فقدان الوزن يزيد من فرص الشفاء من داء السكري

برلين - يُسهم فقدان الوزن في زيادة فرص الشفاء من داء السكري من النوع الثاني، وذلك وفقا لنتائج دراسة حديثة نُشرت في المجلة العلمية المتخصصة “لانسيت للسكري والغدد الصماء.”
ويُظهر التقييم الموجز لـ22 دراسة عالية الجودة ما يلي: مع كل كيلوغرام يفقده الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني يتحسن المرض. ولكل نسبة مئوية من وزن الجسم المفقودة، تزداد احتمالات الشفاء التام بنسبة 2.17 في المئة، وتزداد فرصة التحسن بنسبة 2.74 في المئة.
وبشكل عام، حقق ما يقرب من 48 في المئة من المشاركين في الدراسة شفاءً كاملا من خلال فقدان الوزن. وكان هذا الأمر أكثر شيوعا كلما فقدوا المزيد من الوزن؛ فلدى ما يقرب من 50 في المئة من أولئك الذين فقدوا ما بين 20 و29 في المئة من وزن الجسم الأصلي اختفى مرض السكري تماما.
ومن بين الذين فقدوا ما لا يقل عن 30 في المئة، وصل الرقم إلى ما يقرب من 80 في المئة. وفي المتوسط حقق 41 في المئة منهم انخفاضا جزئيا، وهنا أيضا كان من الواضح تماما أن الفرص زادت كلما خسر المرضى المزيد من الوزن.
لدى ما يقرب من 50 في المئة من أولئك الذين فقدوا ما بين 20 و29 في المئة من وزنهم، اختفى مرض السكري تماما
وفي الدراسة تم اعتبار الشفاء التام محققا إذا كان مستوى السكر في الدم على المدى الطويل دون دواء أقل من 6 في المئة أو كان مستوى السكر في الدم أثناء الصيام أقل من 100 مليغرام في الديسيلتر بعد عام واحد من بدء فقدان الوزن.
ويحدث تحسن جزئي عندما ينخفض الهيموغلوبين في السكري التراكمي إلى أقل من 6.5 في المئة أو عندما ينخفض سكر الدم أثناء الصيام إلى أقل من 126 مليغرام في الديسيلتر.
والسكري داء مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعّال للإنسولين الذي ينتجه. والإنسولين هو هرمون يضبط مستوى الغلوكوز في الدم. ويُعد فرط السكر في الدم، الذي يعرف أيضاً بارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، من النتائج الشائعة الدالة على وجود خلل في ضبط مستوى السكر في الدم، ويؤدي مع مرور الوقت إلى الإضرار الخطير بالعديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.
وزاد عدد الأشخاص المصابين بداء السكري من 200 مليون شخص في عام 1990 إلى 830 مليون شخص في عام 2022. ويزداد انتشار داء السكري في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بوتيرة أسرع من وتيرة انتشاره في البلدان مرتفعة الدخل.
ولم يتناول أكثر من نصف المصابين بداء السكري أدوية علاج الداء في عام 2022. وبلغت معدلات التغطية بعلاج داء السكري أدنى مستوياتها في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ويسبب داء السكري العمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى.
وتشير التقديرات إلى أن داء السكري ومرض الكلى الناجم عنه تسببا في عام 2021 في حدوث أكثر من مليوني وفاة. وإضافة إلى ذلك، أدى ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم إلى حدوث حوالي 11 في المئة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويُعد اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم، وتجنّب تعاطي التبغ، من سبل الوقاية من الإصابة بداء السكري من النمط الثاني أو تأخير ظهوره.
ويمكن علاج داء السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها باتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني وتناول الدواء الموصوف وإجراء فحوصات منتظمة وعلاج المضاعفات.