فنانة مغربية توظف الرسوم المصورة لتحرير المرأة

الرسامة المغربية زينب فاسيكي تطلق مبادرة "حتى أنا" تنديداً بالاعتداءات الجنسية ضد النساء.
الخميس 2021/04/01
نضال مستمر لتغيير قوانين صاغها رجال للتحكم بأجساد النساء

أطلقت رسامة مغربية شابة مبادرة "حتى أنا" (أنا أيضا) للتنديد بالاعتداءات الجنسية ضد النساء، موظفة رسوما مصورة لضمان خصوصية الضحايا من المشاركات في هذه الحملة.

الدار البيضاء (المغرب) - تنشّط الرسامة المغربية زينب فاسيكي بانتظام دورات تكوينية في الرسوم المصورة لحث الشباب على صقل مواهبهم من أجل “تغيير المجتمع” وتحرير المرأة.

وتعد فاسيكي (26 عاما) من رواد الرسوم المصورة التي توظفها للدفاع عن المساواة. واستقطبت مداخلتها الأخيرة نحو عشرة تلاميذ ورسامين محترفين أواسط مارس الماضي في الدار البيضاء، وتهدف إلى مساعدتهم على إيجاد أجوبة إبداعية للرد على تعليقات مسيئة بثها بعض رواد المواقع الاجتماعية بخصوص مبادرة “حتى أنا” (أنا أيضا) للتنديد بالاعتداءات الجنسية ضد النساء.

وأعربت فاسيكي عن استهجانها قائلة “نحن هنا لمواجهة ثقافة الاغتصاب هذه التي تحمّل الضحية مسؤولية ما تتعرض له، بينما تبرّئ الجاني”، قبل أن تترك للمشاركين حرية التعبير سواء بأقلام الرصاص أو على لوحات رقمية.

وتعرف فاسيكي عن نفسها بأنها “فنانة ناشطة” تجمع بين الفن والدفاع عن حقوق المرأة. ويعد الفن بالنسبة إليها “وسيلة أساسية من أجل التغيير، فالصورة تملك سلطة خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وشاركت الرسامة العشرينية مؤخرا في توثيق حلقة من سلسلة “حتى أنا” الوثائقية على يوتيوب تتضمن شهادة صادمة لشابة مغربية (22 عاما) كانت ضحية اغتصاب لسنوات من طرف شقيقها مقابل لامبالاة تامة من والديهما.

وخلافا لحركة “مي تو” التي ظهرت في الولايات المتحدة قبل بضع سنوات اختارت معظم الضحايا المشاركات في هذه السلسلة الحديث من وراء حجاب، حيث خضعت أصواتهن لتعديل تقني ورُكبت على رسوم مصورة.

فزيادة على الشعور بـ”العار” والوصم الاجتماعي يمكن أن يتحول فضح اعتداء جنسي إلى ملاحقة الضحية بمقتضى قانون يجرم إقامة علاقات جنسية دون زواج، كما يذكر منتج هذه السلسلة يوسف الزيراوي.

وقالت فاسيكي إنها أصبحت مناضلة نسوية وهي في الرابعة عشرة حين تولد لديها هذا الوعي “تزامنا مع سن البلوغ، وشعورها بأن المرأة ينظر إليها في الغالب وكأنها خطيئة”.

Thumbnail

وأضافت “الثقافة التي ترى أن من حق الرجل الوصاية على المرأة ومراقبتها في إطار منظومة أبوية تعامل فيها المرأة وكأنها ليست كائنا مسؤولا عن اختياراته”.

وتناضل فاسيكي من خلال رسومها من أجل “تغيير القوانين التي صاغها رجال للتحكم بأجساد النساء”. وتعتبر الكاتبة والناشطة النسوية الفرنسية سيمون دو بوفوار مثلها الأعلى ومؤلفها “الجنس الآخر” مرجعها.

أما تكوينها الفني فيعود إلى “مطالعتها قصص الرسوم المصورة” منذ طفولتها، قبل أن تبدأ الرسم في سن المراهقة و”تلتقي مؤلفي رسوم مصورة خلال مهرجانات” عندما صار بمقدورها السفر.

واشتهرت الفنانة العصامية خصوصا على المواقع الاجتماعية من خلال رسم نفسها عارية “ثم من خلال رسوم تظهر أجساد نساء كما هي دون أي خطوط حمراء”.

وتابعت فاسيكي “تعتقد بعض المناضلات النسويات أن رسم أجساد عارية لا يخدم القضية، لكنني أظن أنه بمثابة ثورة ومقاومة إزاء تاريخ مبني على الأبوية”.

ومنحها ألبوم “حشومة” (عيب) الذي نشر أخيرا صدى أكبر ويتناول “الثقافة التي ترى في التعرض لجسد المرأة نوعا من العيب” في بلد ما تزال فيه التربية الجنسية غائبة عن المناهج التعليمية.

ونشر هذا الألبوم في باريس العام 2019 بعدما رفض ناشرها المغربي اعتماده، وأعيد طبعه مرات عدة محققا “مبيعات جيدة” في المغرب، وفق ناشرها فلوران ماسو.

وقال ماسو “زينب جد شجاعة وتبقى دائما إيجابية رغم أنها تتعرض للكثير من الشتائم على المواقع الاجتماعية”.

وتحضر الفنانة “معرضا كبيرا” في متحف الفن المعاصر بتطوان (شمال) الخريف المقبل، كما ستشرع في تقديم دروس لطلبة مدرسة الفنون الجميلة بالمدينة. وتعرب عن سعادتها الغامرة لأنها “ستواجه” من تصفهم بـ”الفنانين الذين يعارضون العري الفني”.

وتطمح فاسيكي أيضا من خلال الدورات التكوينية التي تشرف عليها إلى “تطوير حضور النساء في الميدان الفني” و”مساعدة الفتيات للتخلص من التحكم الأسري”.

وأشارت إلى أنها “عندما بدأت بالنشر على المواقع الاجتماعية خيرتها أسرتها بين التوقف أو أن تعتبر نفسها خارجها”، لكنها لم تتوقف. وبالنسبة إليها “هذا النوع من التحكم في أطفال لا يقترفون أي ذنب سوى التمتع بهواياتهم دمر الآلاف من المواهب”.

24