فنان أميركي ينحت نصبا تذكارية لحوادث لم تقع

النحات جو ريجينيلا يتخيّل في كلّ سنة حادثة كارثية ويصمّم لها عملا فنيا من بنات أفكاره وخياله المجرّد عن أي واقع.
الأربعاء 2018/12/26
ريجينيلا يختار لحوادثه تواريخ تجعلها أكثر عبثية

نيويورك – بدأت القصة في 2016 مع تمثال برونزي أنجزه النحات جو ريجينيلا لذكرى كارثة حلت في 1963 حين تسبب أخطبوط عملاق بإغراق سفينة في خليج نيويورك موديا بحياة 400 شخص، غير أن هذه الحادثة لم تقع إلا في مخيلة الفنان.

وأنجز ريجينيلا في العام التالي، بمانهاتن عملا لإحياء ذكرى ضحايا فيلة فرّت من السيرك واجتاحت بروكلين بريدج في أكتوبر من العام 1929.

وعثر المارّة في الأشهر الماضية، في المكان نفسه على نصب يكرّم ستة بحارة فُقد أثرهم في العام 1977 بعد هجوم لكائنات فضائية.

لكن هذه الحوادث الثلاث التي خلّدها الفنان في أعماله ليست سوى من بنات أفكاره وخياله المجرّد عن أي واقع، فمنذ نجاح عمله الأول صار يتخيّل في كلّ سنة حادثة كارثية ويصمّم لها عملا فنيا، وفقا لريجينيلا.

ويختار النحات الأميركي لحوادثه تواريخ تجعلها أكثر عبثية، فالسفينة غرقت في الثاني والعشرين من نوفمبر من العام 1963، وهو يوم اغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي، والفيلة هربت من السيرك في التاسع والعشرين من أكتوبر 1929 وهو يوم انهيار الأسواق المالية في وول ستريت.

وأرفق كلّ عمل بلوحة تضفي عليه طابعا من الجدّ، فعلى النصب الذي يكرّم “ضحايا الفيلة” كتب “إنها واحدة من أكبر الكوارث المتعلّقة بحيوانات ثديية في تاريخ بلدنا”.

ويذهب الفنان في زمن أصبح فيه التثبّت من المعلومات سهلا عبر محرّكات البحث على الإنترنت، في سخريته إلى حد بعيد ناشرا وثائق ومقالات تؤرخ لهذه الأحداث المتخيّلة، وإعلانات عن رحلات سياحية إلى مواقع الكوارث، لا تنفّذ قط بطبيعة الحال.

ومن المواد المنشورة على موقع يوتيوب وثائقي عن حادث الأخطبوط مع شهادات لأشخاص يقَدّمون على أنهم عاينوه ويتحدّثون عن ملابساته بكلّ جدّية، وقد أعدت هذا التقرير صديقته ميلاني جوليانو.

ولكلّ من هذه الكوارث موقع إلكتروني يروي تفاصيل “ما جرى” ويعرض تذكارات تباع مقابل 25 دولارا ونماذج عن النصب يباع الواحد منها بمئة دولار.

وتقاطر الآلاف من محبي الفنان وروحه الساخرة لشراء هذه التذكارات منذ العام 2016، متيحين له بذلك تمويل أعماله الجديدة.

ويمكن أن يُرى في أعمال ريجينيلا أنها مساهمة في ترويج الأخبار الكاذبة التي صارت منتشرة بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يدعو إلى القلق.

لكنه يرفض هذا النعت، ويقول إن ما يفعله شيء مختلف تماما القصد منه هو السخرية والتسلية وليس الضرر.

24