فنانون يحوّلون غضب انفجار بيروت إلى أعمال فنية

بيروت- كان نبيل دبس مشغولا في اليوم الذي وقع فيه انفجار بيروت قبل شهرين بالتخطيط لافتتاح فندقه الصغير “بوتيك أوتيل” الذي عمل على تجهيزه على امتداد عشر سنوات.
وبدل افتتاح الفندق انشغل دبس (54 عاما) في اليوم التالي لنجاته من الموت في الانفجار الهائل الذي أودى بحياة زهاء 200 شخص، بإزالة الركام من الواجهة والسطح والشرفات المنهارة للمبنى التراثي الذي كان منزلا لعائلته على مدى عقود قبل أن يحوّله إلى فندق.
ومع رفع الأنقاض أصبحت قاعات المبنى مفتوحة الآن للزوار كي يشاهدوا أكثر من 100 عمل فني، معظمها لفنانين لبنانيين وعرب، تصوّر الانفجار والاضطرابات والحروب التي شهدها العقد الماضي.
وتبرز المبادرة المسماة “بيروت يير زيرو” أي “بيروت السنة الصفر” لوحات وتركيبات ومنحوتات أبدعها نحو 60 فنانا وتستهدف جمع أموال لدعمهم هم والصليب الأحمر اللبناني الذي كان في طليعة أعمال الإنقاذ والإغاثة عقب الانفجار.
وقال دبس، وهو أحد منسقي المعرض، إن الكثير من الاستوديوهات الفنية دُمرت في الانفجار الذي ضرب بشدة منطقة الجميزة، وهي منطقة معروفة بصالات العرض الفني والملاهي في بيروت.
وأضاف أن الانفجار “كان اعتداء على حياتنا ومعتقداتنا؛ فالنظام السياسي والأزمة الاقتصادية وكل شيء أصبح ضدنا، ولذلك حوّلنا ذلك الغضب إلى واجهة فنية”.
وأشار الفنان البريطاني توم يونغ، الذي يعمل ويعيش في لبنان منذ أكثر من عشر سنوات وأحد المشاركين في المعرض، إلى أن الفنانين كانوا في حاجة إلى “فعل شيء مع هذا الألم وذلك الغضب”.
وكان مصدر الإلهام الرئيسي لعمل يونغ هو صومعة الغلال في مرفأ بيروت، وهي عبارة عن بناية شاهقة تحمّلت القوة الكاملة لانفجار الرابع من أغسطس الماضي، لتوفر ومن خلال ذلك حماية لبعض الأحياء الغربية بالمدينة من التضرر بشكل أسوأ.
وأوضح يونغ أن الصومعة “البطلة” حمت نصف المدينة، حيث كانت بمثابة “كيس رمل عملاق، وربما أنقذت أرواح المئات إن لم يكن الآلاف”. وسيستمر المعرض حتى الرابع عشر من أكتوبر الحالي، وبعد ذلك سيتم نقل نحو 30 عملا منه إلى لندن لتباع بالمزاد في دار مزادات كريستي.