فلسطينية تفوز بجائزة أفضل معلم في العالم لعام 2016

دبي - تضم قائمة شركاء مؤسسة “فاركي” في تنظيم المنتدى العالمي للتعليم والمهارات في دورته الرابعة هذا العام (وهي مؤسسة غير هادفة إلى الربح تعمل على تحسين مستوى التعليم للأطفال غير القادرين ماديا بأنحاء العالم وبناء قدرات المعلمين وتقديم منح للمؤسسات والهيئات صاحبة المبادرات المبتكرة) كلا من “اليونسكو”، و”مدرسة هارفارد للدراسات العليا في التربية والتعليم” ومؤسسة “دبي العطاء”، حيث طرحت مناقشات مكثفة تتناول طرق الجمع بين الأهمية، والتميز، والشمولية في كل من البيئات التعليمية العامة والخاصة.
ودعت “مؤسسة فاركي” إلى الاعتماد على المخرجات التعليمية لمواجهة التحديات التي تواجه العالم على مختلف الأصعدة، وذلك خلال انطلاق فعاليات “المنتدى الرابع للتعليم والمهارات” الذي أقيم في دبي يومي 12 و13 مارس واستضاف أكثر من 1.600 موفد من 110 دول حول العالم لمناقشة تأثير العولمة والتكنولوجيا على قطاع التعليم، وتم اختيار 145 متحدثا من بينهم 20 وزيرا للتعليم، لطرح أفكارهم حول جعل التعليم مسؤولية الجميع.
وتحت عنوان ملفت، أكّد صني فاركي، مؤسس “مؤسسة فاركي”، أزمة التعليم التي يشهدها العالم اليوم بقوله “بعد 15 عاما من وضع الأهداف الإنمائية للألفية التابعة للأمم المتحدة مازال هناك 58 مليون طفل حول العالم بعيدين عن مدارسهم، في حين أن هناك نصف مليار طفل ملتحقين بمدارس فاشلة، وضمن هذه المعدلات من التطور، لن نقضي على الأمية بين الصغار في العالم قبل عام 2072. وستفوت على أجيال كثيرة فرص التنعم بحياة كريمة”.
ونبّه فاركي إلى ظهور تهديدات جديدة للتعليم في السنوات الأخيرة، فقال “الحرب والفوضى في الشرق الأوسط يحرمان جيلا كاملا من الصغار من الذهاب إلى مدارسهم. لقد أصبح التعليم الضحية الصامتة للحرب في سوريا، فقد تضرر على الأقل ربع المدارس، وما يقرب من 3 ملايين طفل محرومون من التعليم. إن استجابة العالم لم تكن كافية”.
وشدد فاركي على أهمية “المعلمين الثورة” ضمن هذه الجهود بقوله “كان المعلمون دائما جسرا بين الحاضر والمستقبل، يأخذوننا من حيث نحن إلى حيث نريد أن نكون”. وعرفانا للمعلم بهذا الدور أحدثت جائزة أفضل معلم في العالم، وقال فاركي “حققت الجائزة منذ إطلاقها قبل عامين وحتى الآن تقدما كبيرا، فهي تحتفي بكل المعلمين، من جميع أرجاء العالم، وتشيد بإنجازاتهم وفي هذا العام بلغ عدد طلبات الترشيح للجائزة 8 آلاف طلب”.
وفازت المعلمة الفلسطينية حنان الحروب، الأحد، بجائزة أفضل معلم في العالم وقيمتها مليون دولار أميركي اعترافا بمساهمتها البارزة في مهنة التعليم. وتفوقت الحروب على منافسيها بالقائمة النهائية للجائزة والتي ضمت معلمين من باكستان وكينيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان وفنلندا وأستراليا والهند. ومثلت الحروب الشخصية العربية الوحيدة في القائمة النهائية التي أعلنت في فبراير الماضي.
|
وشهد حفل تسليم الجائزة حضورا عالميا من الشخصيات السياسية والفنية المعنية بمجال التعليم من بينهم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات أمير دبي وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وإيرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو، كما وجه كل من بيل كلينتون الرئيس الأميركي السابق وجو بايدن نائب الرئيس الأميركي وبابا الفاتيكان فرنسيس كلمات مسجلة للعشرة الذين بلغوا القائمة النهائية للجائزة قبل إعلان النتيجة.
وقالت المعلمة الفلسطينية حنان الحروب التي ارتدت زيا فلسطينيا تراثيا في كلمة بعد تسلمها الجائزة “نحن المعلمون والمعلمات كل يوم يترسخ دورنا وتتأكد أهميته. وإذا كان سؤال العالم أي مستقبل نترك لأطفالنا؟ فإن سؤالنا كمعلمين ومعلمات هو أي أطفال نترك للمستقبل؟” وتابعت قائلة “أنتهز هذه المناسبة العظيمة وهذا التتويج العالمي الرائع لأرفع مع زملائي المعلمين في جميع أرجاء العالم شعارا لهذا العام.. لا للعنف”.
تجدر الإشارة إلى أن الحروب ترعرعت في مخيم للاجئين الفلسطينيين، وهي حاليا تعمل في مخيم للاجئين كمدرسة متخصصة في تقديم الدعم للأطفال الذين يصابون بالذعر والهلع جراء العنف، مستخدمة اللعب كأداة للتعليم تخفف على التلميذ التوتر، وفازت المعلمة الفلسطينية أمام مرشحين من مختلف أنحاء العالم لهم إنجازات في مجال التعليم وقد وصل من بينهم إلى التصفية النهائية، المعلم البريطاني كولن هيجارتي، وهو مدرس رياضيات أطلق موقعا تفاعليا لدروس الرياضيات أونلاين. وماريت روسي من فنلندا التي طورت طريقة خاصة لتعلم الرياضيات. وعقيلة آصفي التي تعلم أطفال المخيمات في مدرسة أقامتها بنفسها وكذلك أيوب محمد وهو مدرس تجارة من كينيا، بمشروع للتصدي للعنف الناجم عن التطرف والتشدد. ومايكل سوسكيل، من بنسلفانيا في الولايات المتحدة، وهو فائز سابق بالجائزة الرئاسية للامتياز في الرياضيات والعلوم.
وأعلن هذا الفوز البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، في رسالة مصوّرة تم بثّها عبر الفيديو خلال حفل الإعلان عن الجائزة حيث قال “أود أن أهنئ المعلّمة حنان الحروب على فوزها بهذه الجائزة المرموقة، والتي استحقتها نظير ما قدمته خلال عملها في تدريس الأطفال”، وأضاف “للطفل حقّ اللعب، وجزء من التعليم هو أن نعلم الأطفال كيف يلعبون، فمن خلال الألعاب، يتعلمون أن يكونوا اجتماعيين، كما يتعلمون بهجة العيش، إن المجتمعات التي تُحرم من التعليم الجيّد، بسبب الحروب معرّضة للزوال. ولهذا أود التركيز على أهمية مهنة التعليم”.
وبهذه المناسبة قال الأمير وليام، دوق كامبريدج “أودّ أن أتقدّم بالتهنئة للمعلمة حنان الحروب، وأقول لها إن في عملك إلهاما كبيرا ومثالا يحتذى للمعلمين في أرجاء العالم”. وحيّا جو بايدن، نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية المرشحين إلى نهائي “جائزة أفضل معلم في العالم”. وقال “المعلم، هو الذي يفتح الأقفال المغلقة لحياة ملؤها التعلم”، ومن جانبه، قال صني فاركي، مؤسس “مؤسسة فاركي”، “أود تهنئة الحروب على فوزها بجائزة أفضل معلم لسنة 2016 بين هذا العدد الهائل من المعلمين المخلصين والموهوبين، وآمل أن تُلهم قصتها أولئك الراغبين في احتراف التعليم وتشجعهم، وتسلط ضوءا على جهد المعلمين الكبير في فلسطين، وعبر العالم مع إطلالة كل يوم”.