فصل جديد في مسيرة بيت الحرفيين الإماراتي

المشاركة في المعرض هذا العام، تعكس انطلاق فصل جديد في مسيرة دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وبيت الحرفيين.
الجمعة 2024/09/27
حرف تنبض بالحداثة

شارك بيت الحرفيين الإماراتي في بينالي دولي مخصص للحرف اليدوية والإبداع بالصين، حيث يعرض مجموعة من الأعمال الحرفية التقليدية والحديثة التي تعكس التراث الثقافي الإماراتي. ويهدف هذا الحدث إلى تعزيز التبادل الثقافي وتعريف الجمهور العالمي بفن الحرف اليدوية الإماراتية.

بكين - اختتم بيت الحرفيين التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مشاركته الناجحة في معرض التجليات الدولي في بكين، وهو بينالي دولي للحرف اليدوية والإبداع، الذي تضمن عرضا لأعمال مئات المبدعين من حول العالم وقطعهم الفريدة والاستثنائية.

وكجزء من أسبوع بكين للتصميم 2024، أُقيمت فعالية التصميم الإبداعي الأولى من نوعها في الصين خلال الفترة الممتدة من التاسع عشر إلى الثالث والعشرين من سبتمبر 2024 في المركز الوطني للمعارض الزراعية في بكين، بمشاركة عدد من المخرجين الفنيين الدوليين والمعماريين ومصممي الديكور وأصحاب المعارض والمؤسسات الفنية والثقافية.

وتعكس المشاركة في المعرض هذا العام، انطلاق فصل جديد في مسيرة دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وبيت الحرفيين، الذي كان حقق نجاحا بارزا خلال مشاركته في النسخة الخامسة في باريس في عام 2022.

وعرض بيت الحرفيين “الشداد”، التصميم الفني المبتكر لمقعد مستوحى من روح التراث الإماراتي، و”الشداد” مستوحى من شداد الإبل، وهو المقعد المستخدم تقليديا للجلوس على الإبل من قبل البدو الرحل، ليعكس التزام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالحفاظ على حرفنا التقليدية في عالمنا الذي ينبض بالحداثة، إذ تمزج بسلاسة بين تقنيات النسيج التقليدية والجماليات المعاصرة، لتشكل قطعة فنية جذابة تحاكي حسّ المسؤولية البيئية الذي يتّسم به بيت الحرفيين.

اا

كما تم عرض النسخة الصينية التي تم تصميمها خصيصا لهذا الحدث من “الشداد”، لتحيي أوجه التشابه بين الحرف التقليدية الصينية والحرف الإماراتية من خلال هذا العمل الفني. والذي تم استلهام تصميمه من المنسوجات التاريخية في الصين ومدى ارتباطها بتقنيات السدو.

وتم استلهام الأنماط المعتمدة في هذه النسخة من أحد أصناف المنسوجات الأكثر شهرة في الصين وهو عبارة عن حرير منقوش يُعرف باسم “جين”، وقد استخدمت في هذه المنسوجات تقنية مشابهة لـتقنية السدو. تطعّم هذه النسخة من “الشداد” بقطعة من السدو بنمط “العويرجان”، ليحاكي التصميمات الهندسية والزخارف في النسيج الصيني، حيث يعمد “الشداد” في نسخته الصينية إلى إحياء هذه التصاميم. وتألفت هذه القطعة من خشب السنديان والجلد ومادة مستدامة يتم تصنيعها محليا في دولة الإمارات العربية المتحدة من أغصان أشجار النخيل المعاد تدويرها. وتعد الألوان المختارة في إعداد النسخة الصينية من “الشداد” مستقاة من الألوان الشعبية الشائعة في المنسوجات الصينية، بالإضافة إلى مختارات من الألوان المعاصرة.

وفّر المعرض منصة عالمية لبيت الحرفيين، ليعكس التزامه بتمكين الحرفيين الإماراتيين والاحتفاء بإسهاماتهم التي لا تقدّر بثمن في تعزيز التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال تسليط الضوء على “الشداد” أكدت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، حرصها على الاستدامة لتظهر كيفية الاستلهام من التقاليد العريقة في إعداد تصاميم مبتكرة وصديقة للبيئة ترسم معالم المستقبل الواعد. ومن خلال هذه التحفة الفنية، أتيحت الفرصة أمام الزوّار للاطلاع على تفاصيل التصميم والمواد المستخدمة به إلى جانب عرض حيّ لنسج السدو من قبل حرفيات السدو اللاتي توارثن الحرفة من جيل إلى جيل.

اا

جسدت هذه الرحلة عبر القارات إلى الصين، التزام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالتواصل مع الجمهور العالمي ومشاركة جمال وأهمية الحرف اليدوية الإماراتية مع العالم.

تلتزم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وبيت الحرفيين بحماية ودعم التراث الثقافي لأبوظبي والنظام البيئي الإبداعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك الممارسات الفنية مثل الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية. ويندرج هذا الالتزام في صميم رؤية وأولويات الدائرة، لاسيما في ظل مسيرة التقدم والنمو الذي تشهده الدولة نحو تحقيق الاقتصاد الإبداعي، وضخ المزيد من الاستثمارات في الصناعات الإبداعية.

وشكّل معرض التجليات الدولي لهذا العام، فرصة بالغة الأهمية لبيت الحرفيين، لتقديم المواهب الإبداعية المحلية ذات المستوى العالمي. ولم تقتصر أهداف هذه المشاركة فقط على تسليط الضوء على الأعمال الحرفية الرائعة التي ينتجها الحرفيون، ولكنها تمثلت أيضا في التأسيس لحوار بنّاء حول أهمية الحفاظ على الحرف التقليدية في مستقبل الأجيال الصاعدة.

18