فنانون يبعثون الحياة في ساحة الفنا بمراكش

مراكش (المغرب)- قدم عشرات الفنانين بساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش (جنوب وسط المغرب)، السبت، عروضا نالت إعجاب أهالي المدينة الحمراء وسيّاحها.
وسعت هذه المبادرة، المنظمة من قبل مركز التنمية لجهة تانسيفت وجمعية الأطلس الكبير بالتعاون والتنسيق مع ولاية جهة مراكش آسفي، إلى نشر رسالة قوية مفادها التضامن والأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها في الساحة التاريخية، التي تطمح إلى إعادة احتضان زوارها وفنانيها في مستقبل قريب.
وعلى مدى ساعتين أمتع الحكواتيون وموسيقيو الغيوان وكناوة وأصحاب الألعاب البهلوانية، الذين اشتهرت ساحة جامع الفنا بتواجدهم وإضفائهم رونقا وجمالية خاصة على هذه الساحة التاريخية التي تعد محطة لا محيد عنها لكافة المغاربة من دون استثناء.
واستقطبت هذه العروض الترفيهية المتنوعة السياح والمقيمين بالمدينة الحمراء، الذين توافدوا على المكان، مما ساهم في إخراج ساحة جامع الفنا من أجواء الركود الناجمة عن الجائحة.
وتشكل هذه المبادرة خطوة نحو محاولة استعادة الساحة للحياة التي تعود بذاكرة زوارها إلى أنماط الترفيه في القرن الحادي عشر، بحضور حلقات مرقصي الأفاعي وعازفي الشوارع، والتحاور مع باعة التذكارات والعرافات، الذين هجروها منذ أعلن المغرب حالة الطوارئ الصحية في منتصف مارس وإغلاق حدوده لمكافحة كورونا.
مدد المغرب العمل بحالة الطوارئ الصحية المفروضة منذ مارس الماضي، حتى الـ10 من نوفمبر المقبل في ظل وضعية وبائية تعتبرها السلطات “مقلقة”، ومع ذلك وصل أوائل الشهر الحالي فوج من 160 سائحا فرنسيا إلى مراكش للمرة الأولى منذ إغلاق الحدود.
ويحاول الفنانون بتوحيد جهودهم وتنويع عروضهم إعادة الحياة إلى شوارع كانت مزدحمة وأفنية صاخبة وأسواق ومزارات تاريخية مكتظة بزوارها القادمين من مختلف بقاع العالم، قبل أن تطرق جائحة كورونا أبوابها.
وأدخل إغلاق الحدود وإجراءات الحجر الصحي المشددة في ظل تفشي الفايروس بشكل كبير، مراكش وسكانها في أزمة شاملة غير مسبوقة ضربت جميع القطاعات العاملة بالمدينة.
وتنوعت محاولات الخروج من هذه الأزمة، حيث فتحت حديقة أنيما النباتية، الواقعة على بعد حوالي 20 كيلومترا من مراكش، مطلع أكتوبر الحالي أبوابها من جديد في وجه الجمهور بعد ما يقرب من ستة أشهر من الإغلاق بسبب الوباء.
وقرر المسؤولون عن هذه الحديقة الأيكولوجية تكريس اليوم الأول للسكان المحليين، من أجل المساهمة في الإشعاع الثقافي وتشجيع الزيارات إلى المتاحف والمواقع السياحية للمواطنين.
وتعد حديقة أنيما البيئية التي تغطي أكثر من 8 هكتارات منطقة جذب سياحي شهيرة في المدينة الحمراء وأحد أبرز الأماكن للقاءات الثقافية وللفنانين من مشارب متنوعة.
ويجمع هذا الفضاء الطبيعي، الذي فتح أبوابه للزوار في سنة 2016، بين النباتات والأشجار التي تميز النباتات الوفيرة والغنية بالمغرب، وكذلك المستوردة من مختلف أنحاء العالم.
كما رحب أيضا مجمع حديقة ماجوريل في مراكش، والذي يضم أيضا متحف البربر ومتحف الفن الإسلامي، بالزوار للمرة الأولى منذ أشهر من إغلاقه بسبب فايروس كورونا، حيث خضع الزوار لقياس درجة حرارتهم عند الدخول مع الالتزام بارتداء الكمامة طوال فترة بقائهم داخل مجمع الحدائق.