فضائح جنسية ومالية تحاصر رئيس جنوب أفريقيا

الخميس 2015/12/17
كم هائل من الفضائح

جوهانسبرغ - رفض الشعب في جنوب أفريقيا للرئيس جاكوب زوما وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث أن هناك اثنين من كل ثلاثة لا يثقون بالرئيس، وما يقرب من النصف أصبحوا ينظرون إليه ومن حوله على أنهم فاسدون.

زوما (73 عاما) يواجه دعوات متزايدة من أجل الاستقالة، في أعقاب سلسلة من الفضائح التي أحاطت به سواء فضائح نسائية أو استخدامه لأموال دافعي الضرائب في تحديث منزل ثم تغيير وزير المالية لثلاث مرات في غضون أسبوع، مما أدى إلى تراجع حاد في قيمة العملة المحلية أمام الدولار الأسبوع الماضي.

وكان الإسفين الأخير في نعش رئاسة زوما بالنسبة للكثيرين قراره الأسبوع الماضي إقالة وزير المالية نهالاهلا نيني الذي يحظى بثقة المستثمرين بفضل سياساته المالية المنضبطة وباعتباره الصوت الداعي إلى ترشيد الإنفاق المالي في حكومة متهمة بالتبذير.

ويشك المحلل الاقتصادي في جنوب أفريقيا ديفيد رودت في قدرة زوما على البقاء في السلطة بعد الفضيحة الأخيرة التي شملت إقالة نيني، فضلا عن عدة قضايا تلاحقه منذ فترة وهذه كلها ستجعله في موقف محرج للغاية.

ولم يعلق جاكوب زوما الرئيس الرابع لجنوب أفريقيا على هذه الانتقادات التي طالته وحكومته وربما تضع حدا لمسيرته السياسية.

وخرجت مظاهرات أمس الأربعاء في مختلف أنحاء البلاد ضد زوما المتزوج من أربع نساء والذي تمت تبرئته في قضية شهيرة من تهمة الاغتصاب قبل انتخابه رئيسا للبلاد في 2009.

وعلى الرغم من ضعف الأداء، إلا أن حكومة الرئيس زوما لا تزال تحصل على علامات عالية لجهودها الرامية إلى تحسين الرعاية الاجتماعية، والأمن الغذائي، والخدمات الصحية والتعليم والبنية التحتية، كما أن الحكومة نجحت في مجالات هامة كإدارة الاقتصاد وخفض الجريمة والفساد.

غير أن هذه الإنجازات لا يراها المواطنون على أنها مفيدة لهم وسط الكم الهائل من الفضائح التي قد تضر بسمعة البلاد في الكثير من المجالات.

ويتذكر الكثير منهم حقبة زعيمهم الروحي نيلسون مانديلا الذي توفي في أواخر 2013، عندما بدأ في وضع حجر الأساس لإعمار بلادهم بعد أن حصلوا على استقلالهم بعد عقود من التمييز العنصري في بلد يعد من أغنى بلدان دول القارة السمراء.

12