فضيحة أخلاقية تطيح بنائب رئيس مجلس لوردات بريطانيا

لندن - تسببت فضيحة أخلاقية، في استقالة عضو بارز في مجلس اللوردات البريطاني، في حادثة هي الأولى من نوعها وبهذا الحجم في أروقة السياسة البريطانية منذ سنوات.
وعلى خلفية هذه الفضيحة المدوية التي أثارت استياء لدى الكثير من السياسيين البريطانيين، فإن شرطة سكوتلانديارد بدأت تحقيقا مع اللورد جون بتيفانت سيويل لاتهامه بتعاطي الكوكايين واستئجار عاهرات لممارسة الجنس معهن.
ولن تكون الشرطة وحدها من سيلاحق اللورد سيويل، إذ من المتوقع أن تحال هذه المزاعم الخطيرة أيضا إلى لجنة القيم بمجلس اللوردات للتحقيق فيها بصفة عاجلة.
ولم يتسن لـ”العرب” الاتصال بنائب رئيس مجلس اللوردات البريطاني البالغ من العمر 69 عاما للتعليق على هذه الحادثة التي ستكون محل متابعة لاحقا.
ومن المفارقات أن المنصب الرفيع الذي كان يتولاه سيويل في مجلس اللوردات كان يكلفه بالتأكد من اتباع أعضاء المجلس السلوك القويم وفقا للقيم البريطانية التي تنادي بها.
وتقول البارونة فرانسيس ديسوزا رئيسة مجلس اللوردات التي عبرت عن صدمتها الشديدة حيال ما جرى، إن سيويل قرر ترك منصبه وسيمثل لتحقيق الشرطة، إلا أنها لم توضح ما إذا كان اعترف أم أنكر المزاعم.
ويرى مراقبون أن الكشف عن هذه الفضيحة جاء في وقت يحاول فيه الساسة البريطانيون استعادة ثقة الناخبين بعد فضيحة في 2009 بسبب النفقات، وهو ما قد يعطي دعما لأحزاب ثانوية تقدم نفسها باعتبارها مناهضة للنظام المؤسسي.
والمجلس الذي يضم أعضاء معينين من كافة الأحزاب يقوم بمراجعة التشريعات الحكومية، لكن بعض ساسة اليسار يرون أنه ميراث نخبوي ويجب أن يلغى.
وتنحى نائب رئيس مجلس اللوردات، اللورد سيويل من منصبه بعد أن نشرت صحيفة “ذي صن” على موقعها الإلكتروني الأحد الماضي تسجيلا مصورا يظهر فيه وهو نصف عار ويستنشق مسحوقا أبيض من على ورقة مالية خلال حفل حضره بصحبة امرأتين.
وتعطي الملاحقة القانونية لهذا السياسي انطباعا بأن الدولة جادة في ملاحقة السياسيين الفاسدين خصوصا بعد أن أكدت الحكومة البريطانية مرارا، عزمها في تسليط كافة الأضواء على قضايا يُشتبه في اقترافها سياسيون، من بينهم برلمانيون، من قبيل اعتداءات جنسية على أطفال خلال ثمانينات القرن الماضي وتسعيناته.