فنان فلسطيني يحافظ على فن الأرابيسك في القدس

مقدسي يعيد إحياء أنماط الأرابيسك على الزجاج لمنعه من الاندثار.
الثلاثاء 2022/11/29
نقوش وخطوط عربية

تمتاز القدس بالزخارف العربية كبقية العواصم العربية في بيوتها وقصورها القديمة ومعالمها الدينية سواء في المساجد أو الكنائس، وللحفاظ على هوية العاصمة الفلسطينية العربية يسعى الفنان عزام أبوالسعود للإبقاء على فن الأرابيسك كنقوش وخطوط هوية.

القدس - من منزله مقر ورشته المطل على المسجد الأقصى يتطلع الفنان الفلسطيني عزام أبوالسعود إلى إعادة إحياء أنماط الأرابيسك على الزجاج التي كانت سائدة سابقا على النوافذ في مدينته القدس.

وقال أبوالسعود، الذي اكتسب هذه المهارة منذ صغره، إنه تعلم الحفر على الخشب من خاله والرسم على الزجاج من فنانين إيطاليين، مضيفا “رسالتي هي الإبقاء على هذا الفن ومنعه من الاندثار”.

ويهدف أبوالسعود، الذي يحارب ما يراه محاولة إسرائيلية لـ”تهويد” مدينة القدس محور الصراع في الشرق الأوسط، إلى الحفاظ على هويته العربية من خلال فنه.

ويجمع فن الزخارف العربية “الأرابيسك” ما بين الخشب المحفور والزجاج الملون والمعدن والرسومات الهندسية الجميلة لعمل لوحات تزين شبابيك المنازل والأماكن الدينية والمؤسسات.

وعلى مدى التاريخ استخدم هذا النوع من الفن لتزيين شبابيك المنازل والمؤسسات والأماكن الدينية بما فيها المساجد والكنائس بمدينة القدس.

ورغم أن هذا الفن تراجع على مدار السنين في المنازل المقدسية إلا أنه بقي في المساجد والكنائس التاريخية بالمدينة.

وقال أبوالسعود، “الخطوط العربية جزء من الزخارف التي تطورت على مر الزمن، فنعرف أنه في العهد الأموي لم يكن هناك تنقيط في اللغة فكانت الآيات تكتب دون نقط ومع تطور الخط العربي أصبح هناك الخط الزخرفي العربي وهو خط جميل، وتم هذا على مراحل، ففي العهد العباسي ظهر الخط الكوفي وخطوط أخرى وهذه الخطوط دمجت في خطوط الزخرفة وأصبحت جزءا من خط الزخرفة العربي”.

وأضاف، “البيوت في مدينة القدس كانت فيها شبابيك ملونة، وفي منازل الأثرياء كانت الشبابيك الملونة مكثفة ولكن القدس تعرضت لزلازل عدة عبر التاريخ وهو ما أدى إلى تهديم جزء كبير من الفنون الخارجية التي كانت تزين منازل القدس ومعظمها كان من الخشب المحفور والزجاج الملون”.

وتابع ، “مصلى قبة الصخرة بالمسجد الأقصى أعظم أثر موجود في العالم لفن الزخارف العربية وهو التعريف الصحيح لكلمة أرابيسك، فما نراه في قبة الصخرة من الخارج خصوصا في المداميك العليا وآيات القرآن هي ترميم عثماني، حيث تم استبدال الفسيفساء التالفة بالقيشاني الموجود حاليا”.

وما زالت العديد من المساجد والكنائس بالقدس الشرقية تستخدم هذا الفن في تزيين شبابيكها معتمدة على انعكاس أشعة الشمس لإضفاء جمالية كبيرة عليها.

وثمة بعض المنازل في المدينة التي ما زالت تحتفظ بهذا النوع من الفن منذ سنوات طويلة.

ولكن المشربيات، وهي تصميم خشبي كان يزين شرفات العديد من المنازل بما في ذلك بالبلدة القديمة، اندثرت بشكل كبير.

وكانت المشربيات بتصاميمها وألوان زجاجها تبهر الناظر إليها من الخارج وتضفي مع أشعة الشمس المنعكسة عليها أجواء جمالية في داخل المنازل نفسها.

وأوضح أبوالسعود “التداخل الإسلامي المسيحي موجود في القدس، حتى في زخارفنا، ونعرف أنه في العام 1922 - 1924 تم بناء كنيسة الجثمانية في القدس وتسمى كنيسة كل الأمم لأن العديد من الدول تشاركت في بنائها وجلبت لها فنانين من كل أنحاء أوروبا”.

وأضاف، “الفنانون تأثروا بفن الشرق حتى في بنائهم وزخرفتهم للكنيسة، وعندما شاهد أهل القدس عملهم استخدموهم لتزيين بيوت أثرياء فلسطينيين، وهذا ما نشاهده مثلا في زخارف العديد من المنازل في الناصرة وعكا والرملة والمدن الأخرى”.

وذكر “أنا أريد أن أعيد الرؤية… أو المظهر العام للبلدة القديمة في القدس، لكي تكون بلدة عربية واضحة المعالم على عكس ما يقوم به الإسرائيليون في تحويل المظهر العام لمدينة القدس لكي يكون أكثر يهودية من حقيقته الواضحة وهي الحقيقة العربية لمنازلنا وتصميمنا وبنائنا”.

وقال، “مشروعي هو متحف يعيد تعريف الزائرين بفنون الحفر العربية الإسلامية والمسيحية على حد السواء”، مبينا أنه في هذا السياق أقام معارض في القدس ورام الله والخليل، معربا عن أمله في أن ينقل معرضه إلى مناطق أخرى من العالم.

وشدد قائلا، “واجبنا أن نحافظ على المظهر العربي الإسلامي والمسيحي في القدس، وبمعنى آخر أن نعيد المشربيات أو الشبابيك الملونة إلى شوارع المدينة وهذا عمل ضخم، ولكن إن تم فسيشعر الزائر بأنه في مدينة عربية إسلامية مسيحية”.

ويأمل أبوالسعود “أن يتم تدريب عدد من شباب وفناني القدس وفلسطين للإبقاء على هذا الفن، لأن الإسرائيليين يحاولون أسرلة المظهر العام لمدينة القدس وإضفاء مظهر أكثر يهودية على المدينة وشوارعها”.

20