فلسطيني يشحذ همم اللبنانيين بجدارية في بيروت

الفنان بلال خالد يرسم أكبر لوحة غرافيتي في شوارع بيروت بارتفاع 35 متراً.
الثلاثاء 2022/06/21
بكم نبني غدا أحلى

الفنون تداوي الجراح ومن رسائلها الإنسانية أن تشحذ همم الشعوب وتدفعها لتنهض من كبواتها، وهذا ما دفع الرسام الفلسطيني بلال خالد ليسافر إلى بيروت للعمل على رسوم غرافيتي في شوارعها كتب عليها بخط عربي مزخرف “بكم نبني غدا أحلى، بكم نمضي وننتصر”.

بيروت ـ جال الفنان الفلسطيني بلال خالد في عدد من العواصم العربية والعالمية، حاملاً قضية بلاده لإيصالها إلى الشعوب عبر فن الرسم على الجدران، أو ما يعرف بـ”الغرافيتي”

بلال (31 عاما) من مواليد قطاع غزة ومقيم في إسطنبول، كانت لبنان آخر محطاته، ليخط بالحروف العربية لوحات جدارية لافتة، على مبنى في شارع الحمرا، غربي العاصمة بيروت.

قال بلال إنه قدم إلى لبنان بدعوة من وزارة الثقافة، لتنفيذ بعض أعماله في شارع الحمرا الشهير.

ولفت إلى أنه يزور لبنان للمرة الأولى، ويهدف إلى رسم أكبر لوحة غرافيتي في شوارع بيروت حيث يبلغ ارتفاعها 35 متراً.

وأشار إلى أن الهدف من العمل هو “إيصال رسالة إلى العالم عن معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة خاصة، وفلسطين بشكل عام”.

وتابع “أملنا بجميع الشعوب العربية وأحرار العالم، أن تتوحد حول القضية الفلسطينية والقدس لتتحرر بلادنا”.

وأوضح أن الجدارية التي رسمها في بيروت، كتب فيها أبياتا من أغنية الفنانة اللبنانية جوليا بطرس “بكم نبني غدا أحلى بكم نمضي وننتصر”.

Thumbnail

وقال بلال إنه قدم الكثير من أعمال الغرافيتي في دول أفريقية مثل الصومال والسودان، إضافة إلى دول أوروبية وآسيوية مختلفة والكثير من البلدان العربية.

وأشار إلى أنه يعمل في هذا المجال وخاصة الرسم بالخط العربي على الجدران منذ أكثر من 15 عاما حيث قال “بدأ هذا الفن من صغري من احتكاكي بالخطاطين المحليين في قطاع غزة حيث نشأت في المحلات التجارية لصناعة اللوحات الإعلامية بالخط العربي عندما كان عمري تقريبا 14 سنة”.

وصنع بلال لنفسه أسلوبًا خاصًّا بكتابة الخط العربي على الجدران وعلى السيارات وعلى الأزياء والملابس، ويقول “صنعت هوية خاصة لأسلوبي في الخط العربي في إدخاله على جميع مستلزمات الحياة”.

وتبدو الحروف لينة طيعة بين أصابع بلال وهو يعيد تشكيلها بأحجام مختلفة لتتحول إلى لوحات فنية مبهرة.

وحول أهم مشاريعه الفنية يبين الفنان الفلسطيني أنه جاب العالم وكانت له بصمته في أوروبا وتحديدًا في بلجيكا، ورسم في مصر ودبي وزيمبابوي وكذلك السودان والصومال والسعودية وأذربيجان، وأماكن خرى في العالم إضافة إلى فلسطين.

وأكدا أهمية الغرافيتي في إيصال الرسائل كونه معرضا مجانيا لجميع الناس الذين يشاهدونه أثناء مرورهم من الشارع.

وأضاف “نحاول أن نوصل من خلال فن الغرافيتي، ثقافة ورسالة الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة والضفة الغربية”.

Thumbnail

وفي الثاني من يونيو الجاري، أعلنت وزارة الثقافة اللبنانية، أنها “ستستضيف الفنان التشكيلي الفلسطيني المبدع بلال خالد لتقديره على إنجازاته”.

وقالت الوزارة في بيان “بلال خالد، تميز في مجال فن الغرافيتي، وتحديدا بالكتابة على الجدران والأبنية بالخط العربي”.

وبلال ينتقي كلماته بعناية، فهو وإن كان يستخدم جميع الحروف العربية في تزيين لوحاته، لكنه يقول إن العديد من اللوحات يكون لها مضمون خاص حسب المكان وحسب الحدث، ومثال ذلك اللوحة الأخيرة التي رسمها  على حائط يقع في شارع “الثلاثيني” في قطاع غزة كتب فيها “الروح التي تقاتل فينا”، وعكس فيها إرادة الفلسطينيين بالحياة.

وفي الصومال كتب “ربي اجعل هذا البد آمنا وارزق أهله من الثمرات” على حائط منزل مدمر بفعل الحرب الأهلية التي يعيشها الصومال والمجاعات التي تعيشها هذه الدولة الفقيرة.

وفي زمبابوي كتب “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” وهي دعوة لإنهاء التمييز العنصري بين ذوي البشرة السوداء لذلك فكل لوحة لها مضمون خاص.

وأشار إلى مشاركته في معارض جماعية في باريس وأميركا وبريطانيا وفي العديد من الدول حول العالم، ليكون سفيرًا للفن الفلسطيني.

20