضع خاص منفصل.

وقال ماهالسكي إنه لم يتلق سوى ردود أفعال جيدة حتى الآن، حيث لم يتحدث أحد عن أي أشباح من البشر أو الحيوانات.

24