فنانة تقف في الماء لمدة 13 ساعة لنشر الوعي بتغيّر المناخ

سارة صندي تقدم عروضها في المحيط من أجل رفع الوعي بتغير المناخ وارتفاع منسوب مياه البحر.
السبت 2020/01/04
دور مهم في المساعدة على فهم آثار تغير المناخ

كينيا – عندما ضرب إعصار “ساندي” المدمر نيويورك في أكتوبر من عام 2012، وأدى إلى مقتل 53 شخصا، شعرت سارة كاميرون صندي، وهي فنانة استعراضية ومديرة مسرح تستقر في نيويورك، أن هناك حاجة ملحة إلى القيام بشيء من أجل رفع الوعي بتغير المناخ وارتفاع منسوب مياه البحر.

وتقول الفنانة البالغة من العمر42 عاما في حديث لوكالة الأنباء الألمانية “عندما رأيت فقدان الأرواح والخسائر التي حدثت للممتلكات في نيويورك، وهي مدينة يراها الجميع مرتفعة، جعلني ذلك أفكر في ما يحدث عندما يضرب إعصار مناطق في دول نامية أو أخرى متخلفة”.

وقد أعطى ذلك لصندي فكرة استعراضها التالي، وهو “36.5 أداء محدد المدة في البحر”.

وتقف صندي أثناء عروضها، في المحيط، خلال دورة مد وجزر كاملة، تستمر لفترة تتراوح بين 12 و13 ساعة. ويرتفع الماء من قدميها حتى ذقنها، ويهبط إلى قدميها مرة أخرى.

وتتسلح صندي التي قدمت أول عرض لها في “بيس هاربور” بولاية مين الأميركية في 15 أغسطس 2013، بتبرعات بسيطة تتلقاها من أصدقائها وأفراد عائلتها، بالإضافة إلى زيها لجميع العروض والذي لا يتم غسله، ويشمل سترة حمراء.

عادة ما يقوم فنانون محليون وسكان آخرون بالانضمام لعروض صندي التي تتحول في وقت لاحق إلى مقاطع فيديو

وقدمت صندي منذ ذلك الحين، عروضا في القارات الخمس، في دول مثل البرازيل وهولندا والولايات المتحدة والمكسيك وبنغلاديش ومؤخرا في كينيا.

وقد اختارت صندي من أجل عرضها في كينيا، مكانا يقع على بعد 63 كيلومترا جنوب مومباسا. وفي التاسع من نوفمبر، وقفت في المحيط الهندي من الساعة الثامنة و10 دقائق صباحا حتى الساعة 08 و16 دقيقة مساء، في عرض تم نقله في بث حي على الصفحة الخاصة بمشروعها على موقع “إنستغرام”.

وعادة ما يقوم فنانون محليون وسكان آخرون بالانضمام لعروض صندي التي تتحول في وقت لاحق إلى مقاطع فيديو يتم عرضها في مدن ومؤسسات مختلفة حول العالم. وقد تم عرض الفيديو الخاص بأداء صندي بكينيا فى عرضه الأول، في متحف “فورت جيسوس” الشهير في مومباسا.

وتقر صندي بأنه من الممكن أن يكون الوقوف في الماء لمثل هذه الفترة الطويلة غير مريح. وتكتب على موقع المشروع الخاص بها على الإنترنت “يكون الماء متعاونا معي، وتعتبر المخاطر حقيقية”.

وتعتقد صندي أن الفنانين لهم دور مهم في مساعدة الناس على فهم آثار تغير المناخ.

وتقول “هناك شيء أقوم به كفنانة، وهو أنني أتيح مساحة للآخرين لكي يقوموا بإجراء محادثة. لذلك، فأنا أخلق تلك الصورة التي تجعل الناس يتساءلون ماذا تفعل هذه الفنانة؟، ولماذا تفعل ذلك؟، وفي أثناء تلك المحادثة، يتحدث الناس وينمو الوعي”.

الفن سلاح توعوي
الفن سلاح توعوي

وتستخدم الدول المختلفة استراتيجيات متعددة، في إطار محاولتها وقف انبعاثات الغازات الدفيئة لديها، والوفاء بالتزاماتها في ما يتعلق باتفاق باريس للمناخ. ولكن يقول العلماء من جانبهم، إن منسوب المياه في البحار سيستمر في الارتفاع لفترة طويلة بعد أن تفي الدول بالتزاماتها تجاه اتفاق باريس، وبعد استقرار ارتفاع درجات الحرارة.

وبحسب تقرير صادر عن جامعة ولاية أوريغون في نوفمبر من عام 2019، فإن منسوب مياه البحار سوف يستمر في الارتفاع، لأن ثاني أكسيد الكربون المنبعث بالفعل سيظل في الجو لآلاف السنين.

ويقول التقرير إن “المحيطات والأنهار الجليدية والصفائح الجليدية، تعتبر المساهم الرئيسي في ارتفاع مستوى مياه البحر؛ حيث يستجيب كل منها لتغير المناخ على نطاقات زمنية تتراوح بين عقود وآلاف السنين… كما أن ارتفاع منسوب مياه البحر يشكل تهديدا كبيرا بالنسبة للنظم البيئية الساحلية وسبل عيش مئات الملايين من الناس حول العالم، الذين يعيشون ويعملون على طول السواحل”.

وفي دولة كينيا الساحلية، يتم بالفعل الإحساس بالآثار المترتبة عن ارتفاع منسوب مياه البحار. وفي وقت سابق من العام الماضي، انتهت المتاحف الوطنية في كينيا من بناء جدار بحري لحماية متحف “فورت جيسوس” المدرج على قائمة اليونسكو، والذي بدأت جدرانه تتآكل في المحيط.

ومن المقرر أن تكون نيوزيلندا هي الوجهة التالية لمشروع صندي، في فبراير ومارس من عام 2020، ومن المقررأن يتم الانتهاء من المشروع في وقت لاحق من العام نفسه، بتقديم عرض أخير في مدينة نيويورك.

وسيضم العرض النهائي المقرر في سبتمبر 2020، المئات من الأشخاص من نيويورك ومن أنحاء العالم، حيث سيقفون جميعا في الماء في نفس اليوم.

17