فشل الميليشيات يدفع أردوغان إلى تهديد حفتر

التهديدات التركية المباشرة للقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر تأتي عقب تعثر ميليشيات الوفاق في السيطرة على قاعدة الوطية الجوية وتلميح لتدخل أكبر في ليبيا.
الاثنين 2020/05/11
مناورات أردوغانية

أنقرة- حذّرت وزارة الخارجية التركية الأحد من أنها ستعتبر قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة المشير خليفة حفتر أهدافا مشروعة إذا واصلت هجماتها على مصالحها وبعثاتها الدبلوماسية في ليبيا، في وقت نفى فيه الجيش الليبي استهداف مقار للسفارات في العاصمة طرابلس.

وقالت الوزارة في بيان إنه “إذا تعرضت بعثاتنا ومصالحنا في ليبيا للاستهداف فسنعتبر قوات حفتر أهدافا مشروعة”. ولم تحدد الوزارة في بيانها سبل الاستهداف الذي تتحدث عنه. وجددت تركيا في ذات البيان دعمها لحكومة الوفاق، معتبرة أنه توجد “مسؤولية جماعية” على عاتق المجتمع الدولي لصد الجيش الليبي.

ويرى مراقبون أن التصعيد التركي والتهديد المباشر للقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر يأتي عقب تعثر ميليشيات الوفاق في السيطرة على قاعدة الوطية الجوية وتلميح لتدخل أكبر في ليبيا بعد فشل أنقرة في تغيير جذري لموازين القوى رغم الدعم العسكري الكبير للميليشيات بالعتاد والمرتزقة.

أحمد المسماري: ينفي استهداف الجيش الليبي لمقار السفارات في العاصمة أو مقار الشركات الأجنبية أو مؤسسات الدولة
أحمد المسماري: ينفي استهداف الجيش الليبي لمقار السفارات في العاصمة أو مقار الشركات الأجنبية أو مؤسسات الدولة

وأشار هؤلاء إلى أن التهديدات التركية للجيش الليبي تندرج ضمن سياق التصعيد الإعلامي لا أكثر، بغية رفع معنويات ميليشيات الوفاق، لكنهم تساءلوا في الآن ذاته عن صمت المجتمع الدولي المحيّر عن التدخل التركي في ليبيا.

ونفى المتحدث باسم الجيش بشكل قاطع استهداف مقار السفارات في العاصمة أو مقار الشركات الأجنبية أو مؤسسات الدولة، مُلمّحاً إلى اتهام ميليشيات حكومة الوفاق التي تدعمها تركيا، بالقيام بأعمال من شأنها الإساءة إلى مكانة القوات المسلحة الليبية.

وقال أحمد المسماري في بيان نشره على صفحته بموقع فيسبوك “تنفي القيادة العامة نفياً قاطعا قيامها بهذه الأفعال التي تنافي المواثيق والقوانين والأعراف الدولية”، في إشارة إلى استهداف المقار الدبلوماسية.

وفي تفاصيل الحادثة التي جدت ليل الخميس – الجمعة لقي مدني ليبي وعنصران من الشرطة حتفهم وجرح 4 مدنيين بعد سقوط قذائف على منتزه طريق الشط بالقرب من مقر إقامة السفيرين الإيطالي والتركي بالعاصمة الليبية.

وتتزامن هذه التهديدات مع احتدام المعارك خلال الأيام الماضية على تخوم طرابلس حيث سعت ميليشيات الوفاق المدعومة من أنقرة الثلاثاء إلى افتكاك قاعدة الوطية، وهي إحدى أبرز قواعد الجيش الليبي غرب البلاد حيث تعد قادرة على احتضان أكثر من 7000 جندي.

وباءت محاولات الميليشيات بالفشل بعد صد الجيش لهجومها ما كبدها خسائر كبيرة في العتاد والمقاتلين.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وعد أنصاره الأسبوع الماضي بأنهم سيتلقون “أنباء سارة” من ليبيا، لكن ذلك لم يحدث ما دفعه إلى التصعيد الإعلامي ضد الجيش الليبي الذي يقود معركة لتحرير طرابلس.

4